ما كان من اللائق، او من المصلحة، التشكيك بنزاهة الانتخابات الرئاسية الفلسطينية، او التشكيك بصلاحية المجلس التشريعي في سن القوانين، او في نزاهة لجنة الانتخابات العليا. .فليس جديدا أن حركة فتح هي حزب الحكم، وأن لها كل هذا الحجم في الاوساط الشعبية الفلسطينية، وأن موقف محمود عباس كان منذ عام 1993 ثابتا لا يتغير من قضية التفاوض والحل!!.

لم يكن الناطق بلسان حماس موفقا في الندوة الفضائية السعودية، فإذا اختارت منظمته مقاطعة الانتخابات الرئاسية، وانتقتها لتبقي الباب مفتوحا لدور معارضة ما سيكون، لإنها اشتركت في الانتخابات البلدية، وستشترك في الانتخابات التشريعية.

اذا اختارت المقاطعة فلماذا هي معنية بنزاهة او عدم نزاهة الانتخابات الرئاسية؟؟ وكيف سيكون موقفها غدا في انتخابات المجلس التشريعي .. ورأس ادارة الدولة مطعون بشرعيته؟ هل يشارك نواب حماس في الوزارة مثلا؟ هل يقسمون الولاء للوطن والرئيس؟ .. ثم الا يكون وليد الدولة الفلسطينية، هو الآخر، غير شرعي اذا كان الاب هو محمود عباس والأم هي فتح؟؟ لا نريد ان نقول كلمة واحدة في هذا الذي قاله مرشح الجبهة الديمقراطية سوى انه كان محنقا وغاضبا. وما كان على الفضائية في الاساس اصطياد الناس في وقت غير ملائم .. وقد كان د. البرغوثي كما هو دائما القادر على كسب الناس، لكن ما كان عليه ان يشكك في نزاهة الانتخابات، واللجنة العليا، وقرار المجلس التشريعي بالسماح في استعمال قوائم الاحوال المدنية للناخبين .. وأن يترك ذلك لما بعد ظهور النتائج، وربما للمحاكم «فالديمقراطية الفلسطينية ليست ديمقراطية مؤسسات الدولة، طالما ان الدولة لم تقم بعد».

لا ندري لماذا نشك في كلام الاحزاب العربية وهي ترفع شعارات الديمقراطية حين تعارض، .. ربما لأن هذه الاحزاب ورثت، وما تزال ترث، افظع انماط الديكتاتوريات .. او انها احزاب دينية لا تحتاج الى تأييد او اصوات الناس العاديين .. مثلي ومثلك طالما أنها وكيلة الله على الارض! فالشكوك التي تثيرها احزابنا العربية هي السبب الرئيسي في عزوف الناس عن العمل الحزبي!!.