إيلاف واكبتالفريق إلى ليبيا:
القذافي "يتابع " برنامج سوبر ستار ..إستقبالات حاشدة ولقاء غير إعتيادي
رولا نصر من ليبيا: هناك مثل لبناني يقول "الحكي مش متل الشوف"... سمعت هذه المقولة ورددتها كثيراً، غير أنني لم أشعر فعلاً بحقيقة معانيها، إلا بعد ما شاهدته على الأرض، في الجماهيرية الليبية خلال زيارة نجوم "سوبر ستار2" الأخيرة الى العاصمة طرابلس. أيمن الأعتر وعمار حسن، شكلا الحدث الأبرز على مدى يومين في ليبيا، يرافقهما فريق عمل البرنامج، في رحلة واكبتها "إيلاف"، كانت الأجمل والأكثر إرهاقاً على الإطلاق، من بين الرحلات التي جلنا خلالها على اكثر من دولة عربية هي مصر، الأردن وسورية.
رحلة غير إعتيادية ختمت بلقاء غير إعتيادي .. زيارة خاصة الى العقيد معمر القذافي . وفي خيمته الشهيرة في الصحراء استقبلنا،وتحت سماء أشبه برداء دافئ وحميم، لم ولن نشهد لها مثيلاً ، تلمع فيها
النجوم بشكل فريد رائع لا يمكن رؤيته سوى في الصحراء في مشهد كان فعلاً أشبه بالحلم . وكان اللقاء. شخصية متواضعة ومختلفة، وقفنا امامها واغلبنا غير مصدق. لم تكن زيارة رسمية ، كانت اشبه بلقاء ودود ،حيى القائد النجمين ايمن وعمار، وملحم بركات والشاب جيلاني، وفريق عمل برنامج سوبر ستار، وسلم عليهم كما يحضن الأب أبناءه. العقيد يتابع البرنامج ، بل يبدو انه من متابعيه المخلصينفتحدث عناهميته وعن الإبداع الذي رسخه منخلال نجومهمعتبرا انه استطاع ان يوحّد العرب ومتمنيا لو انهأتى في ظروف اخرى او في زمن آخر، لا تعيش فيها المنطقة اسوأ احوالها مشيراً الى معاناة العراق وفلسطين. وطلب القائد منعمار ان ينشد "زهرة المدائن" حيث كان قد سمعها من عمار من خلال البرنامج وأعجب بها الى حدّ بعيد، ثم غنى ايمن "وطنا يا وطنا". ثم غادرنا المكان ويتملكنا شعور غريب لا ندري فعلاً ما هو.
اما عن لحظات الوصول فالحشود في كل مكان،منذ وصول الطائرة الخاصة التي أقلتنا من بيروت الى طرابلس. مشهد غير متوقع، وحالة هستيريا واستغراب مما يحصل، وكأننا بالفعل عشنا حلماً غير مصدقين ان ما يجري امامنا هو مجرد استقبال لنجوم برنامج "سوبر ستار". سيارات أمنية تواكبنا في كل لحظة ومع كل تنقل، وقوى امنية جنّدت لحماية الموكب بعد أن كانت الحشود الغفيرة تنتظر وصول ايمن وعمار في كل مكان كان من المقرر زيارته، كما ان بعض الزيارات المدرجة على جدول الرحلة ألغي بسبب الزحام. ورغم ان "الحكي مش متل الشوف"، سنحاول نقل ما حدث من خلال هذا التقرير ومع صور الفنان ميكي، في صورة يعجز عن وصفها اي لسان....
