تكتب قريباً لـ"إيلاف": أصالة في اول حوار قبل صدور البومها الخليجي: الفنان أشبه بمتسولي الشوارع
رولا نصر من بيروت: مسيرة تمتدّ إلى أكثر من عشر سنوات. حاولت من خلالها اصالة، دخول قلب كل مسمتع عاشق للفن الأصيل. ولسنا هنا بوارد تبرير أو التأكيد على هذا النجاح، لأنها ببساطة... أصالة. وقفت على أشهر المسارح على الإطلاق، وقدمت أعذب الألحان وأرقى الكلمات، من خلال صوتها النادر والحالم، الذي ولشدة عذوبته يكاد يقترب بجماله وصفائه من أصوات الملائكة. خلال زيارتها الى بيروت للمشاركة في برنامج "سوبرستار2"، أصالى التقت "إيلاف" وخصّتها بأول حوار ينشر قبل صدور ألبومها الخليجي الجديد، كما وعدت بأن تمتب قريباً مقالات خاصة ب"إيلاف". إليكم ما دار بيننا من حوار....
لنتحدث بداية عن مشاركتك في "سوبر ستار2" وتألقك في تلك الحلقة الإستثنائية، حيث لمس لديك الجمهور، حماساً شديداً تجاه المشتركين؟
هذا صحيح، لأنني أحب هذا البرنامج، وأعتبر نفسي واحدة من مشجعيه الاوائل، أتابعه من بدايته وقد احبب المشترطين فعلاً، ليس فقط لجهة مواهبهم المتميزة بل أيضاً لأنهم بسطاء وأخلاقهم عالية حقيقة؛ أما عن مشتركي العام الماضي، فإنني منزعجة من بعضهم لأنهم نسوا بداياتهم بعد أن اخذتهم موجة الشهرة السريعة، مع أن البداية قريبة جداً من الناحية الزمنية ولا تمتد إلى اكثر من عام واحد. انا لا زلت اتعامل مع الناس وكأنني في بدايتي، ولا أعيش دور أصالة المطربة التي احترفت الفن منذ عشر سنوات ولها عشرة ألبومات ناجحة والجمهور يحبها... لا يمكن أ، أنسى بداياتي، وأننا أناس بسطاء. نحن تماماً مثل المتسولين في الشارع، لكننا نرتدي ملابس جميلة وجديدة، بينما الفرق الوحيد هو أنهم يتسولون المال، بينما نحن نتسول محبة الناس التي هي حاجة أساسية لدى كل فنان. لهذا أستغرب كثيراً كيف يمكن للبعض التكبّر على هؤلاء الناس، الذين لو لم يشتروا ألبوماتنا ويحضروا حفلاتنا، لما كنا شيئاً على الإطلاق. لهذا أعتبر أننا متسولون، لكن بطريقة مختلفة عن متسولي الشوارع.
متى سيصدر ألبومك الخليجي؟
سيصدر بإذن الله أواخر شهر تموز (يوليو) الجاري، وإني أعتبره ألبوماً خرافياً، وشخصياً أعتزّ به وأتوقه له النجاح إنشاء الله. هو يضمّ مجموعة مميزة من الأغنيات، حيث أتعاون مع سموّ المير عبد الرحمن بن مساعد في أغنية تحمل عنوان "يسعد صباحك" وهي من ألحان صادق الشاعر، بالإضافة طبعاً إلى تعاوني مع الموسيقار محمد عبده، والأمير بدر بن عبد المحسن، والأمير خالد الفيصل، كما هناك تعاون مع عبد الله القعود، فايز السعيد، نزار عبدالله، سعود شربتلي، الناصر و د. يعقوب الخبيزي الذي أستشيره في كافة أعمالي وهو صديق عزيز.
