ماهو سر إزدياد عدد حالات الطلاق فى مصر والعالم العربى؟ أو على الأقل ماهو سر هذا الجفاء الذى يظلل معظم البيوت المصرية والعربية؟، فالجميع يعانى فى بيته وأسرته كل بطريقته الخاصة من خلل شديد وشرخ واضح فى العلاقة والنظرة والسلوك مع المرأة، ولن أناقش كل أسباب هذا الخلل أو كل طرق ترميم هذا الشرخ ولكن ما أود التركيز عليه هو جزئية اللاتواصل أو فشل الحوار أو ماتعودنا أن نطلق عليه الخرس الزوجى، ذلك الخرس الذى يلجم الألسن ويشل العلاقة ويفقد الحوار أهم وظائفه ألا وهى الفهم والإتصال، ونحس كأن الطرفين غريبان عن بعضهما، وكأننا وضعنا تحت سقف واحد إنسان عربى وآخر إيرانى، هما بالفعل يشتركان فى نفس حروف اللغة ولكن عندما يتحدثان بها أو حتى يكتبانها يجد كل منهما أنه لايفهم الآخر، لأنهما تخيلا الحروف المشتركة هى نفسها اللغة المشتركة، ولذلك يظلان يرطنان بالكلام غير المفهوم ويكيل كل منهما الإتهامات للآخر بأنه السبب وبأنه المتهم الحقيقى فى هذه اللخبطة، ولكى نتغلب على هذه اللخبطة فى العلاقة الزوجية و نغتال الخرس الزوجى لابد أن نعترف بأن الرجل يختلف عن المرأة، والإختلاف نفسى قبل أن يكون بيولوجى أو تشريحى، وهذا لايعنى أننا ننكر الفروق البيولوجية بينهما فى نسبة الهورمونات وبعض مناطق الجهاز العصبى... الخ، ولكن كل هذه الإختلافات فى رأيى ليست المسئولة عن حالة الخرس الزوجى المزمنة الناتجة أساساً عن الفشل فى الوصول إلى لغة مشتركة أو أرضية يستطيع الطرفان الوقوف عليها بثبات وثقة.
الرجل والمرأة متساويان ولكنهما ليسا متطابقين، فالبنت زى الولد فعلاً ولكن لكى تنجح العلاقة بينهما لابد أن يفهما أنهما مختلفان، وعندما يحدث هذا الفهم تتحقق المساواة التى يتوجها الحب، وقد كتبت فى هذه الفروق النفسية والسلوكية الكثير من الكتب مثل "إكتشاف فروقنا" لجو تاننباوم، و"الرجل من المريخ والمرأة من الزهرة" لجون جراى، و"حتماً أنت لاتفهمنى" لديبورا تانن، وكتاب "أسرار الرجال" لبربارة دى أنجليس، و"حدثنى ياعزيزى" لإيفون دالير، وكل هذه الكتب وغيرها تؤكد على هذه الإختلافات مثل أن الإنفعال بالنسبة للرجل تعبير عن مشكلة أوخلاف ولذلك يظل يبحث عن السبب بإصرار، أما الإنفعال بالنسبة إلى المرأة فهو حجة للعلاقة ورغبة فى التعبير ولذلك لاتذهب للبحث عن سبب ولكنها تذهب للبحث عن مشاركة، ولذلك إذا إنفعلت المرأة نعتقد نحن الرجال أننا تورطنا فى مشكلة وأننا سببها، ولذلك نأخذ رد فعل حذر وشكاك، فنبحث فوراً عن سبب، فتحس المرأة أننا نعاملها كسيارة فيها عطل ما، فتأخذ بالتالى رد فعل مضاد وتتعقد المسألة أكثر وأكثر، ولايفهم الرجل أن المرأة تريد المشاركة قبل الحل، والرجل غالباً نفعى فى علاقاته فالحديث عنده من أجل توصيل معلومات أما الحديث عند المرأة فهو من أجل العلاقة الحميمة وأعتقد أن هذا هو سر ثرثرة النساء فى التليفونات أكثر من الرجال، ومن الفروق النفسية والسلوكية الهامة أن الرجل يعطى المرتبة الأولى