رحيل الموسيقي محمد سعادة


إيهاب الشاوش من تونس: رحل أمس 11 يناير الجاري، الموسيقي التونسي القدير محمد سعادة عن سن تناهز الثمانية و الستين عاما.و في بلاغ لها، نعت وزارة الثقافة و المحافظة على التراث الراحل مشيرة إلى انه كان من ابرز المؤلفين الموسيقيين الذين جددوا الموسيقى من خلال تقديم أعمال في قوالب مختلفة و الجمع في التأليف بين العديد من الأنماط.
و ولد محمد سعادة بتونس العاصمة سنة 1937 واتجه إلى الميدان الموسيقى منذ صغر سنه. استهل دراسته بالمعهد الوطني للموسيقى والمعهد الرشيدي وتخصص في العزف على آلة الناي ثم تلقى دروسا في " قيادة الاركسترا" وتاريخ الموسيقى بمدينة جنوه الإيطالية وانتقل إلى باريس سنة 1961 لدراسة علم موسيقى الشعوب كما تلقى سنة 1962 دروسا في التأليف بكونسرفاتوار باريس. واثر عودته إلى تونس كلف بإدارة مصلحة الموسيقى بالإذاعة والتلفزيون التونسي من 1965 إلى 1968 وتفرغ بعد ذلك للنشاط الخاص في مجالي التلحين والإنتاج الفني وقد اشتهر بتلحينه للقصائد والموشحات وأغاني الأطفال والمسرح الغنائي.
و يعتبر الفقيد رائدا في التأليف الموسيقي متعدد الأصوات( البوليفوني ) في تونس وجمع بين الثقافة الموسيقية وملكة الإبداع كما قام بعدة دراسات وبحوث موسيقية منها دراسة حول "الموسيقى التونسية ذات التقاليد العربية الأندلسية" و " الصوت والزمن في الموسيقى الشعبية التونسية"، و كان الفنان الراحل يدرس بالمعهد العالي للموسقى ويدير فرقة الفن العربي التي أسسها سنة 1982 ويعتبر من أشهر عازفي آلة الناي. واقتحم محمد سعادة أنواعا أخرى من التلاحين الموسيقية من ذلك تلحين مسرحية " السد" ومسرحيتي "انتيغون" و " تاجر البندقية" ووضع الموسيقى التصويرية لبعض الأفلام السينمائية منها فيلم " تحت مطر الخريف" لاحمد الخشين وسكاتش من شريط " في بلاد الطرنني" لحمودة بن حليمة.
و في سنة1999 حصل على جائزة الدولة التقديرية للآداب والفنون سنة بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للثقافة، كما حصل على عديد الجوائز محليا وعربيا ودوليا.