"إيلاف"من روما: يعتقد البائعون القطّاعيون العمالقة، مثل شركة أمازون، أنه يمكن للمجتمع الاستهلاكي الذي يتشكل حول مواقعهم على النت أن يزدهر فقط على قاعدة الثقة المتبادلة. ولهذا السبب، طورت شركة eBay المشهورة عالميا بمزادها العلني على الشبكة العنكبوتية، نظام تقويم دقيق لجودة البضائع المعروضة للبيع من قبل أصحابها. بالتالي، قررت شركة أمازون تغيير سياستها المتعلقة بحق النقد والتقييم لمنتجاتها، من قبل جمهور النت: لا للتعليقات المجهولة الاسم من الآن وصاعدا.

كما أدركت تلك الشركة، التي تعتبر الأولى في العالم من ناحية عرض وبيع الكتب أون لاين، الأهمية المتزايدة للرأي العام المنسوب إلى كتبها، من قبل زبائنها، وقررت إعطاءه مصداقية أكبر. لذا، ابتكرت الشركة التي يرأسها جيف بيزوس نظامًا جديدًا سمته "الأسماء الحقيقية" بغية تشجيع المستخدمين على استعمال اسمهم الحقيقي الموجود على بطاقات الائتمان.

حاليا، ستستمر أمازون، البائع القطّاعي العملاق في مدينة سياتل، في السماح بابداء الرأي الشخصي لمنتجاتها، الموقٌع عبر الأسماء التدليلية(Nicknames)، لكنها ستبدأ أيضًا بحث الزبائن على اعطاء رقم بطاقة الائتمان أو سيرة لآخر حركاتهم المصرفية المنفذة عبر موقعها على الانترنت، قبل التقييم، بهدف ردع الشخص الواحد من تسجيل نفسه بطريقة تعددية من شأنها التأثير، ايجابيا أو سلبيا، لأغراض شخصية بحتة، في التقييم الشعبي العام للكتب الذي ولٌد ظاهرة، كثيرة الانتشار حاليا، بسبب الأهمية المتزايدة لتقييم الجمهور على المبيعات أون لاين.

كُشف المثل الأكثر إثارة لهذا الموضوع، خلال السنة الماضية، عندما نشر الموقع الكندي لمكتبة الأمازون، بطريق الخطأ، الأسماء الحقيقية لبعض الكتٌاب، الذين اعتقدوا أن هويتهم على النت كانت مخفية، وقد سبب ذلك الحادث التقني إحراجا كبيرا في صفوفهم لأن الكثير منهم أعطى تقييم "رديئ جدا" لأعمالهم الفنية الشخصية، في مجال النشر، وتلك الخاصة بأصدقاءهم!