رحلة ليبيا تمت بدعوة من شركة "بروكاست" والفنان الشاب جيلاني، الى جانب الموسيقار ملحم بركات بصفته من أبرز المتعاقدين مع الشركة المنتجة "بروكاست". أقلعت الطائرة في تمام الحادية عشر صباحاً في السابع عشر من آب (اغسطس) من مطار بيروت، لتصل الى طرابلس الغرب بتمام الواحدة والنصف ظهراً حسب التوقيت الليبي. حشود تنتظر وصول أيمن وعمار بحيث لم نتمكن من الصعود الى الحافلة الا بعد أكثر من نصف ساعة، بعد ان صعد الى الطائرة السفير الفلسطيني في ليبيا، ووزير الإعلام الليبي وعدد من المسؤولين في الإذاعة والتلفزيون الليبيين. وبعد جهد كبير، تمكنا من الصعود الى الحافلة، وتوجهنا الى فندق "كورنثيا" وعدد كبير من السيارات يلحق الموكب، لا تقودهم سوى محبة واندفاع كبيرين نحو عمار وايمن "ابن البلد"، اما الأعداد الغفيرة فلم تقتصر فقط على الليبيين بل ايضاً عدد كبير من الفلسطينيين المقيمين هناك، والكل
هتف سواسية لأيمن ولعمار دون تفرقة او تمييز بينهما، وهو أمر إن دلّ على شيء، يدلّ على طيبة هذا الشعب ومحبته واندفاعه نحو مظاهر الفن الراقي التي جسدها برنامج "سوبر ستار" الذي يلاقي نجاحاً منقطع النظير. المشهد ذاته تكرر لدى وصولنا الى الفندق، بحيث لم يتمكن عمار وايمن من الصعود الى غرفهما الا بعد اكثر من ساعة، ونزلا مجدداً اى القاعة المخصصة لإجراء البروفات للحفل المقرر إحياؤه مساءً، وقبيل المؤتمر الصحفي الذي تحوّل الى تظاهرة ما اضطر الفريق الىالغائه والإكتفاء بلقاءات جانبية مع التلفزيونوالاذاعة وعدد من وسائل الإعلام المكتوبة. اما الحدث الأبرز فكان خلالالمساء لدى توجه الفريق ومعهما النجمان ايمن وعمار الى جانب الشاب جيلاني، والمشترك السابق في "سوبر ستار" الليبي رضا جعفر. توجه الفريق الى منتزه الصنوبر حيث مكان الحفل، لنجد امامنامشهداً يصدم بالفعل....
الشوارع المؤدية الى المكان مقفلة بسبب زحمة السيارات والناس بحيث لم ندرك من اين سندخل. القوى الأمنية المنتشرة هناك، تمكنت بصعوبة بالغة من فتح الطريق، وبالكاد تمكن الفريق من الدخول، حتى من الأبواب السرية والخلفية التي امتلأت مداخلها. تدافعواصطداموالكل يهتف لأيمن وعمار في مشهد يذكرنا بالمهرجانات الكبيرة التي لا تستقبل سوى كبار النجوم. كثرة التدافع والناس اجبرتنا على المكوث في الكواليس لأكثر من ساعتين، وحتى في الكواليس لم يتمكن ايمن وعمار من الجلوس، اناس تدخل واناس تخرج ومحبون ملأوا المكان يريدون التقاط الصور وتوقيع الأوتوغرافات. وقد يستغرب البعض من هذا القول، او يسألون كيف تمكن الناس من الدخول من الكواليس رغم وجود عدد كبير من الحراس، لكن السؤال الأهم هو كيف يمكن ان نمنع الناس من محبة عمار وايمن وهل يجوز ان نسألهم لماذا؟؟ طبعاً لا. والحال ذاته استمر على هذا المنوال، ليصعد عمار اولاً الى المسرح المخصص للحفل، ليجد امامه حضوراً تجاوز الـ16 الف شخص، عدا من تجمهر في الخارج ولم يتمكن من الدخول وعددهم ايضاً بالآلاف.
