كما الكثيرون تابعت حيناً وأعرضت أحياناً عن متابعة اللغط الذي يدور حول جمعية الصحفيين والنقابة قيد التأسيس كما يسمونها.. ورائحة النزاعات الشخصية التي لا جذر للمصلحة العامة فيها هي ما خلق لدي الشك في كل ما يقال من كلا الطرفين.
وما ان قررت بناء على تشجيع بعض الزملاء ترشيح نفسي لمجلس الادارة حتى جردت نفسي مما اسمع وبدأت من الصفر.. ورأيت في تجربتي الشخصية خير تفنيد لما يدور من مغالطات اليوم.. اعرضها هنا لا على زملاء المهنة فحسب بل على عامة المجتمع الذين يرون فيها صفوة ونخبة في حين ان كثيراً منا ليس كذلك للأسف.
أنشئت الجمعيه لأهداف سامية وشلت بسبب بعض الخلافات الشخصية فما أن قررنا فتح صفحة جديدة من تاريخ الجمعية حتى دعونا المجموعة التي قاطعت الجمعية للمشاركة في الانتخابات بعد ما تم قطع شوط كبير في تقريب الآراء حول النقاط محل الإختلاف.. ونقول تقريب لأننا اقتنعنا بنقاط وعجبنا من أخرى لتعارضها مع الأعراف الصحفية وما أعتمدته كافة جمعيات ونقابات الصحفيين الخليجية منها والعربية من أنظمة والتي منها على سبيل المثال اعتراضهم على تسجيل عضوية الزملاء الوافدين في الجمعية وان كانوا عاملين في المؤسسات الصحفية البحرينية إلا بعد ان يمر على عملهم عشر سنوات وهو اقتراح لا تملك الجمعية ان تقبله فكثير منا كان يعمل في دول أخرى وسجل بسهولة في جمعياتها ونقاباتها بل ان كثيراً منا يملك عضوية في منظمات وجمعيات في دول أخرى رغم انه غير مقيم بها.. على أية حال العملية الديمقراطية تقر طرح مثل تلك القضايا على الجمعية العمومية والتصويت عليها.. وقد فتح الباب للزملاء - لكافة الزملاء- للمشاركة في الانتخابات وترجمة مفهوم الاصلاح في الداخل الذي يجعجعون به كل يوم تمهيداً لأمور خاصة بهم.. ولكن على ما يبدو أن تلك الشعارات التي يسوقون لها هم أول من يتراجع عن تطبيقها عند الحاجة.. وبحجة هيمنة صحيفة الأيام على الجمعية تراجع هؤلاء.. فأي حجة تلك وصندوق الاقتراع هو الحكم؟! اي حجة تلك وبإمكان كل صحفي أن يرشح ويحشد الأصوات ؟! لقد تحركت شخصياً لحشد العضوية والاتصال بزملائي وزميلاتي بالصحف الأخرى وقام الزميل طارق العامر بجولات مكوكية بين رؤساء التحرير ..شجعناهم على الترشيح قبل الانتخاب وليس لهم ان ينكروا المحاولات الدؤوبة التي بذلناها لذلك لا لشيء إلا لأننا حلمنا ان تجمعنا الانتخابات ورأينا في وجودهم إضافة لنا.. كما وفتحنا المجال للجميع لمراقبة نزاهة سير الانتخاب.. وبدلاً من ان يساهم هؤلاء فضلوا ان يلعبوا دور الضحية ويرموا الحجر في الماء الذي نتمنى ان يسقي الجسم الصحفي ويحييه.. وغذت النزعة الفردية للزعامة احساس البعض بضرورة الإعراض عن الإنتخابات كون بعضهم على ثقة من عدم فوزه إن هو ما دخل فيها.. لأنه - وإن خدع بجمله المنمقة الناس وضللهم بطبيعته العدوانية المتعجرفة بتمثيل دور الحامي للديموقراطية فلن يخدع زملاءه