لم تصدري أي ألبوم خليجي منذ مدة طويلة؟
معروف أنني أصدر ألبوماً خليجياً كل 3 سنوات تقريباً، والغناء الخليجي يعني لي الكثير على المستوى الفني، حيث أعبّر من خلاله عن كل الرقيّ في مشاعر المرأة. أشعر أن هناك مفردات لا تعدم المعنى ذاته في لهجات اخرى، بينما الخليجية هي الأقدر على التعبير عن الأنثى بطريقة راقية. كما لا يمكن ألا أعتزّ بتعاملي مع الشعراء والملحنين الخليجيين الذي قدموا لي أعمالاً رائعة، مثل الأمير عبد الرحمن بن مساعد، حيث أنا الوحيدة التي تغني من كلماته، وهو صاحب أغنيات عديدة لي منها "احلى حكاية"، "قدّ الحروف"، "رحل"، "ما أظن"، "النظرة الخجولة" وغيرها.
ألا توافقين على أن الفترة التي تصدرين فيها ألبومك الخليجي غير مناسبة، خصوصاً وأننا مقبلون على موسم الصيف والحفلات؟
هنام كمّ كبير من الأعمال والألبومات التي صدرت في هذه الفترة، اولتي ستصدر قريباً أيضاً، لهذا فضلت أن اكون مختلفة من خلال ألبوم خليجي. اما الألبوم العربي، فسأصدره خلال العام 2005 بإذن الله.
ترددت أخبار عن استبعادك عمداً عن مهرجانات قرطاج لدورة 2004، بعد أن فرضت شركة روتانا سيطرتها على المهرجان. ما مدى صحة هذه الشائعات؟
أفرح كثيراً عندما أتلقى دعوة للمشاركة في أي مهرجان عربي. أنا عن نفسي لا أحزن إن لم أشارك في مهرجان معين أو إن استبعدوني، بل الجمهور الذي يحبني هو الذي سيحزن. هناك الكثير من المرجانات والحفلات التي أستطيع من خلالها إيصال صوتي، والمحطات الفضائية صارت أكثر من "الهمّ على القلب". اماكن عديدة أستطيع أن اوصل من خلالخا "أصالة"؛ وكونهم استبعدوني، حقيقة أزعل فقط على الناس الذين انتظروني ولم أتمكن من التواصل معهم بمحبة من خلال المسرح، لكن الحمد لله إن بحثوا عني سيجدونني.
لكن بعيداً عن قرطاج، نلاحظ أيضاً أنك غائبة عن مهرجانات الصيف الكبرى. هل هذا بقصد منك أم أن مهرجانات مثل الدوحة و"ليالي دبي" كافية برأيك؟
طبعاً هي لا تكفيني، لدي عشرات الأغنيات التي أحب تقديمها على المسرح، ويجب أن أشارك في كل المهرجانات كي أغني كل الأعمال من ألبوم واحد مثلاً. لكن ليس شرطاً أن تشارك أصالة في كل الحفلات والمهرجانات، والفنانون يتجولون على مختلف المسارح. الحمدلله حققت نجاحات عديدة في الدوحة ودبي، وأيضاً في مصر التي تعني لي الكثير، وقد احييت فيها هذا العام أجمل حفلاتي على الإطلاق، وذلك في دار الأوبرا. غنيت فيها كل ما تمنيت غناءه، لحوالي 3 ساعات ونصف الساعة. أجد في دار الأوبرا، المكان الأنسب لي حقيقة. وهناك حفلات اخرى أحييها في مصر منها أيضاً في دار الأوبرا (أحيتها اصالة يوم الخميس الماضي قبل نشر الحوار)، وحفل في دار الأوبرا في الإسكندرية. الحمد لله اوضاعي جيدة دون الحاجة الى مهرجانات يستبعدونني من خلالها.
