علاء العطار: مؤشرات كثيرة تشير إلي أن عدد السكان سوف يصل إلي‏100‏ مليون نسمة في عام‏2020,‏ وربما بعد ذلك بقليل‏..‏ فماذا نحن فاعلون؟‏!‏ هل نضع أيدينا علي خدودنا في انتظار ما سيحدث؟‏!‏ أم سيكون هناك تحرك فعلي ومدروس لضبط هذه الزيادة والتخطيط لحياة أفضل‏.‏
تحقيقات السبت تدق جرس الإنذار مبكرا في محاولة لصد هذا الزحف السكاني‏,‏ خاصة ونحن غير مؤهلين لتلبية احتياجات ومتطلبات القادمين الجدد من إسكان وتعليم ومستشفيات ووظائف ومستوي معيشي لائق في عالم لا يعترف بالضعيف‏.‏

في القرن قبل الماضي وفي العام‏1897,‏ حدث اول تعداد للسكان في مصر‏,‏ حيث بلغ عددهم آنذاك‏9,6‏ مليون نسمة‏,‏ ولم يمر سوي‏50‏ عاما أي في عام‏1947‏ حتي تضاعف السكان ووصل عددهم الي‏19‏ مليون نسمة‏,‏ وتضاعف مرة أخري عام‏1976‏ ليصل الي‏37‏ مليون نسمة وليصل عام‏2002‏ الي‏66‏ مليونا‏,‏ أي أن تعداد الشعب المصري وفي خلال مائة عام منذ‏1897‏ ـ قد تضاعف‏6‏ مرات‏!!‏
خبير السكان الدكتور مجدي عبدالقادر عضو هيئة التدريس بالمركز الديموجرافي بالقاهرة يري بداية‏,‏ انه برغم الخطط والجهود الجادة لمواجهة الانفجار السكاني‏,‏ فمن المسلم به أن اعداد السكان سوف تستمر في الارتفاع برغم انخفاض معدلات المواليد ومعدلات النمو السكاني‏,‏ نتيجة قوة الدفع الذاتي للسكان وذلك لارتفاع نسبة النساء في عمر الانجاب مع التوقع باستمرار ارتفاع هذه النسبة خلال السنوات المقبلة‏,‏ حيث ان عدد الأطفال دون الخامسة عشرة الموجودين حاليا يمثلون قدرة انجابية متوقعة وبالتالي فمن المنتظر مواصلة انجاب اطفال أكثر برغم انخفاض معدلات النمو السكاني‏.‏

ويضيف الدكتور مجدي عبدالقادر فيما يخص عام‏2020‏ فإن عدد سكان مصر الذي سيكسر حاجز الـ‏90‏ مليون نسمة وسيصل الي نحو‏91‏ مليون نسمة تقريبا‏,‏ وفقا للفروض المتوسطة وهو ما يتوجب ضرورة الاسراع باتخاذ جميع الاجراءات اللازمة لمواجهة الزيادة المنتظرة وتوفير الاحتياجات المجتمعية المطلوبة في مجالات الصحة والتعليم والاسكان والمرافق اللازمة كمياه الشرب وتوفير فرص العمل المطلوبة‏.‏
وفي دراسة خاصة للمركز الديموجرافي بالقاهرة‏,‏ أفادت الدراسة التي اعدها الدكتوران هشام مخلوف الرئيس السابق للمركز‏,‏ ومجدي عبدالقادر‏,‏ أنه في لحظة وصول عدد السكان الي‏91‏ مليون نسمة فإن الحالة المصرية تتطلب التالي‏:‏

‏*‏ توفير نصف مليون فرصة عمل سنويا‏.‏
‏*‏ عدد طلاب الجامعات سيصل الي‏3,4‏ مليون طالب‏,‏ وهو ما يستلزم توفير أماكن دراسية لهم‏.‏
‏*‏ سيصل عدد طلاب التعليم الابتدائي الي‏7‏ ملايين طالب عام‏2020‏ وهو ما يتطلب زيادة عدد المدرسين وزيادة عدد الفصول لنحو‏24‏ ألف فصل وذلك للحفاظ علي نسبة الاستيعاب الحالية في التعليم الابتدائي‏,‏ اما اذا كان المطلوب الوصول الي حد الالزام بنسبة‏100%‏ عام‏2021‏ فإن عدد المدرسين المطلوب توفيرهم سيزيد بنحو‏54‏ ألف مدرس وعدد الفصول المطلوب توفيرها سيزيد لنحو‏51‏ ألف فصل‏.‏

‏*‏ يجب أن يتزايد عدد الأطباء من‏45‏ ألف طبيب عام‏2000‏ الي‏65‏ ألف طبيب عام‏2021,‏ كما يجب زيادة عدد الأسرة بالمستشفيات من‏115‏ الف سرير عام‏2000‏ الي‏164‏ ألف سرير عام‏2021.‏
ولكن ما هي أبعاد المشكلة السكانية في مصر‏,‏ حيث ان تشخيص هذه الحالة هو ما يضع السبل الناجعة لعلاجها‏,‏ كما صرح الدكتور مجدي عبدالقادر‏:‏

‏*‏ النمو السكاني السريع
‏*‏ التوزيع الجغرافي غير المتوازن‏,‏ حيث ان مجمل السكان يقطنون في‏5,5%‏ من مساحة مصر‏(‏ مليون متر مكعب‏),‏ وبلغت الكثافة السكانية معدل‏827‏ نسمة في الكيلومتر المربع وتزداد في المدن الكبري الي معدلات خيالية‏,‏ حيث تبلغ في القاهرة نحو‏38,5‏ ألف نسمة في الكيلومتر المربع‏,‏ وذلك فضلا عن الخلل بين الريف والحضر حيث يسكن الحضر نحو‏43%‏ من سكان مصر طبق لارقام‏1996.‏

‏*‏ انخفاض مستوي خصائص السكان
حيث يوجد خلل في التركيبة العمرية للسكان وارتفاع نسبة الاطفال تحت سن الـ‏15‏ عاما‏,‏ حيث تصل نسبتهم طبقا لتعداد‏1996‏ الي‏38%‏ تقريبا مع ما يعنيه هذا الرقم من ضغط وعبء علي المجتمع‏,‏ كما تتميز الخصائص السكانية لمصر بارتفاع مستوي البطالة وانخفاض نسبة مساهمة الاناث في قوة العمل‏,‏ وارتفاع نسبة الأمية‏,‏ وارتفاع معدل وفيات الأطفال والانخفاض النسبي في معدل الاعمار‏.‏