لين نويهضمن بيروت: بعد أن كانت تكتظ من قبل بالرواد تصارع مطاعم وسط بيروت الان لشغل الموائد القليلة خلال فترة الغداء كما خفضت المتاجر من أسعارها بأكثر من النصف في محاولة لاجتذاب الزبائن..
جذبت الاحتجاجات مئات الالاف من اللبنانيين إلى شوارع بيروت منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري قبل أكثر من شهر وأصابت الاعمال بالشلل في العاصمة اللبنانية التي أسهم الحريري في اعادة بنائها من أنقاض الحرب الاهلية التي استمرت من عام 1975 الى عام 1990 .
وتقول المطاعم والمتاجر إن نشاطها تراجع بما يصل إلى تسعين بالمئة.
وقال محمد سنو الذي يدير متجرا صغيرا للملابس "فتحنا ثلاثة أو أربعة أيام فقط خلال الشهر المنصرم لأن قوات الامن كانت تغلق المنطقة بأكملها من أجل الاحتجاجات. سمحوا بدخول الناس الذين يعملون هنا ولكن ما هي الجدوى من فتح أبوابنا إذا لم يكن يسمح للناس بالدخول.
"لم نغط تكاليف الايجار الشهر الماضي. هذا هو الشهر الثاني الآن. يمكننا الصمود ثلاثة شهور ولكن ماذا يحدث بعد ذلك.. نأمل أن تتحسن الاوضاع."
وكل يوم اثنين يتدفق المحتجون على ساحة الشهداء من الشوارع التي تصطف بها المقاهي لمطالبة سوريا بسحب قواتها وبتنحية السياسيين اللبنانيين المؤيدين لسوريا.
ويتدفق أيضا محتجون مؤيدون لسوريا على شوارع وسط المدينة لابداء مساندتهم للحكومة اللبنانية.
وفي كل مرة يغلق الجنود المنطقة بحواجز ويبعدون الزوار.
وسرحت بعض المتاجر والمطاعم العاملين بها أو قللت أجورهم بينما يفكر آخرون في الاغلاق إذا استمرت الفوضى السياسية.
وقال جوزيه عبيد وهو ينظر لمطمعه (لا كونشا) الخالي في وقت الغداء يوم الجمعة "كما ترون الأعمال انخفضت بنسبة تتراوح بين سبعين وثمانين بالمئة. تحتم علينا الاغلاق 15 يوما منذ مقتل الحريري.
"كان علينا خفض أكثر من نصف العمالة. اعتدنا أن يعمل لدينا تسعة عمال والآن لدينا أربعة. هذا المبنى خاص بنا ومن ثم لا ندفع الايجار وهذا هو السبب الوحيد لاستمرارنا في فتح أبوابنا."
وكان العرب من قبل يفرون من درجات الحرارة المرتفعة في الخليج ويتدفقون على المقاهي في شوارع بيروت حيث يتصاعد دخان الاراجيل في الهواء ولكن ليس لهم وجود الان.
وعلق اللبنانيون أيضا الذين تطاردهم ذكريات الحرب الاهلية التي قسمت من قبل عاصمتهم ودمرت البازارات القديمة في المدينة خططهم التسويقية والترفيهية إلى أن تهدأ الاوضاع.
وقال جمال بغدادي الذي يدير متجرا للتذكارات "نعتمد على الزوار من الخليج بنسبة تسعين في المئة من مبيعاتنا ولكنهم اختفوا. انخفضت المبيعات بنسبة تسعين بالمئة منذ أن بدأ كل هذا.
"حتى أهل لبنان لا يأتون. لا يشعر أحد برغبة في تدخين النرجيلة في الوقت الذي يتدفق فيه المعزون على مقبرة الحريري في اخر الشارع. ولكن ليست هناك قنابل وأعيرة نارية ومن ثم لماذا نستسلم.. نمر بأزمة ولكن الاوضاع ستتحسن."
ويتوقع القليل من الناس أن تنتعش الاعمال قبل الانتخابات المقرر أن تجرى في مايو ايار وهي مهددة بالتأجيل إلا إذا تشكلت حكومة جديدة قريبا كي تمرر قانونا للانتخابات.
إلا أن ملاك المطاعم والمتاجر يقولون إنهم سيحاولون استيعاب ما يأملون أن تكون خسائر مؤقتة ويتمسكون بأمل أن تنتعش أعمالهم خلال فصل الصيف.
رويترز
التعليقات