.. يبدأ اقتحام النجف وربما الكوت معا، في غياب «المرجعية» الشيعية الدينية والسياسية، فآية الله السيستاني يتعالج في لندن، والجعفري زعيم حزب الدعوة معا في لندن، والحكيم زعيم الجبهة الاسلامية في طهران، وحتى قادة فيلق بدر مغيبون، فلا احد يريد ان يرى «دم الشهيد» الصدر، مع ان الجميع حاول استدراجه للسفر الى لبنان او سوريا او ايران.. دون فائدة!!
- هل خرج مقتدى الصدر عن حالة «التقية» المعروفة؟؟ وهل يريد فعلا ان يقاوم الاحتلال، ام انه كان منذ البداية يبحث عن موقع استهان اهل «الحكم» في واشنطن وبغداد به، وبقدراته على التجييش والتحشيد الجماهيري؟!
اكثر الذين يفطمون في حركة الصدر، يعرفون ان جيش المهدي هو جيش تخوض به شوارع الجنوب ومدينة الثورة بتظاهرات عارمة، لكن لا تستطيع ان تزج به في وجه الدبابات والطائرات الاميركية، وبغض النظر عن مصلحة الجميع في اخفاء اعداد القتلى والجرحى الا انهم بالالاف في الصولة الاولى وهذه الصولة.. فهذا جيش لم يتم تدريبه، ولم تتحدد اهدافه ووسائله القتالية، فالمقاومة البعثية مثلا اعتمدت على قوات الجيش والمخابرات المسرّحة، مع تخزين اسلحتها وتوفير لوجستياتها المالية قبل اشهر من وقوع العدوان، وهي تقوم بضربات الدورية الاميركية وتهاجمها وتقصف بالصواريخ ومواقع المورتر تجمعات الجيش والقيادات. وتضرب طائرات الهليوكبتر وتفاجئ الطائرات في مطار بغداد، والمقاومة الشعبية في السماوة والرمادي والفلوجة تعتمد القتال الدفاعي، باستدراج القوات الاميركية الي مواقع محصنة، والتعامل معها باسلحة بسيطة وفعالة، ولعل اخطر انواع المقاومة واكثرها دموية تأخذ شكل عدم اعطاء الفرصة للحكومة المؤقتة بتجنيد قوات امن وجيش خاضعة حسب المادة خمسين من وثيقة الحكم لقيادة التحالف رغم وجود وزارة دفاع وقيادة جيش وأمن!
جيش المهدي قد يكون مستعدا لاثارة ازمة سياسية.. لزعزعة الحكومة المؤقتة.. لاعطاء مقتدى الصدر مساحة في الخارطة السياسية العراقية، ولكنه قطعا ليس الجيش المؤهل لمقاومة الاحتلال بنفس طويل، وكما يقول المحلل الذكي: هو جيش للقتل وليس للقتال!