سياسة الإحتكار التي تمارس حالياً من قبل شركات الإنتاج، إلى أي مدى برأيك، هي تخلق حالة جديدة، في مثل بروز أسماء من المبكر جداً أن تعتلي مسرح قرطاج على سبيل الماثال لا الحصر ؟
"ما عاد في شي بكير"، خصوصاً وسط الزحمة الفنية الحاصلة اليوم واختلاط الأمور والفوضى التي تعمّ الوسط. في تصوّري، إن أفضل مكان لا يزال محافظاً على مكانته المرموقة، هو دار الوبرا. وانا اتمنى لو يؤسس دار اوبرا في كل قطر عربي، لأنه المكان الوحيد التي يخصص مكانة الفنان. هناك أسماء من المستحيل أن تدخل دار الأوبرا وتغني فيها. لهذا أشعر بالفخر ععندما أغني في مكان كهذا، اما المهرجانات الأخرى، فلا أعرف ما الذي يحصل فيها. لكن من جهة أخرى، هناك أسماء جديدة نجحت بسرعة عجيبة وهذا ليس خطأ. شاكيرا مثلاً عندما برزت، أثر نجاحها على كل نجمات الغرب، تماما كما في الوطن العربي هناك أسماء جديدة لها وقتها وشهرتها...
حكي عن تأسيس دار أوبرا في سورية. هل ليدك معلومات حول هذا الموضوع؟
بصراحة لا أعرف، لكن اتمنى تحقيق ذلك خصوصاً وان سورية تعيش حالة تقدم وتطور مستمرين.
كيف تقضي أصالة موسم صيف 2004؟
لم آخذ إجازة منذ حوالي تسع سنوات، لهذا ألإكر جدياً بالإبتعاد قليلاً اواخر شهر 7 بعد صدور ألبومي الخليجي، وذلك لأخذ هذه الإجازة لمدة شهر تقريباً، أقضيها مع عائلتي في شهر آب (أغسطس)، خصوصاً وانها الفترة الوحيدة التي يمكن قضاؤها مع العائلة قبل دخول الأولاد إلى المدرسة.
هل ستصورين أغنيات من ألبومك الخليجي على طريقة الفيديو كليب؟
نعم إنشاء الله، سأصور "اوقات" للموسيقار محمد عبده والأمير بدر، وأغنية "يسعد صباحك"، بالإضافة إلى أإنية الناصر ود. يعقوب الخبيزي.
مع أي من المخرجين؟
هناك بوادر إتفاق مع مخرجة ناجحة جداً، (أتحفظ عن ذكر اسمها حالياً). الأغنية الأولى التي سأصورها بداية وهي "اوقات"، طويلة نسبياً، مدتها 12 دقيقة، لذا يعتبر تصويرها مغامرة بالنسبة لأي مخرج، وبالنسبة لي انا ايضاً. لهذا، نبحث حالياً إمكانية تصويرها على شكل فيلم سينمائي قصير، وما الذي يمكن تقديمه فيها.
تعاملت مع أكثر من مخرج، منهم ميرنا خياط، سعيد الماروق، عثمان ابو لبن وغيرهم. هل تتقصدين هذا الموضوع، ولماذا؟
نعم فعلاً، لأن كل واحد منهم أبدع في مجال معين. لكن بالنسبة لي انا شخصياً، هناك شيء ينقصني لا زلت أبحث عنه، اجد جزءاً منه لدى كل مخرج. تعاملت مع مؤخراً مع المرخج عادل الخضر، الذي أظهر الجانب الطفولي في شخصيتي، وهو امر أسعدني كثيراً. كيرنا خياط مثلاً، أظهرتني بصورة جميلة جداً، وأرى أن نادين لبكي مخرجة متميزة أيضاً متمنية ان يحصل تعاون قريب فيما بيننا وان تغامر معي بأفكار جديدة. أريد تكرار تعاوني مع المخرج سعيد الماروق، خصوصاً بعد أن شاهدت كليب "قربّ ليّ" للفنان وائل كفوري، على أن أمل أن ينفّذ لي سعيد الكليب بنفس طريقة التفكير.
نلمس من كلامك أنك غير راضية عن تعاونك مع السابق مع سعيد في كليب "سنين"؟
كلا.
من أي ناحية؟
من عدة نواح.
