كتب محمد ماطر البغيلي: متى يستعيد العراق استقراره وأمنه؟ هذا هو السؤال «العقدة» الذي تبدو إجابته أشبه باللغز، فالامل كان معقوداً على أن الهدوء واستتباب الأمن سيتحققان مع تسلم العراقيين السلطة، لكن الأمر بدا أشبه بالدوران في حلقة مفرغة ما ان تصل الى نهايتها حتى تجد أنك أمام بداية جديدة، وهكذا وعلى الرغم من مرور اسابيع عدة على استعادة العراقيين سيادتهم على بلادهم الا ان دوامة العنف تأبى ان تنتهي وانما تتسع وتزداد فوراناً وقسوة فالعشرات قتلوا والمئات جرحوا ولا أحد عاقلا يفهم لمصلحة من تزهق أرواح هؤلاء الابرياء وأين الجهاد؟ - على اعتبار انه الهدف المعلن لمنفذي هذه الجرائم - في قتل المدنيين من أطفال ونساء ورجال بلا ذنب اقترفوه!.لقد كتب على الشعب العراقي على ما يبدو أن يسفك دمه بلا رحمة اما على يد حكام طغاة أو على يد مجرمين مأجورين يخدمون مصالح غامضة لأطراف ومنظمات ليس من مصلحتها أن يستقر هذا البلد المنكوب, لأن استقراره واستعادته عافيته وحريته أمر قد يشكل خطراً عليهم وربما يهدد وجودهم أصلاً لذلك تمتد أصابعهم للعبث بأمن العراق وأمانه ليظل بؤرة توتر دائمة تكبل أي محاولة لتحقيق مشاريع الاصلاح في المنطقة.
ما يحدث في العراق هو أمر مرعب ومثير للفزع ليس فقط بالنسبة لأبنائه وانما لجيرانه ايضاً فالإرهاب أشبه بالمرض الخبيث أو السرطان ما ان تستأصله من مكان حتى يعود ويظهر في مكان آخر وهذا ما نخشاه فقد تحدثت تقارير صحافية منذ أسابيع قليلة عن أن هناك نزوحاً جزئياً لمجموعات إرهابية من العراق الى الدول المجاورة له، وخصوصاً الدول الخليجية، وهذا معناه اننا لسنا بعيدين عن فوهة البركان، حتى وان أكد المسؤولون ان كل شيء تحت السيطرة، فهذا لا يمنع من حدوث خطأ ما من شخص ما قد تستغله هذه المجموعات لتحقيق أي من أغراضها العدوانية تجاه دولنا!.
فتصدير العنف أمر لم يعد بالصعب مع التطور التقني وتشعب الشبكات الإرهابية التي نبتت خلاياها طوال السنوات العشرين الماضية انتظاراً لمثل هذه المعركة المفتوحة.
ما أريد قوله ان ما يحدث في العراق يعنينا بكل معنى الكلمة وعلينا أن نعمل كدول محيطة بهذا البلد المنكوب لمساعدته على تحقيق الاستقرار فنقدم له الدعم المادي والمعنوي وننقل له خبراتنا الأمنية ومعلوماتنا الاستخبارية لتمكين قيادته من السيطرة على جنون العنف الذي يغتال كل جهود اعادة الاعمار والبناء التي يطمح لها العراقيون وعاشوا عقوداً طويلة يحلمون بها، لنأخذ بيد العراق الحر الوليد وننقذه من خفافيش الظلام ليكون بلداً قوياً متعافيا وشريكاً حقيقياً لأشقائه العرب وليس بوابة للخراب والتشرذم وفقدان الهوية كما كان طوال سنوات حكم الطاغية، لنساعد العراق بكل قوتنا لأننا في الحقيقة نكون بذلك نساعد أنفسنا، والله ثم الوطن من وراء القصد.


كاتب كويتي
mmr-Kuwait@hotmail,com