للسلطة والفعالية بينما المرأة تعطيها للحب، وإهتمام الرجل يتجه بصورة قوية إلى الأشياء المادية المحسوسة، أما المرأة فللتواصل والعلاقات والأشخاص والمشاعر، وأهم ماعند الرجل إثبات جدارته والوصول إلى أهدافه بنفسه وهو يعتبر طلب المعونة ظاهرة ضعف ويجهل أن الحديث عن المشاكل ليس بالضرورة دعوة للحل، وأهم ماعند المرأة أن تكون محبوبة لذاتها، ولاتخجل من طلب المساعدة فهى تعبير عن العطف وتعتبر أن الحديث عن المشاكل إنفتاح على الآخرين وسمة من سمات الحب، والرجل ينعزل من أجل أن يفكر بينما تتجه المرأة للتليفون، والرجل يريد الجنس لكى يحل خلافاً بينما تريد المرأة حل الخلاف قبل ممارسة الجنس، والرجل يدفع الحب من أجل تذكرة الجنس الذى هو بالنسبة إليه إستراحة المحارب، والمرأة الجنس عندها مجرد درجة سلم للوصول إلى قمة الحب، ويقدم الرجل أربع وعشرين وردة ليبرهن على حبه وتفضل المرأة وردة واحدة أربع وعشرين مرة، ولابد للرجل من سبب لكى يتكلم بينما تتحدث المرأة من أجل لذة الحديث.
معظم حالات الطلاق ناتجة عن الجهل بهذه الفروق ورفضها، فعندما تشكو المرأة يفهم الرجل أنها إدانة لشخصه فيصرخ "أنا عملت إيه تانى" بدلاً من أن يسمع، وعندما تحدثك زوجتك عن بيت أحلامها فهى لاتطلب منك أن تضاعف مرتبك هى فقط تريدك أن تشاركها هذا الخيال، ولو ألقيت بكل أسلحتك على الأرض وإستمعت حتماً ستكسبها وهنا تكون شكوى الثرثرة غير ذات جدوى فهى ليست ثرثرة ولكنها بحث عن الدفء والأمان، ولو فهمتى ياحواء أن صمت زوجك ليس قلة حب أو ضعف إهتمام ولكنه فرار إلى مغارته وقوقعته فإسمحى بهذا الفرار بعض الوقت لكى يستعيد التوازن.
ولنجرب فى أن يعيد كل منا فهم الآخر، ولنبدأ بالمرأة أو بالأصح لنجعل هذا المقال قاصراً على إعطاء الوصايا العشر للمرأة لكى تفهم الرجل ومدى إختلافه، وذلك ليس من باب الأنانية ولكن من باب التخصص، فالعبد لله رجل متخصص فى أمراض الذكورة وهذا أتاح لى أن ألمس عن قرب أمراض الرجال النفسية قبل العضوية، وأنتظر من إحدى الكاتبات بإذن الله أن تمنح الرجال الوصايا العشر لفهم النساء والقضاء على الخرس الزوجى من وجهة نظرهن.
الوصية الأولى: كونى دقيقة فى طرح أسئلتك، فالمشكلة التى تواجه العلاقة الزوجية دائماً هى أن المرأة تتخيل أنها بمجرد إعلان رغبتها بالحديث لابد أن يتحول الرجل إلى ماكينة كلام متحركة، وهنا تبرز الجمل الخالدة كلمنى إحنا ماتكلمناش من زمان؟ والرد الجاهز نتكلم فى إيه ياحبيبتى؟!، فلكى يتكلم الرجل لابد أن يعرف فيما سيتكلم، ولماذا وإلى أين ستذهب به المناقشة؟، وبالطبع فيه إستثناءات ولكنى أتكلم عن الأغلبية، وبالطبع سيفسر لنا هذا السلوك الإقتضاب التليفونى للرجال والثرثرة التى نطلق عيها اللت والعجن النسائى وهى كما قلنا بحث عن الدفء والأمان، ولذلك إبتعدى عن أسئلة مثل عامل إيه فى حياتنا مع بعض؟ لكى لاتحصلى على الإجابة المقتضبة وهى على مايرام!!، ولذلك إبتعدى عن الأسئلة الغامضة قدر الإمكان.
