بيتر بينارت :
جون بولتن مدين بتعيينه سفيراً للولايات المتحدة بالأمم المتحدة الى المقارنة التالية. فغي عام 1975 عندما كان العداء لامريكا متنامياً اختار الرئيس الاسبق جيرالد فورد دبلوماسياً غير دبلوماسي هو دانييل باتريك موينهان لتمثيل الولايات المتحدة بالامم المتحدة، وبخلاف اسلافه الذين كانوا يستمعون بأدب لدكتاتوريي العالم الثالث وهم يشتمون الولايات المتحدة كان مونيهان يرد بعنف على مثل هذه الهجمات. وبتعيينه دخلت حركة - جديدة تسمى حركة المحافظين الجدد الى المسرح الدولي وكان موينهان ابرز صوت فيها. وبعد ست سنوات اعطى الرئيس رونالد ريجان الوظيفة لمحافظة جديدة بارزة هي جين كيركباتريك التي برهنت انها لا تقل فظاظة عن موينهان.
بولتن الذي ينتقد الامم المتحدة بحده يعتبر وريثاً لذلك التراث. وعندما اعلنت كوندوليسا رايس ترشيح بولتن للأمم المتحدة أشارت إلى موينهان وكيركباتريك.
وقد فعل ذلك الكثيرون من المعلقين ذوي الاتجاهات اليمينية.
المشكلة هي ان التاريخ مضلل كان موينهان وكيركباتريك فعالين لأن اسلوبهما كان مناسباً لتلك الفترة التي لم يكن للولايات المتحدة الكثير مما تستطيع عمله في الامم المتحدة سوى المعارضة.
ولكن الآن لدى الولايات المتحدة الفرصة في القيادة وباختيار بولتن فان ادارة بوش قد تبدد هذه الفرصة.
موينهان اصبح مندوبا لدى الأمم المتحدة في اسوأ لحظات تاريخ السياسة الخارجية الأمريكية.
في ابريل 1975 الشهر الذي عين فيه اقتحمت فيتنام الشمالية سايجون ملحقة بالولايات المتحدة أسوا هزيمة عسكرية في القرن العشرين. وكانت الامم المتحدة تحت هيمنة دكتاتوريات العالم الثالث اليسارية المغرمة بالاتحاد السوفيتي والمعادية للولايات المتحدة.
وفي الواقع فان موينهان منح هذه الوظيفة بسبب مقالة نشرها بعنوان «الولايات المتحدة في المعارضة قال فيها: «اننا اقلية ومعظم الاصوات ضدنا والسؤال هو كيف سنتصرف في هذه الظروف.
موينهان قال إن امريكا يجب ان ترد بعنف، وقبل اقل من خمسة أشهر من تسلمه المنصب اجازت الامم المتحدة قرارها الشهير باعتبار الصهيونية نوعاً من العنصرية فأعلن موينهان «هذه كذبة وعندما نادى الدكتاتور اليوغندي عيدي أمين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بتصفية دولة اسرائيل وصفة موينهان بانه قاتل عنصري، وبدفاعه عن امريكا اشعل موينهان الكبرياء الوطني ووضعته مجلة تايم على غلافها واسمته مجلة ناشيونال ريفيو رجل العالم.
وعندما تسلمت كيركباتريك الوظيفة في عام 1981 لم يكن وضع امريكا العالمي افضل كثيراً. كان السوفييت قد غزوا افغانستان لتوهم وكانت أزمة الرهائن الامريكية في ايران اذلالاً امريكياً متواصلاً.
كيركباتريك ظلت تهاجم منتقدي امريكا وتواجه محاضراتهم عن الامبريالية بمحاضرات عن الديمقراطية كانت الولايات المتحدة ما تزال اقلية مضطهدة ولكن كما قال أحد مساعدي كيركباتريك فانها لم تقبل بوضع الضحية المستكينة.
ومثل موينهان وكير كباتريك فان بولتن يحب القتال الشريف، لقد ادان الاتفاقات الدولية حول الاسلحة الصغيرة والاسلحة البيولوجية والمحكمة الجزائية الدولية وقال إنه اذا فقد مبنى الأمم المتحدة عشرة من طوابقه الـ 38 فلا احد سوف يلحظ الفرق.
ولكن في الأمم المتحدة الحالية فان القذف بالقنابل ليس ما تحتاجه امريكا، التحالف بين العالم الثالث والاتحاد السوفييتي الذي هيمن على الأمم المتحدة في السبعينيات والثمانينيات قد انهار. اوروبا الشرقية الآن مليئة بالديمقراطيات المؤيدة للولايات المتحدة وعبرالعالم الثالث تحركت الحكومات نحو النظام الاقتصادي الرأسمالي الذي كانت تمقته في الماضي. ووفقاً لمؤسسة فريدوم هاوس فإن عدد الدول التي تعتبر «حرة» قد تضاعف وزاد منذ عام 1974 من 41 الى 89. وبالرغم من ان الولايات المتحدة ما تزال ممقوته في الامم المتحدة الا ان تأثيرها هناك هائل.
في عام 1996 عارضت الولايات المتحدة بمفردها تقريباً امين عام الامم المتحدة بطرس غالي والآن فإن خليفته كوفي انان يناضل ليتفادى مصيراً مماثلاً.
تحدى امريكا لدى الامم المتحدة هو تكوين اغلبية ايديولوجية جديدة وتوجيهها نحو جهود تعاونية ضد الارهاب والانتشار النووي والفقر والايدز وبولتن الذي يتخصص في عزل حلفاء امريكا الديمقراطيين غير مناسب لهذه المهمة. وباختباره فان اتباع بوش يؤكدون على شيئين اما انهم يعتقدون ان امريكا ما تزل معزولة أو الأسواء من ذلك وهو انهم يريدونها معزولة.
*واشنطن بوست خدمة خاصة بــ الشرق
التعليقات