مشهد غريب، جميل ومربك في آن. وقبيل صعود عمار،اعتلى المسرح اولاً الشاب جيلاني وغنى "وعيوني سهارى"، ثم رضا جعفر الذي غنى للفنان الكبير صباح فخري، وبعدهما عمار حسن ومن ثم أيمن الأعتر، الطبيب الشاب الذي عرفه الجمهور الليبي عندما كان صغيراً، ثم احتلّ المركز الأول في مهرجان الأغنية الليبية عام 2001، وها هو يزور بلاده اليوم نجماً متوجاً بمحبة الناس. وغنى عمار "رجعوني عينيك" و "عللي جرى"، اما ايمن فأراد ان يحيي أبناء بلده الذين يدعمونه بشكل يفوق الوصف، من خلال تقديم أغنية "وطنا يا وطنا" وهي الأغنية التي غنتها الرالحة ذكرى، كما غناها أيمن عندما كان في التاسعة من عمره الى جانب عدد من الأغنيات الوطنية، ثم قدم ايضاً أغنية ليبية عنوانها "جرح الحبيب". وبالصعوبة ذاتها التي دخل بها ايمن وعمار وصعدا الى المسرح بسبب التدافع، هي ذاتها كانت لحظة العودة. اما مشهد الصعود الى الباص المقلّ فكان
أشبه بكارثة لسنا ندري حقيقة ما الذي يمكن قوله عنه... لا ندري من يدفع من، ولا كيف صعدنا الى الباص الذي كان يهتزّ بسبب الأعداد الكبيرة التي تجمهرت الى جانبه، ولا كيف تمكنا من الخروج من ذلك المكان في مشهد غريب يصعب استيعابه بسهولة.وأخيراً عدنا الى الفندق واضطر الفريق كاملاً الى الدخول من ابواب سرية بسبب تجمهر الناس امام المدخل الرئيسي وداخل البهو أيضاً.
اما في صباح اليوم التالي، فقد فام ايمن وعمار بزيارة الى السفير الفلسطيني في ليبيا، لنتوجه بعد ذلك الى مدينة سبراطة الأثرية، حيث استقبلنا في شعبية المنطقة او" مركز البلدية"، وهي تسمى شعبية سبراطة وسرمان التي تبعد عن العاصمة طرابلس قرابة ساعتين ونصف الساعة. إستقبال رسمي وشعبي، شكر خلاله النجوم الشعب الليبي على تلك الإستضافة الكريمة. وكان من المفروض ان نزور
المعالم الأثرية في سبراطة التي أسسها الفينيقيون، وابرزها القلعة التاريخية والمسرح الروماني الشهير، غير أن تجمهر العدد غفير في القلعة والذي ينتظر بلهفة كبيرة ايمن وعمارفيداخلهاوعلى مداخلها أجبرنا على العودة بسبب شدة الزحام. فعدنا ادراجنا الى العاصمة طرابلس بعد ان قضينا منتصف اليوم داخل الباص بسبب بعد المسافات،ترافقنا سيارات الشرطة. عاد الفريق الى الفندق، ثم توجهنا بالطائرة الى منطقة "سرت"، في زيارة رسمية الى مركز النهر الصناعي الضخم الذي شيّدهناك، وهو من الأنهر الصناعية الأكبر في العالم، ثم توجهنا الى
مركز المؤتمرات ومن ثم في الزيارة الخاصة الى القائد معمّر القذافي ، ثم مجدداً الى الطائرة تقلّنا في طريق العودة الى العاصمة اللبنانية بيروت في رحلة هي فعلاً الأجمل والأكثر إرهاقاً، قبيل الحلقة النهائية من برنامج مميز ملاً الدنيا وشغل الناس، موعدها في الثاني والعشرين من آب (اغسطس)، سيغني فيها عمار حسن 3 اغنيات هي "جفنه علم الغزل"، "اي دمعة حزن لا"، ة"هوى يا هوى"، كما سيغني ايمن 3 اغنيات هي "لولا الملامة"، "يللي بجمالك"، و"الهوا هوايا"، ليبدأ التصويت بعد ذلك ويستمر حتى التاسع والعشرين من الشهر ذاته، في الحلقة الختامية التي يتوّج من خلالها "سوبر ستار العرب" للعام 2004.
التصوير بعدسة الفنان ميكي
التعليقات