*الوصية الثانية: إحترمى صمته، فالرجل عادة عندما لايرد على سؤالك فإنه ذلك لايعنى أنه لايحترمك بل يعنى أنه يمنح نفسه فرصة للتفكير، وعندما يتم تفسير هذا الصمت على أنه تجاهل تبدأ المرأة فى الإنسحاب والإكتئاب، ولو عرفت المرأة أن الرجال يفكرون فى صمت لأراحت وإستراحت، والرجل فى عملية التواصل يمر بثلاثة مراحل فهو أولاً يبدأ بالتفكير ولايرى ضرورة لكشف محتوى تفكيره وبعدها يقوم بالتخزين وفى أثنائه يصمت حتى يسيطر على الموقف وبعد تقديره لجميع الإجابات الممكنة يختار منها مايراه الأفضل فيتواصل، أما النساء فلديهن ميل إلى التفكير بصوت عالٍ وذلك من أجل إطلاع الآخر على حالاتهن النفسية، وعندما يتهم الرجل المرأة بأنها تتكلم كثيراً فإن الحقيقة هى أنها تتكلم وتحكى فوق طاقته على الإستماع والإنصات، والحوار عند المرأة طلب عون وهى بطلبها لتلك المعونة تقدر من تطلب معونته، أما الرجل فهو لايطلب العون إلا فى آخر المطاف، وعندما تفهم المرأة أن صمت الرجل هو جزء من تواصله سينجح الحوار
*الوصية الثالثة: إقبلى صعوبة تعبيره عن إنفعالاته، فحياة الصيد القديمة التى عاشها الرجل زرعت فيه بعض السلوكيات الإنعزالية بعض الشئ، ففى عملية الصيد يجب الإمتناع عن إصدار أى صوت حتى لاتهرب الفريسة وأيضاً لايستطيع أن يعبر عن إنفعالاته فهو مراقب للفريسة والرقابة تتطلب البرود القاتل، فالصيد إذن قد علم الرجل كتم إنفعالاته، وأخذ المجتمع الراية بعد ذلك فقام بقمعها أكثر وأكثر فالطفل الذكر مازلنا نسخر منه حين يخاف أو يحزن أو يبكى، أما المرأة ساكنة الكهوف القديمة فقد تعلمت التواصل الشفوى مع النسوة الأخريات وتعلمت أيضاً التعبير عن إنفعالاتها وعدم الخجل منها، ولذلك فإنتشار نوعية الرجال "البلاك أوت" ذوى الوجوه الشبيهه بوجوه لاعبى البوكر بخيلة التعبير مرجعه إلى هذا السلوك وليس إلى أن الرجال عديمى الإحساس، فالرجال ينفعلون ولكنهم غير قادرين على التعبير عنه بالكلمات مثل النساء، وحتى أعظم الرجال المثقفين فاشلون فى التعبير عن إنفعالاتهم ولذلك عندما تتحدث المرأة عن إنفعالاتها فإن الرجل يحس بأنها تتهمه، وأهم مافى هذه الوصية ألاتترددى فى تأجيل النقاش وتجنبى الخلط بين الإنفعالات والتعبير عن أكثر من إنفعال، فالرجل يخاف الإنفعال والمرأة تخاف القطيعه والهجر، ويقول دانيال جولمان فى كتابه الذكاء الإنفعالى أن إفراز الأدرينالين وهو المسئول عن حالة الإستنفار يزيد عند الإنفعال الذى يحله الرجل عادة بالهروب إلى الصمت حتى لايحدث الإنفجار، أما المرأة فإفراز نفس نسبة الأدرينالين عندها تحدث حين يدق جرس إنذار القطيعة التى تجعلها تصر على إستكمال النقاش بأى صورة ويعتقد الرجل خطأ أنها تريد الإستمرار فى الشجار.
