فيينا ـ رندة تقي الدين: قال وزير النفط الجزائري شكيب خليل ان طاقة انتاج النفط الجزائري ستبلغ 1.5 مليون برميل يومياً السنة المقبلة وأن الجزائر ستعمل على زيادتها لتبلغ مليوني برميل يومياً سنة 2010.
وأضاف في حديث لـ«الحياة» ان الجزائر تنفذ مشاريع منذ عام 1999 لزيادة طاقتها الانتاجية النفطية، التي تبلغ حالياً 1.350 برميل يومياً.
وزاد ان الجزائر كثفت جهود الاستكشاف وحققت خلال الفترة المنقضية من السنة الجارية ستة اكتشافات نفطية جديدة.
وتوقع خليل تحقيق 10 اكتشافات جديدة على الأقل سنوياً، لافتاً الى ان ذلك سيسمح بزيادة الاحتياط النفطي وبالتالي زيادة الطاقة الانتاجية للوصول الى مستوى مليوني برميل يومياً سنة 2010.
وقدر حجم استثمارات الجزائر لزيادة طاقتها الانتاجية النفطية بنحو 20 بليون دولار على مدى خمس سنوات، أي نحو أربعة بلايين دولار سنوياً، منها ثلاثة بلايين دولار سنوياً حصة شركة «سوناطراك» للانتاج والاستكشاف.
وعما إذا كانت الجزائر مرتاحة لمستوى سعر النفط عند 40 دولاراً للبرميل، قال خليل «طبعاً»، مؤكداً أن الجزائر ستحقق السنة الجارية أفضل مستوى عائدات نفطية في تاريخها ومقدارها 30 بليون دولار مقابل 24 بليون دولار العام الماضي.
وقال انه يعتقد أن هذا مستوى جيد، مشيراً الى أن مستوى العائدات شهد تحسناً غير عادي خلال الأعوام الخمسة الماضية.
وعن تأثير ذلك في خطة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لتطوير الاقتصاد، أفاد: «المؤكد ان العائدات الآن تستخدم لتلبية متطلبات المواطنين الجزائريين في مختلف مناطق البلاد، خصوصاً في قطاعات الصحة والتعليم والتطوير الريفي، الذي بدأ يعطي نتائج جيدة من خلال برنامج مساعدة المزارعين عبر خطوات صغيرة تحسن عملهم في الزراعة واعطاء فرص للشباب».
وأشار الى أن جهوداً كبرى تبذل لاستخدام هذه العائدات في انشاء بنية تحتية محلية، في قطاعات عمل الارهاب على تدميرها كلياً مثل الكهرباء والغاز والمياه، وإعادة توطين اعداد من أهالي القرى الذين تركوا قراهم بسبب الارهاب.
وذكر ان النفط وسوائل الغاز تمثل 60 في المئة من العائدات، مشيراً الى ان صادرات الغاز الطبيعي ستشهد أيضاً زيادة.
وتابع: «حالياً نصدر 62 بليون متر مكعب من الغاز الطبيعي في السنة وسنصل الى تصدير 85 بليون متر مكعب في السنة. بدأنا انتاج حقل عين صالح من الغاز بنحو تسعة بلايين متر مكعب، وفي السنة المقبلة سنبدأ الانتاج من حقل أيناميناس بنحو تسعة بلايين متر مكعب. وهناك مشروع كبير يشمل انشاء خط انابيب ووحدة تسييل للغاز في منطقة تبعد 300 كيلومتر من حاسي مسعود وهو مشروع غاز ونفط متكامل وتتنافس عليه شركات كبرى. وسنعيد بناء مصفاة سكيكدا التي دمرها انفجار، وهناك مشاريع عديدة لخطوط أنابيب لتصدير ونقل الغاز».
وعن توقعاته في شأن أسعار النفط على المدى القصير والمتوسط، قال خليل انه على المدى القصير لا يرى تغييراً كبيراً في مستوى الأسعار وانها ستبقى عند مستوى 40 دولاراً للبرميل بسبب النمو الاقتصادي العالمي والمشاكل السياسية وعدم الاستقرار، خصوصاً في العراق.
وأضاف: «أنا لا أرى ان الأوضاع ستتحسن في العراق، إذاً ستبقى الاسعار عند مستوى 40 دولاراً حتى بداية السنة المقبلة. اما بالنسبة للسنة المقبلة فقد نرى انخفاضاً في الأسعار، لكنني لا أراه عند مستوى أقل من 30 دولاراً. وبالنسبة للسنوات المقبلة هذا سيعتمد على مستوى المخزون واستراتيجية منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) في مواجهة تطورات الأسعار، وهذا بدوره يعتمد على استراتيجية السعودية التي وحدها قادرة على تطوير طاقة انتاجية اضافية بسرعة».
التعليقات