الذين عاشروه ويعرفونه ويعرفون منطلقاته الحقيقية.. أعود لأقول أن هؤلاء قلة إن ما قورنوا بأصحاب المبادئ الحقة .. البعض الآخر إنطلق في إحجامه عن المشاركة وراء الجمع رغم جهله بما يدور ولقد ناقشت عدداً ممن استجابوا للدعوة لمقاطعة الجمعية واكتشفت انهم لا يعرفون لِم يقاطعون إلا لأن البعض أقنعهم أن هناك عدواً هو صحيفة الأيام وعليهم مواجهته .. تلك هي الحقيقة ياسادة بعض الكتاب بحاجة على الدوام لعدو ليقتات على طعنه.. عدو يخوض معه حرباً وهمية كل يوم يكون فيها البطل.. وأنا على ثقة ان من بين من تكتلوا ضد الجمعية مجموعة ستخلق لها اعداء ضمن النقابة وقد حدث انشقاق بالفعل ونبشر بخلافات وإنشقاقات أخرى لأن المجموعة الصغيرة تلك (٣٢ زميلاً تحديداً) وان ضمت خيار الناس فهي تضم أيضاً مجموعة مشاغبة تعتمد الصوت العالي كسلاح لها والخلاف كوقود للحياة.. وتكره الإندماج والإتحاد لشعورها أنها ستضيع في المجموعة..
ان ما يحز في النفس حقاً ان العدد الإجمالي للصحفيين في البحرين محدود لا اتصور انه يتجاوز الـ ٠٥٢. ورغم ذلك فالاواصر بينهم مقطوعة رغم ان الصحفي يجب ان يكون أقرب ما يكون للصحفي لا لأننا أبناء مهنة واحدة فحسب بل لأننا نشترك في الهموم ونمط العيش ذاته ومحدودية عددنا فرض طبيعة متنقلة علينا فترى الصحفي في صحيفة اليوم وفي أخرى بعد أشهر .. والكتاب والصحفيون العاملون في الصحف الأخرى هم زملاء سابقون لنا ... ولا أدل على عدم وجود حساسيات (من جانبنا على الأقل) ان اثنين ممن فازوا كانوا من صحف أخرى.. فمن صوت لحافظ إمام من أخبار الخليج ومن صوت لأسامة مهران من الميثاق ؟! أليسوا هم الاعلاميون والكتاب الذين إحتشد ٧٢١ منهم في تظاهرة إعلامية أخوية صوتوا فيها للخبرة والكفاءة .. ولو فكرنا بعقلية صحيفتنا والصحيفة المضادة لاستأثرنا بكل المقاعد لكثافة حضورنا ذاك اليوم من بين الجمع الغفير الذي حضر في ذلك اليوم .
أقول ختاماً انني على ثقة هنا من أمرين..
أولهما ان من اعرض عن المشاركة في الانتخابات لم يفعلوا ذلك ايماناً / اعتراضاً على شيء بل انسياقاً مع التيار الذي يسود في صحفهم أو خشية من معارضة مرؤوسيهم وما يروّجون له من عداء للجمعية.
أما الحقيقة الثانية فهي ان جمعية الصحفيين البحرينية ستظل تحاول - لآخر رمق- لم شمل الصحفيين.. وسنسعى من خلال دورتنا هذه لتقريب المسافات الوهمية التي خلقت بيننا.
وللجموع التي تاهت في زحام ما يدور وعافت هذه الفوضى نقول ان عدم المشاركة في عضوية الجمعية وإنتخاباتها لا تعني عدم المشاركة في فعالياتنا التي نعتزم بدءها فور توفر مقر.. وسأحرص شخصياً وزملائي للوصول لكم ودعوتكم كل على حدة .. لأننا صدقاً نحلم باليوم الذي نكبر فيه على صغائر الأمور ونعمل بنضج لا على الاتحاد فحسب بل على ان نسخر هذه الطاقات التي تضيع في التجريح لمواجهة هموم وتحديات المهنة التي تكبر كل يوم.
- آخر تحديث :
التعليقات