*الوصية الرابعة: توقفى عن مقاطعته، وهذه وصية غالية جداً وعدم تنفيذها يصب الزيت على النار فى معظم الخلافات الزوجية، ودائماً نستمع إلى هذا النقاش الخالد فى كل بيوتنا "توقفى عن مقاطعتى حتى أكمل حديثى" والإجابة "هل تريد أن أبقى هكذا كالتمثال أسمعك دون أن أقول شيئاً؟"، وتزداد المناقشة حدة وغالباً ماتنتهى نهاية مأساوية والسبب أن الإثنين لايفهمان ولايحترمان إختلافاتهما، وعلماء النفس يفسرون ذلك الخلاف بأن تركيب مخ الرجل يجعل القيام بعمليتين فى وقت واحد شئ فى منتهى الصعوبة كأن ينفعل ويتكلم فى وقت واحد، والمقاطعة تشتت إنتباهه وتوقف التطور التدريجى لأفكاره، لأنه ينظم تفكيره وإنفعالاته قبل الحديث، وإذا قامت المرأة بإقحام عناصر جديدة فى المناقشة فسيجعله هذا يضطرب ويتلخبط، فهو يريد إنهاء الموضوع ليدخل فى موضوع آخر على عكس المرأة التى تستطيع أن تفكر فى عدة مواضيع فى نفس الوقت وذلك يعود لتركيب المخ المتميز عندها فى هذه النقطة بالذات، ونستطيع أن نلخص الفرق بأن مخ الرجل يعمل مثل الميكروسكوب الذى يضبط على موضوع واحد ويأخذ ضبطه وقتاً طويلاً، أما مخ المرأة فيعمل مثل الرادار الذى يستطيع أن يلتقط عدة أشياء فى نفس الوقت.
*الوصية الخامسة: لاتتكلمى نيابة عنه، فكما ذكرنا تستطيع المرأة الإنتقال بين الإنفعالات المختلفة من الغضب للفرحة للإحساس بالذنب للندم للخوف...الخ، ولو كان هناك أسانسير للمشاعر وهناك مبنى يقع الغضب فى لدور الأول منه والفرح فى الدور الخامس فإن أسانسير المرأة سريع من الأول حتى الخامس، أما أسانسير الرجل فهو فى منتهى البطء، وعندما تتكلم المرأة نيابة عن زوجها فهى تحاول القفز بهذا المصعد البطئ بالرغم من إمكانياته المتواضعة ممايجعله يتحطم سريعاً.
*الوصية السادسة: إستمعى إليه بشكل أفضل، فالإنصات والإستماع فن يحتاج إلى تدريب، فالإيماءة بالرأس هامة، وترديد عبارة "أنت تقصد كذا؟" هامة أيضاً، فلو قال الرجل بعصبية "أصبحتى تتهربين من الجماع وتؤجلينه؟"، ولو ردت الزوجة قائلة "أنت الذى ترغب فيه فى ساعات مستحيلة ولاتعرف ماهى مصاعب الجرى وراء أولادك"...الخ، هذا الحوار سيشعل حريقة فى البيت، ولكن لو إستبدل بحوار آخر لكان الوضع أحسن، مثل أن تقول الزوجة "معقول تتخيل ياحبيبى أننى لم أعد أحبك لأننا نقوم بالجماع أقل من العادى؟ وهذا يقلقك؟!"، وعندما يشعر الزوج بأنه قد تم فهمه صح فإنه يعبر عن قلقه وحبه أيضاً.
