بيروت من ماري نهرا: الفنان مروان خوري، مرهف الإحساس، يعيش الرومانسية في أغنياته. آمن بموهبته وانطلق منفردا من دون أي دعم، فكانت معركته شخصية، وكان تحديه كبيرا في سبيل إثبات ذاته وإبراز موهبته.
أخذته الموسيقا الى التلحين ومنه الى الغناء. تعامل مع الأصوات الجميلة من دون السؤال عن الفئة أو المرتبة الفنية. قدم ألحانا جميلة لفضل شاكر وصابر الرباعي ونجوى كرم ومادلين مطر وكارول سماحة وباسمة.
فيما يلي حوار مع مروان خوري:
ما سبب خلافك مع باسمة التي بدت مستاءة من غياب أغنية لك في ألبومها الأخير. وهل انطلاقتك كانت معها كما قالت في حلقة “مع حبي”؟
لا يوجد أي خلاف مع باسمة، فقد اجتمعنا على أغنية معينة لكنها لم تخترها ولم يسعفني الوقت لتحضير أغنية جديدة، فاضطرت الى إصدار ألبومها ضمن المهلة المحددة. لا أريد التركيز جدا على هذا الموضوع، في برنامج “مع حبي” قالت انني انطلقت معها، قد يجوز اننا انطلقنا معا.

هل نقطة الاستياء هي اغنية “اطلّع فيي” التي غنّتها كارول سماحة؟
باسمة رأت أن الأغنية لا تناسب الألبوم الذي تحضره، فارتأت تأجيلها الى ألبوم آخر. لكنني لم أحبذ فكرة وضع الأغنية سنتين على الرف، خصوصا انها كانت جاهزة منذ نحو سنة، فأعطيتها لمطربة رأيت أن صوتها يواصل الاحساس ونجحت. هذا الأمر يتكرر مع الكثير من الملحنين وليس معي فقط.

يشكو بعض الفنانين من مزاجيتك في العمل، رغم اعترافهم بإبداعك، ماذا تقول عن ذلك؟
صحيح، وأفهم وجهة نظرهم. الفنان يريد طلبه سريعا، لذلك يتذمرون قليلا. قدرتي على العطاء تنحصر بنحو عشر أغنيات سنويا، بينما أتلقى عشرات الطلبات يوميا، لذلك أسعى للحفاظ على مزاجيتي لأنتج أعمالا جميلة. لكنني لست مزاجيا في تنفيذ الأعمال الفنية ولا في اللقاءات الإعلامية. “أنا ضد التلحين تحت الطلب” لأن الملحن سيكرر نفسه.

الأسماء التي تعاملت معها متفاوتة.. هل لمزاجيتك علاقة؟
صحيح فأنا أتعامل مع الأصوات التي أحبها. إذا قارنت بين فنان مبتدئ وفنان مشهور، تجدين أن القاسم المشترك بينهما هو الصوت الجميل. أنا لم أخاطر إلا مع الأصوات الجميلة، بغض النظر عن درجة الفنان كما هو شائع في الصحافة التي تصنف الفنانين الى درجات. نجحت مع أسماء بارزة مثل نجوى كرم، فضل شاكر، صابر الرباعي وكارول سماحة. ونجحت مع أسماء مغمورة أيضا. المعيار هو الأغنية المناسبة للصوت المناسب. أبحث دائما عن الموهبة البارزة. ملحم زين أحبَّ الناس صوته منذ عمله الأول، فأحببت المشاركة فيه، خاصة أنني أحب المشاركة في العمل الأول لكل فنان موهوب. وأميل لا شعوريا الى تشجيع الأصوات الجميلة لأنني عانيت كثيرا في بدايتي ولم أجد أحدا بجانبي ليساعدني. أهتم بالفنان الذي يوصل الإحساس في الأغنية ويهتم بها بدلا من أن يضعها في الدرج ويقتلها.

ما المحطات الحلوة والمرة التي تتذكرها في بدايتك؟
بدأت سنة 1995 بالغناء لكنها كانت محاولة خجولة لم تلق أي صدى أو دعم. فاتجهت الى التلحين الذي زادني نضجا، خصوصا أنني خبير بالموسيقا، تقنيات وعزفا، والناس لعبوا دورا في اختياري الأغنية الرومانسية التي كانوا بعيدين عنها، خصوصا انني ابن هذه المرحلة لأنني رومانسي وحالم.

بصمتك واضحة في أعمالك بحيث يعرفك الناس فور سماع الأغنية. هل تقصد ذلك؟
إنه إحساس الفنان العفوي الذي ينطبع في الأغنية وهو نتيجة خلفية تقوم على ثقافة الفنان الموسيقية، أتقصد ألا أكرر نفسي، وروح الفنان تظهر في أعماله، فمن يتمكن من بلوغ هذه المرحلة يكون قد حقق شخصية فنية واضحة تصل بسهولة الى الناس.

عندما تعود الى بدايتك، كيف تقيِّم هذه المرحلة؟
كان التحدي كبيرا، وأشكر عائلتي وكل من دعمني، لكني أقول من دون ندم إنني عملت بمفردي، وتعبت والمعركة كانت شخصية لكن ثقتي بنفسي قوّتني.

أين تجد نفسك، في الكتابة أم في التلحين أم في الغناء؟
أنا في هذه الثلاثية كلها. عندما أسمع صوتا جميلا يؤدي إحدى أغنياتي أفرح لأنه نجح في إيصال الإحساس. وعندما أغني أفرح بالتواصل المباشر مع الناس، وهذا الشعور لم أعرفه عندما كنت ملحنا. الغناء أعطاني زاوية خاصة. ورغم العمل البطيء إلا أن النتائج إيجابية.

مواضيع أغنيات الألبوم واقعية، ما نسبة تطابقها مع حياتك الشخصية؟
حسناً، المواضيع نتيجة تراكمات لتجارب مررت بها، إنما لا توجد حالة عاطفية واحدة أعيشها توحي لي بالكلمات. كلها حالات عاطفية شائعة، والفنان يجب أن يتفاعل مع محيطه ويشعر بحزنه وفرحه. أعيش الحب يوميا وسوف أستمر في هذا اللون، أراقي وأستوحي. والفن لا يكون نقلاً للواقع بل يأخذ منه ويزيده جمالا بالحلم. أؤمن بالحب، لكن من الصعب عيشه في الواقع لأن التعاطي مع الواقع صعب.

كيف ترى الواقع الفني اليوم، في ظل كثافة البرامج الفنية؟
أتحدث كمراقب، وأقول إن الوضع سلبي والفوضى تعم الساحة الفنية. بعضهم مستاء لكنه يجاري الموجة. أنا ضد هذا الموقف، بل علينا أن نقدم الأفضل دائما لنحقق التغيير فنعيش في العصر الحديث ونواكب الشباب من دون التخلي عن الأصالة الفنية.
وكثرة البرامج الفنية ظاهرة إيجابية من حيث المبدأ، لكن عندما تتخطى الأمور الحد المقبول تفقد وهجها ورونقها. هذه البرامج حققت النجاح لكني أشك بنجاحها في المرات الثانية.

هل ستتمكن من تقديم أغنية على مستوى “كل القصايد”؟
أرجو ذلك، رغم أن الإمكانات المتوافرة لم تكن على مستوى كبير لتصوير النسخة التي يدخل فيها صوت عبدالمجيد مجذوب الذي أشكر تعاونه معي.

ما جديدك؟
هناك مشروع غناء ثنائي مع مطربة خليجية، وتعاون مع صابر الرباعي، إضافة الى عدد من الحفلات.