الرئيس الصيني قام بزيارة أحد المستشفيات في بكين، وصافح مرضى مصابين بالإيدز عشية يوم الإيدز العالمي للعام 2004.في خطوة تشير إلى ضرورة انهاء «التمييز والجفاء» نحو اولئك المرضى، وتهدف إلى تعزيز الثقة والشجاعة لمواجهة المرض والقضاء عليه.
وتشير الاحصاءات إلى ان 840 ألفاً تقريباً مصابون بفيروس الإيدز في الصين من عدد السكان البالغ زهاء المليار وثلاثمئة مليون نسمة، الأمر الذي يدل على ان رئيس الصين استشعر خطورة المرض فدفع مجتمعه للتحرك قبل ان يقضي على مستقبل دولة بأكملها.
وبما ان عدد مواطني الدولة قليل قياساً بعدد سكان الدول الأخرى، فإن مرضا كالإيدز بامكانه ان يقضي على كثير من مواطنينا فيما لو انتشر بينهم. لذا فان الوقاية هي خير ما نملكه من حلول، وهذه الوقاية تتطلب خطة شاملة على المستوى الوطني تتضافر فيها جهود التربية والتعليم مع الإعلام، مع جهود الأمن والهجرة ووزارة العمل.
اضافة إلى جهود وزارة الصحة ودوائر الصحة المحلية وأفراد المجتمع أنفسهم الذين ينبغي عليهم عدم التساهل في توعية أنفسهم بهذا المرض وطرق انتقاله وطرق الوقاية منه، خاصة وان هذا المرض لا يترك طفلاً أو رجلاً أو امرأة، شأنه فيما لو ترك له الحبل على الغارب ان يستشري في مجتمعنا ويقضي على اللبنة الأولى فيه المتمثلة في فئة الشباب والأطفال.
وقبل الشروع في اعداد هذه الخطة الهادفة لابد من الاعتراف بأن هذا المرض موجود، أو أنه وفي ضوء استيراد العمالة الوافدة، ونظام الاقامة والتأشيرات يحتمل وجود مصابين أو حاملين للمرض بيننا.
الاعتراف بوجود المرض، والتوعية اللازمة للأفراد بمدى خطورته، وتغيير القوانين بما يخدم الصالح العام يعكس وعياً حضارياً لدى الشعوب، ولدى المؤسسات التي تسير مجتمعاتها، اننا في حملتنا لمكافحة هذا المرض حتى لو كان بيننا مصاب واحد نعكس حرصاً على حماية مجتمعنا من طاعون العصر، دون خوف أو حياء مثلما فعلت 165 دولة في العالم أقرت بوجوده دون ان تدفن رأسها في الرمال.