*الوصية السابعة: اللمس مفتاح الفرج، واللمس حاسة مفقودة ومعوقة بين الزوجين عندنا، ولابد أن يفهم الزوجان أن لهذه الحاسة وظائف أخرى غير عد الفلوس وأماكن أخرى غير البنك وغرف النوم، وعندما يقترب الرجل من حافة الشجار والغليان يكون اللمس الدافئ من المرأة هو قطرات الندى التى تنزع فتيل الإنفجار المشتعل.
*الوصية الثامنة: إستعينى بإمكاناته وإجعليه أهل ثقة، فبقدر ماتحتاج المرأة لكلمات الإعجاب وإشارات الحب يحتاج الرجل هو الآخر لأن يكون محل ثقة، ولتجعلى سؤالك هو هل تريد أن تفعل لى كذا بدلاً من هل تستطيع أن تفعل كذا؟!!!، لأن هل تريد هى أفضل وأنسب للرجل من هل تستطيع التى تستفزه، وإجعليه يعيش صورة فارس الأحلام من خلال خياله الخاص وليس من خلال نصائحك المباشرة، وتذكرى أنه لو كانت الأميرة الجميلة فى الأسطورة قد نصحت الأمير بأن يخنق التنين بالحبل بدلاً من قتله بالسيف لكان الأمير قد تزوج عليها لأن السيف إختياره وهو يحقق له صورة فارس الأحلام.
*الوصية التاسعة: كونى صريحة ومباشرة ولاتستخدمى الطرق الملتوية فى حواراتك، فلو قالت منى لأحمد وهما فى السيارة هل تريد أن تتناول طعاماً أو شراباً؟ وكان رد أحمد بالنفى، من الممكن بعد ذلك أن تغضب منى عند الوصول للبيت و"تتقمص" وسبب هذه القمصة والزعل هو أن منى أرادت توصيل رسالة لأحمد بأنها تريد هى أن تأكل وتشرب ولكنها إلتوت فى توصيل الرسالة ثم بنت غضبها على أن أحمد يهملها ولايبالى بطلباتها وهذا غير صحيح، فالرجل لايحتمل الرسالة ذات المعانى المتعددة.
*الوصية العاشرة: كلمة أنا أفضل من أنت، ولكى نفهم هذه الوصية لنتخيل هذا الموقف، منى تنتظر أحمد فى الشارع، ويتأخر أحمد وعندما يأتى تواجهه بالعاصفة "إنت إزاى تتأخر وإنت دايماً بتتأخر ومش عامل حسابى، إنت فاكرنى هبله وعبيطه حأصدقك"..الخ، ولاتجدى مع منى إعتذارات أحمد بزحمة الطريق، وعند البدء بكلمة أنت يتحول الحوار إلى إدانة وعندها يتخندق الرجل فى دفاعاته المستحكمة ويبدأ القتال، ولكن لو كانت منى قالت "أنا زعلانة إنك إتأخرت، أنا تخوفت ليكون حصل حاجة وتصورت أشياء فظيعة "... هنا سيلقى أحمد بكل أسلحته الدفاعية ويعتذر ولايتأزم الموقف، فكلمة أنت تقتل التواصل.
***هذه الوصايا ليست أوامر اً فصناعة الحب ليس فيها كتاب أبلة نظيرة أو منهج الوزارة، ولكنها صناعة "هاند ميد" تحتاج إلى مواد خام رخيصة جداً ولكنها للأسف نادرة جداً، وأهم هذه المواد هى مادة التواصل الذى إنقرض من حياتنا كصناعة الطرابيش وأصبح كالزائدة الدودية فى جسم علاقاتنا، فهل يعود التواصل أم سيظل مختفياً شحيحاً مستحيلاً كالخل الوفى والعنقاء والرخ وأسامه بن لادن!!!
[email protected]
التعليقات