أغادير من أحمد حاما: فيما كانت مجموعة من شباب حي الهدى في مدينة اغادير تتسامر في الشارع العام أمام مساكنها حوالي الساعة الثانية بعد منتصف الليل، فوجئت بشخص ينط ويقفز على طريقة حيوان «الكنغارو» نحوهم، فانتفضت هذه المجموعة من مكانها في ذهول: من يكون ذلك يا ترى؟ وتملكها الخوف في بداية الامر، واعتقدت انه جني، حسب قول واحد منهم.
ولما اقترب «الكنغارو» من أفراد المجموعة ميزوه وعرفوا انه انسان لكن بدون ملامح، إذ أن جسمه كان مغطى بالكامل بلصاق متين شمل حتى عينيه، ما عدا فتحة صغيرة يتنفس بها من جهة انفه. فقاموا بفك وثاقه المحكم جيدا، وقدموا له الاسعافات الاولية بعدما سقط ارضا مغمى عليه من شدة الاختناق، وهول ما حصل له.
بعد ذلك بادروا باستدعاء الشرطة التي شرعت في تمشيط المكان بحثا عن الفاعلين، واسفر بحثهم عن اعتقال حارس احدى العمارات التي في طور التشييد، لعدم تقديمه المساعدة لشخص في خطر.
وبعدما استفاق الشاب «الكنغارو» من إغمائه، وهو في منتصف العشرينات، ويعمل حارسا في مستودع للمشروبات بحي الهدى، قال إنه حوالي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل سمع توقف حافلة لنقل البضائع امام المستودع، بعدها بقليل سمع طرقات على الباب، فظن ان صاحب المستودع يرغب في شحن او ايداع بضاعة ما. وعندما فتح الباب هاجمه اربعة اشخاص واصابوه بسكين في احدى يديه، ثم أغلقوا فمه بلصاق، وغطوا جسمه كله بأشرطة لاصقة، وبعدها شرعوا في شحن الحافلة بعدما ادخلوها الى المستودع، بأنواع الجعة التي تملأ المكان، وشربوا منها ما تيسر لهم. ثم غادروا المكان تاركين الحارس يواجه مصيره.
وجاهد المعتدى عليه في الخروج من المستودع لطلب النجدة من جيرانه السكان، الذين لم يسمعوه بسبب تكميم فمه باللصاق، وما كان منه بعد ذلك الا ان هام على وجهه ينط بطريقة الكنغارو، حتى تمكن من الوصول الى الشارع العام، ليجد في الاخير اولئك الشباب الذين انقذوا حياته من موت محقق.