تاجيل المؤتمر الوطني العراقي الموسع اسبوعين لاقناع المقاطعين بالمشاركة
الامم المتحدة هددت بعدم منح المؤتمر شرعية دولية

أسامة مهدي من لندن: نجحت ضغوط من مبعوث الامم المتحدة جمال بن عمر في تأجيل المؤتمر الوطني العراقي الموسع الذي كان مقررا انعقاده السبت المقبل بمشاركة الف عضو لمدة اسبوعين اخرين .وابلغت مصادر في اللجنة التحضيرية للمؤتمر " ايلاف" في اتصال هاتفي اليوم ان مبعوث الامم المتحدة مارس ضغوطا قوية من اجل هذا التاجيل مهددا بعدم منح المؤتمر الشرعية الدولية المطلوبة .

وقالت ان بن عمر ضغط من اجل هذا التاجيل بذريعة اجراء مزيد من الاتصالات مع القوى التي اعلنت مقاطعة المؤتمر ومحاولة اقناعها بالمشاركه به من خلال التوصل الى حلول وسط تلبي بعض مطاليبها والتي تتلخص في الغاء المظلة الرسمية عنه واعطاء تعهد بالمطالبة برحيل القوات الاجنبية عن العراق خلال اسبوع واحد .

وكان الناطق الرسمي بأسم المؤتمر عبد الحليم الرهيمي اتهم في تصريح ل" ايلاف " امس الامم المتحدة بالتخلي عن التزاماتها الفنية والمادية لدعم المؤتمر وقال ان اجراءات امنية مشددت اتخذت لاحباط اي عمل ارهابي ضد المؤتمر .

واضاف ان الامم المتحدة لم توفي بالتزاماتها التي نصت عليها قرارات الامم المتحدة الاخيرة بخصوص العراق وقانون ادارة الدولة في دعم المؤتمر الوطني والمساعدة على انجاحه من خلال ارسال خبراء وتقديم مشورات فنية ومساعدات مالية واصدار جريدة عن المؤتمر واعماله . وقال ان الاخضر الابراهيمي ممثل الامين العام للامم المتحدة الى العراق اقترح تاجيل المؤتمر لشهر واحد او الى اشعار اخر لكن الهيئة التحضيرية له رفضت ذلك بشدة واصرت على تنفيذ مانص عليه قانون ادارة الدولة بعقده خلال شهر تموز (يوليو) الحالي من اجل اعطاء العملية السياسية مصداقيتها موضحا ان التأجيل كان سيشكل هزيمة لها تفقد ثقة المواطنين بهذه العملية برمتها وتدفعهم لابداء شكوك في اجراء الانتخابات العامة في موعدها المقرر اواخر شهر كانون الثاني (يناير) من العام المقبل 2005 .

واكد انه تم الانتهاء من انتخاب 548 عضوا يمثلون محافظات العراق الثمانية عشرة وحوالي 100 هم أعضاء الهيئة العليا والبقية 350 تم الاتفاق على عضويتهم على أساس 140 للأحزاب والتيارات السياسية و140 للشخصيات العلمية والثقافية والفنية والعشائر و70 يمثلون مؤسسات المجتمع المدني .

وبين ان المؤتمرين سينتخبون خلال اجتماعاتهم 80 عضوا يضافون الى 20 اخرين هم اعضاء مجلس الحكم المنحل ليشكل هؤلاء المائة شخصية المجلس الوطني المؤقت الذي سيكون بمثابة برلمان للعراق للاشراف ومراقبة عمل الحكومة المؤقتة الحالية والموافقة على ميزانية الدولة للعام المقبل 2005 الى ان يتم انتخاب برلمان وطني اواخر كانون الثاني(يناير) عام 2005 .

واوضح الرهيمي ان دور المجلس الوطني المؤقت المنبثق عن المؤتمر سيكون استشارياً وليس تشريعياً الى جانب ممارسة الرقابة على اداء الحكومة فضلاً عن تمتعه بحق استدعاء رئيس واعضاء الوزارة في اطار التعبير عن حرية الرأي تحت قبة البرلمان وصولاً الى المرحلة الدستورية وقيام مجلس دائم .

ومعروف ان من ابرز التيارات المعارضة لعقد المؤتمر هيئة علماء المسلمين يشاركهم الزعيم الشيعي مقتدى الصدر والشيخ جواد الخالصي من جامعة الامام الخالصي اضافة الى الحزب الاسلامي الممثل بالحكومة بوزير ويتراسه محسن عبد الحميد حيث تعد القوى المعارضة لعقد مؤتمر بديل .

ويعترض عدد من العناصر العلمية والعلمانية والتكنوقراط على عدم حصولهم على المقاعد في المؤتمر بالنسب المناسبة التي يطمحون اليها لكي يأخذوا دورهم في بناء العراق الجديد ويعزون ذلك الى خصوصية المجتمع العراقي وتكويناته المتشعبة وتأثير الجانب القبلي والقومي والطائفي في حيثيات العملية الانتخابية وقوائم الترشيح .