في قرطاج: البابا وسيدة الغناء العربي

إيهاب الشاوش من تونس: غنت نجوى كرم بصوتها الجبلي،و رسمت الكلمات على الفضاء، ومدت يديها كجسر نحو الجمهور الذي حركته بحبال صوتها كما تشاء و تشتهي دون أن تلتجئ إلى "بهلوانيات" أشباه الفنانين.
و برهنت النجمة اللبنانية على أنها من الورثة الشرعيين للطرب اللبناني الأصيل، وقدمت الدليل
و الحجة على أنها سيدة الغناء العربي في الوقت الراهن، وهذا رأي شخصي، فقد أدت في حفلها على مسرح قرطاج، و ببراعة، المواويل و الأغاني الجبلية والتراثية والشبابية دون أن يشعر المتفرج بتغير أو تراجع في أدائها.
و في الوقت الذي أصبحنا ننتظر فيه سكوت الجمهور حتى نتمكن من

سماع «الفنان"، علا صوت نجوى كرم فوق أصوات قرابة الإثني عشر الف متفرج، وقد صاحبها في العرض بالي راقص زاد السهرة متعة، و كان امتدادا بالصوت و الصورة لحفل فني متكامل.
الجزء الثاني من السهرة أمنه "بابا" الموسيقى العربية، الفنان القدير و ديع الصافي الذي أنهكته السنون، و سلبت منه شبابه و لم تترك له غير عكاز صوته يكمل به ما تبقى له من أيام فنية قبل ان يدخل التاريخ من بابه الكبير و يترك لأحفاده، كما قال، مواصلة المشوار.
كان وديع الصافي خلال سهرة قرطاج، صوتا يودع المسرح الذي كرمه عديد المرات، أدى بما تبقى له من جهد وقوة "طلوا حبايبنا" و "هوى الوديان" و "على الساحة التقينا" و غيرها و سانده في ذلك ابنه المايسترو جورج الصافي.
و كما علق احد المتفرجين "الكبير يبقى كبيرا"...