موسكو من سلام مسافر: قال نائب رئيس دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، سفير المهمات الخاصة في وزارة الخارجية الروسية، ان موسكو لم تتخذ «أي قرار لاستئناف التعاون العسكري» مع العراق, وشدد السفير سيرغي كيربيتشينكو، الذي زار بغداد الاسبوع الماضي مع قافلة مساعدات انسانية ووفد يضم نوابا ووكلاء وزارات، على ان المساعدات الروسية الى العراق «تقتصر على الدعم السياسي لايجاد تسوية سلمية عن طريق الحوار الشامل والوفاق الوطني».
واضاف: «نقدم للعراق مساعدة مالية مهمة باسقاط الجزء الاكبر من ديونه السابقة المستحقة لروسيا، وعلى الصعيد الانساني نقدم مواد وسلعا قد تساعد العراقيين بعض الشيء في التخفيف من المصاعب التي يعيشونها», وتابع: «اما على الصعيد العسكري فلم نتخذ أي قرار بهذا الشأن، نظرا للاوضاع المعقدة حاليا».
واشار الديبلوماسي الروسي في تصريحات لـ «الرأي العام»، الى ان موسكو تؤيد من «حيث المبدأ» اجراء الانتخابات بـ «الاستناد الى قرارات مجلس الامن», واضاف: «لكننا لا نخفي مخاوفنا من الموقف المتفجر الذي يؤثر في الاعداد للانتخابات، وينعكس بالتالي على آفاقها في اعادة الاستقرار، ومشاركة كل فئات الشعب في العملية السياسية», وقال: «اذا فشلت الانتخابات في تحقيق الاهداف المرجوة، فان ذلك سيكون امرا خطيرا يلقي بظلاله على مجمل العملية السياسية».
واعتبر كيربيتشينكو عقد مؤتمر للحوار العراقي ـ العراقي قبل اجراء الانتخابات «مسألة ضرورية وحيوية للغاية», وقال: «دعونا باستمرار الى اجراء الحوار بين الحكومة الموقتة والمعارضة لضمان شمولية الانتخابات ونجاحها، ورحبنا بمقترح مملكة البحرين لاستضافة مؤتمر للمصالحة العراقية، ونحن نعرف ان الحكومة العراقية برئاسة اياد علاوي تقوم بمساع لمد الجسور مع بعض الشخصيات المعارضة، وجرىت بعض اللقاءات في دول عربية، الا ان ذلك لا يكفي في رأينا والمطلوب مبادرة اوسع من جانب الطرفين لوضع نقاط ترتكز عليها العملية السياسية المنشودة».
واشار الديبلوماسي الى ما وصفه بـ «فقدان الثقة» بين الساسة العراقيين، وقال «ان غياب الثقة بين الحكومة العراقية والشخصيات المعارضة المقيمة في الخارج يحول في تقديرنا بين هدف تحقيق مؤتمر شامل للمصالحة الوطنية، ويتعين على الجانبين تجاوز هذه العقبة», واضاف: «في الظرف الراهن ينبغي على الحكومة العراقية ان تكون اكثر جرأة وتقوم بالمبادرة للوصول الى نتيجة حقيقية تساعد بالفعل على اجراء الانتخابات الحرة والنزيهة والشاملة», وقال: «لا بد للدول المعنية بالوضع العراقي ان تلتزم الخطوط العريضة التي تتضمنها القرارات الدولية».
وعبر كيربيتشينكو عن الاعتقاد بان الوضع المتأزم في العراق يولد «اجتهادات مختلفة» لدى دول الجوار, وقال: «نتفهم مخاوف هذه الدول من تفاقم الازمة ومن انزلاق العراق نحو متاهات التقسيم والفتنة الطائفية التي ستخلق بؤرة للتوتر الدائم وتشكل خطرا على جميع دول المنطقة», واعلن ان «من الطبيعي ان يعبر قادة الدول المجاورة للعراق عن القلق والمخاوف من مصير ما يجري هناك، لكننا في روسيا لا نفرق بين ما هو شيعي او سني في العراق ونتعامل مع الجميع على قدم المساواة، وسنعترف بالخيارات العراقية شرط ان تكون وطنية وديموقراطية».
وقال: «لدينا اتصالات واسعة لا تنقطع مع مختلف القوى السياسية، ونحن نعتز بهذه الاتصالات ونسخرها لهدف تحقيق الوفاق والمصالحة وان ينال العراقيون السيادة الحقيقية وقيام دولة حديثة تنعم بالسلام والاستقرار».