أماني الصوفي من صنعاء: كشفت مصادر مطلعة في وزارة الصحة والسكان لـ"إيلاف" أن الوزارة بالتعاون مع بعض المنظمات الدولية المانحة تقوم حاليا بعدد من الإجراءات الاحترازية في محافظة حضرموت لمكافحة انتشار البعوض الناقل لمرض حمى الضنك بعد الاشتباه بإصابة (25) حالة بهذا المرض في مدينة سيئون بالمحافظة ، مشيراً إلى أن حملات مكثفة تقوم حالياً برش كافة الأماكن والمستنقعات التي يتواجد فيها البعوض ، وأنه تم تعزيز المختبر المركزي بعاصمة المحافظة (المكلا) بمعدات التشخيص الأولي للمرض، إضافة إلى حملات تفتيش منتظمة على خزانات المؤسسات والمدارس والمحلات التجارية والمنازل بهدف رش مبيدات تحد من تكاثر البعوض في هذه الأماكن التي من المتوقع أن تكون بيئة مناسبة لتوالدها.

وكانت العديد من التقارير الطبية الصادرة عن منظمات عاملة في مجال الطب الوقائي باليمن قد اكدت في تقارير سابقة أن وباء حمى الضنك اخذ في الانتشار في أكثر من محافظة يمنية وان العديد من المواطنين توفوا جراء هذا الوباء الخطير دون اتخاذ التدابير اللازمة لإيقافه ، مشيرة إلى شحّة الإمكانيات الحكومية لمواجهة هكذا وباء.

وكان تقرير رسمي صادر من المختبرات المركزية بوزارة الصحة والسكان بصنعاء قد أكد إصابة خمسة مواطنين رجلان وثلاثة نساء من محافظة شبوه بحمى الضنك ، مشيرا إلى أن الخمسة المصابين وهم اثنان من قرية عرقة الساحلية بمديرية رضوم وثلاثة من قرية الصّلبة بمديرية نصاب قد تأكد إصابتهم بهذا الوباء ، متوقعاً ازدياد عدد الإصابات خلال الأيام القادمة، إذا لم تسارع الوزارة بمكافحة الوباء ، كما انتابت مواطني هاتين المنطقتين النائيتين موجة من الهلع والخوف فور سماعهم نتيجة التقرير، وطالبوا الحكومة ممثلة بوزارة الصحة العامة والسكان، بتحمل مسؤولياتها الكاملة بشأن حماية حياتهم من هذه الأمراض الوبائية الخطيرة.

وكانت مصادر طبية أعلنت وفاة امرأة في مستشفى الثورة بمدينة الحديدة نتيجة لإصابتها بفيروس حمى الضنك الوبائي ، مشيرة الى أن الفحوصات الطبية التي أجريت للمريضة أشارت إلى أن عدد تكسر الصفائح الدموية بلغت خمسين ألف ، الأمر الذي أصيبت على إثره بنزيف حاد أدى إلى وفاتها.

وذكرت تلك المصادر أنها لا تزال تستقبل بعض الحالات المصابة بأعراض حمى الضنك وخاصة من الأطفال ، لكنها بصورة أقل عما كانت عليه في السابق.

وفي محافظة مأرب تجاوز عدد المتوفين جراء وباء غريب انتشر في مديرية حريب ويعتقد بأنه حمى الضنك 10 حالات بينما هناك العشرات من المصابين, وأشارت مصادر طبية في المحافظة إلى أن الوباء الذي ظهر مؤخرا هو عبارة عن ملاريا حادة تنتقل إلى الإنسان عبر البعوض المنتشر بكثرة في المحافظة نظرا لكثرة المجاري والمستنقعات بالمدينة ولعدم وجود صرف صحي يحمي البيئة والمواطن.

وكانت وزارة الصحة العامة والسكان قد نظمت منتصف آذار (مارس) الماضي قافلة استطلاعية لعدد من الصحافيين والإعلاميين إلى محافظة الحديدة (300 كلم غرب العاصمة صنعاء) للإطلاع على الحقائق الخاصة بانتشار المرض والوقوف على عدد الحالات التي توفيت بسببه ، إضافة إلى تلك التي عُولجت أو وصلت إلى مركز المحافظة ، خصوصاً بعد التقارير الإعلامية التي أعدها بعض المراسلين والصحافيين اليمنيين عن هذا الوباء الذي بدأ بمناطق ومديريات تابعة للمحافظة وفتك بالعديد من المواطنين خصوصا في مدينة زبيد (غرب الحديدة).

وضم الفريق الإعلامي ممثلين عن مختلف وسائل الإعلام المحلية الرسمية والحزبية ومراسلي وسائل الإعلام العالمية في اليمن الذين قاموا بزيارات ميدانية إلى المناطق التي انتشر فيها المرض، والإطلاع عن قرب على مجمل حالات الإصابة ، فضلاً عن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة اليمنية ممثلة بوزارة الصحة بالتعاون مع منظمة اليونيسيف الدولية للحد من هذا المرض الذي انتشر مؤخرا في محافظة الحديدة وبعض الأجزاء من محافظة حجة وهي المطلة على البحر الأحمر والقريبة من محافظة الحديدة.