نصير المغامسي من الخرطوم: ثمن محمد يوسف عبدالله وزير الدولة السوداني للشؤون الانسانية مساعدات المملكة الاغاثية للمتضررين في اقليم دارفور قائلا في حواره مع (عكاظ) ان مساعدات المملكة الانسانية للمتضررين من الاحداث في اقليم دارفور تمثلت في جسر جوي من طائرات الاغاثة الى مدن الاقليم وفي شأن آخر اوضح عبدالله ان التدخل الدولي موجود في اقليم دارفور بشكل مساعدات انسانية وفي مسألة الاشراف على وقف اطلاق النار, وأن تصريحات وزير الخارجية الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل برفضه لاي تدخل دولي في الاقليم كان ترمي الى القول انه لا ضرورة لتدخل اضافي في الاقليم الذي يشهد معاناة انسانية كما تطرق الوزير خلال اللقاء الى مسألة وقف اطلاق النار بين المتمردين والحكومة والى مسألة التركيز على ميليشيا الجنجويد وتحميلها مسؤولية مايجري في اقليم دارفور.
*معالي الوزير.. كيف تصف لنا الاوضاع الحالية في اقليم دارفور?
**من الناحية العسكرية هناك هدوء نسبي فمنذ اسبوع لم تحدث اي اشتباكات او مشاكل وهذا مؤشر جيد جدا..
*وكيف ترى التصعيد الدولي لقضية دارفور?
**من المعلوم ان المسألة الانسانية هي السبب الرئيس لهذه القضية وذلك راجع الى النزوح الكبير لكثير من المواطنين وتعرضهم الى المخاطر جراء الصراعات القبلية الناتجة عن تراجع الموارد الطبيعية في الاقليم.
والحملة الدولية التي نشهدها جراء هذا الامر تهدف الى امرين اولهما: احظار العالم للمساهمة في توفير الاحتياجات الضرورية لاغاثة المتضررين في الاقليم.. والامر الثاني هو ممارسة الضغوط على اطراف النزاع.. وفي تقديرنا كحكومة ان الضغط الدولي يرتكز لمعالجة اعراض المشكلة دون جذور المشكلة بين حملة السلاح والحكومة.
فالمنطقة تتعرض لتراجع في المقدرات البيئية من حيث انحسار المراعي والامطار ترتب عليها صراعات قبلية, ولذا اخذت الحكومة على عاتقها التركيز في ايجاد خطة لمعالجة هذه المشكلة يوازيها السيطرة على السلاح المنتشر في ايدي افراد القبائل.
*ولماذا كان التركيز على ميليشيا (الجنجويد) وتحميلها مسؤولية ماحدث في الاقليم ودون باقي القبائل?
**التركيز على الجنجويد كان له صفتان الاولى صفة سياسية باعتبار ان هذه الميليشيا ساندت الحكومة في وجه المتمردين والجانب الآخر ان بعض عناصر الجنجويد متورطة في اعمال اجرامية وهذه العناصر تتفرق كل مختلف القبائل والحديث عن هذا الامر فيه اشكالية في بعض الجوانب كمن يتحدث عن ان جميع القبائل العربية متورطة في هذه الاعمال وفي هذا السياق تسعى الحكومة الى تثبيت عناصر الشرطة في الاقليم واعادة القواعد المشتركة التي كانت تحكم القبائل والمتمثلة في الاعراف والتقاليد التي مكنت شعوب المنطقة من التعايش فيما بينها.
ولقد استشعر وزير الخارجية الامريكي كولن باول مؤخرا دور الحكومة في هذا الامر حيث قال ان عملية نزع السلاح من ايدي الميليشيات والقبائل تقتضي التراضي بين القبائل للوصول الى نزع السلاح.
*وماهو تعليقك على تصريح وزير الخارجية الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل بان السودان سيواجه اي تدخل دولي في قضية دارفور.
** انا اعتقد ان التدخل الدولي موجود في مشكلة دارفور وهو يأخذ شكلا انسانيا وهو يساند مسألة وقف اطلاق النار بين حاملي السلاح والحكومة وتصريح وزير الخارجية كان يعني انه لا ضرورة لوجود اي تدخل اضافي في مشكلة دارفور.
*اخيرا .. كيف تقيم المساعدات السعودية لاغاثة متضررين الاقليم.
**هناك جسر جوى من طائرات الاغاثة السعودية يصل الى مدينة نيالا ومنه الى مختلف المناطق لايصال المساعدات الى النازحين من ابناء المنطقة وهو امر معهود دوما من حكومة خادم الحرمين الشريفين تجاه السودان وقضاياه المختلفة.