لكن من المستغرب أنك غير راضية عن عملك معه، وتعيدين التجربة رغم ذلك؟
سعيد مخرج جيد، لكن لا ادري ما الذي حصل مع كليب "سنين"، ربما اللقطات التي أخذت في تركيا لم تكن أساسية لا أدري... او ربما الظروف التي عملنا فيها، او الوقت الضيق لم يساعده على تنفيذه بطريقة اجمل. لكن أعماله الأخرى تؤكد أنه مخرجمميز ويحمل فكراً جديداً في أسلوبه، مع الإشارة إلى أن كثراً احبوا كليب "سنين".
مشاركتك في برنامج "سوزبر ستار" تتناقض مع معقولة ان أصالة لا تشجع المواهب الجديدة؟
ابداً على العكس تماماً، انا اكثر مطربة تشجع المواهب، وعلى سبيل المثال أعجب العام الماضي برويدا عطية في "سوبر ستار" وتوقعت لها مستقبلاً مميزاً، كما أنني أعجبت كثيراً بألبومها الغنائي الأول. انا اكثر واحدة تتحدث عن الفنانات تحديداً، فلطالما اكر شيرين عبد الوهاب، انغام، رجاء بلمليح ....
إذا ما صحة الخلاف بينك وبين ناسي عجرم بسبب ما حصل في مهرجان اوسكار الأغنية العربية، حيث قيل انك انزعجت من نانسي؟
هذا غير صحيح على الإطلاق، ما حصل انهم تحدثوا عن عيد ميلاد نانسي في تلك الليلة ومن ثم انا، لكنني لست سخيفة لدرجة الإنزعاج من موضوع كهذا، لأنني أصلاً لا أحتفل بذكرى ميلادي وهذا الأمر لا يعني لي أي شيء، لكن القيمين على المهرجان اختلقوا هذه الشائعة كي يبرروا فشلهم. نانسي تعجبني كثيراً، صوتها جميل و"مهضومة كتير"، كذلك الأمر بالنسبة لإليسا، هي أيضاً من الفنانات اللواتي أحبهنّ كثيراً، وأشعر انها ودودة ومحبة عندما ألتقي بها.
ذكرت لي سابقاً أنك كتبت مقالاً عن الرالحة ذكرى؟
صحيح. ذكرى رحمها الله، كانت من أعزّ صديقاتي، هي ورجاء بلمليح (الله يعطيها الصحة). كانت قرية جداً مني، بسيطة، ذات موهبة خارقة وتحب الناس، وصديقة بكل ما للكملة من معنى. رحيلها أثر فيّ كثيراً؛ ليس فقط لأنها زميلة رحلت، بل لأنها اخت. وفاتها جعلتني أعبد حساباتي في امور عدة، لأرى كيف أن الحياة قصيرة جداً، ولا يفصل بينها وبين الموت سوى لحظة. كتبت المقال، وسأنشره في ذكرى وفاتها السنوية، في "إيلاف" تحديداً، وهي الصحيفة التي اكنّ لها كل الإحترام والتقدير واشعر انها اكثر واحدة تعبّر عني صراحة.
"إيلاف" تتشرف بك اصالة"، وختاماً نسأل، هل تشعرين أن الجمهور العربي لم يدرك قيمة ذكرى ألا بعد وفاتها؟
صحيح، هكذا نحن في العالم العربي، نمدح الزائف ولا نعطي الحقيقي حقّه. ربما يخاف الناس من أن نتكبر عليهم، رغم أن المقابل الذي ننتظره هو كلمة تشجيع او محبة لا أكثر. وليس فط بالنسبة لذكرى، بل لكل المبدعين في العالم العربي الذين اضطروا الى ترك الوطن والعيش في دول الإغتراب كي ياخذوا حقهم، مثل احمد زويل، وعشرات الأطباء العباقرة من سورية ولبنان ومصر المتواجدين في اوروبا واميركا. هذا هو الدعم الذي أتحدث عنه.
التعليقات