نبيل شرف الدين من القاهرة-إبلاف من الرياض
إقرأ أيضا |
بحث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود والرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية المستجدات على الساحة العربية وفي مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية والوضع في العراق، كما جرى استعراض تطورات الأحداث على الساحتين الإسلامية والدولية وموقف البلدين الشقيقين منها إضافة إلى آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها في جميع المجالات بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين .
و قد حضر الاجتماع في صالة التشريفات بمطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة من الجانب السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام والأمير متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية والأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية و الأمير عبدالإله بن عبدالعزيز و الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة و الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة والأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز الأمين العام لمجلس الأمن الوطني والرائد طيار تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز والأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء .
كما حضره من الجانب المصري وزير الخارجية أحمد أبوالغيط ووزير الإعلام أنس الفقي والوزير برئاسة الجمهورية عمر سليمان ورئيس ديوان رئيس الجمهورية الدكتور زكريا عزمي وسفير جمهورية مصر العربية لدى المملكة محمد عبدالحميد قاسم .
بعد ذلك أقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود مأدبة غداء تكريما للرئيس مبارك والوفد المرافق له .
وكان مصدر مصري وصفالمحادثات التي يجريها اليوم الرئيس مبارك مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي العهد الأمير سلطان، بأنها تركز بشكل خاص على محاولات تحسين العلاقة بين سورية ولبنان، فضلاً عن تعاون دمشق مع لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.
وتأتي هذه الزيارة إثر القنبلة التي فجرها عبد الحليم خدام النائب السابق للرئيس السوري بشار الأسد وما ترتب عليها من تطورات بدأت بطلب اللجنة الدولية التي تحقق في اغتيال الحريري مقابلة الأسد ووزير خارجيته فاروق الشرع، بينما قال مصدر دبلوماسي في القاهرة إن دمشق quot;أبدت تجاوباً كاملاً، وتتفهم تماماً طبيعة التطورات الراهنةquot;، وتوقع ذات المصدر أن تواصل مصر والسعودية خلال المرحلة القادمة دورهما في رأب الصدع بالنظر إلى علاقات البلدين الجيدة مع كل من الجانبين السوري والأميركي .
وتحدثت مصادر دبلوماسية خلال الفترة الماضية عن مبادرة مشتركة ناقشتها كل من القاهرة والرياض مع الإدارة الأميركية وباريس، واستهدفت احتواء الضغوط على سورية، التي تعهدت في تلك المبادرة بعدة التزامات من أهمها التعاون الكامل مع فريق التحقيق الدولي، بل ولعبت الرياض دوراً مهماً في إقناع دمشق بإيفاد مسؤوليها لاستجوابهم خارج البلاد، كما تعهدت دمشق أيضاً بإجراء إصلاحات سياسية، والتعاون في ضبط الحدود العراقية، وضبط أنشطة الفصائل الفلسطينية الراديكالية التي تتخذ من سورية مقراً لها، بالإضافة إلى الملف الشائك الخاص بمسألة quot;حزب اللهquot;، وعدم تزويده بالأسلحة أو الذخائر .
سورية وحزب الله
وحسب رؤية متخصصين في القانون الدولي، فإن التحرك الدبلوماسي الذي تقوده القاهرة والرياض في هذا الاتجاه يسعى لإيجاد حل لتداعيات الأزمة المترتبة على القرار رقم 1636 الصادر عن مجلس الأمن الدولي في شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، بالنظر إلى أن هذا القرار ملزم وواجب التنفيذ, ويترتب على الامتناع عن تنفيذه أوخم العواقب بحق دمشق، تبدأ بفرض عقوبات دولية وحصار، ويمكن أن تتطور إلى الأسوأ .
من جانبه استبعد أسامة الباز المستشار السياسي للرئيس المصري أن تكون سورية هدفاً مقبلاً لعمل عسكري أميركي، لافتاً إلى أنها تختلف تماما عن العراق، لكنه استدرك قائلاً إن هناك محاولات للضغط عليها تتعلق ببعض السياسات والممارسات وتحديدا دعمها لحزب الله وبعض الفصائل الفلسطينية التي تتهم بالقيام بعمليات عنف، مؤكداً أن quot;حالة سورية مختلفة تماما عن العراق في التوجه الاميركي فهو لا ينحو منحى التفكير في القيام بعمل عسكري ضد سورية لانه ليس هناك مبرر لهذا على الاطلاق وانما البعض في واشنطن يفكر بهذه الامور من قبيل تهديد سورية لتغيير بعض السياسات والممارسات، وبشكل محدد دعمها لحزب الله وبعض الفصائل الفلسطينية التي تتهم بالقيام بعمليات عنفquot;، حسب تعبيره .
ومضى الباز قائلاً إن quot;البعض في الولايات المتحدة يعتقد ان سورية يجب ان تُفرض عليها تغييرات جذرية في الكثير من نواحي سياستها، والبعض قدم مشروعات قوانين للكونغرس الاميركي في هذا الصددquot;، وأعرب الباز عن اعتقاده بأن quot;المطلوب الآن من كل هذا ليس التمهيد لشن ضربة عسكرية ضد سورية لانها ستكون مسألة مرفوضة دولياً وليس لها أي مبرر، إذ لا يمكن اتهام سورية بأنها اعتدت على جيرانها او استخدمت اسلحة دمار شامل أو انها تشكل تهديدا لجيرانها فهذا سيكون تهديدا خطيرا للأمن والسلام في المنطقة برمتها، وفي وقت لا تحتمل فيه مزيداً من بؤر الصراع والتوتر والحروبquot;، على حد تعبير الباز .
تعاون أمني
ويكاد يسود اتفاق بين المراقبين مؤداه أنه على الرغم من الخطاب الرسمي الذي يحرص عليه الساسة السوريون حين يتعلق الأمر بعلاقة دمشق وواشنطن، فإن الاتصالات بين البلدين لم تصل إلى نقطة حرجة يوماً، وهو الأمر الذي وصف معه المراقبون العلاقات السورية ـ الأميركية، بأنها تتسم بقدر لا بأس به من التفاهم على الأقل في القضايا التي تدرك دمشق جيداً انها قد تثير حفيظة واشنطن حقاً، وحرصاً منها على ألا تصل إلى النقطة التي وصل إليها نظام صدام حسين، وهو ما عبر عنه أحد المراقبين بقوله إن quot;دمشق تفضلها سراًquot;، وتحرص على توازنات دقيقة بين خطاب الداخل وخطابها الإقليمي الذي يتسم بالتشدد، وسلوكها السياسي الذي تنتصر فيه البراغماتية في المنعطفات الفاصلة، كما يحدث في الأزمة الراهنة مثلاً .
وفي الاتجاه ذاته وصف تقرير لصحيفة quot;واشنطن بوستquot; الأميركية العلاقة بين سورية والولايات المتحدة ـ في مجال التعاون الاستخباري ـ بأنها بلغت مرحلة غير مسبوقة من قبل، وكادت تتجاوز أحياناً مستوى التعاون مع دول حليفة تقليدياً لواشنطن مثل مصر والأردن والسعودية ودول الخليج .
وأضافت quot;واشنطن بوستquot; قائلة، إنه على الرغم من إدراج سورية على لائحة الدول راعية الارهاب التي تصدرها الخارجية الاميركية، غير ان هذا البلد زاد من تبادل المعلومات الاستخبارية مع الولايات المتحدة على أمل تجنب تصدع كامل في العلاقات بين دمشق وواشنطن، على غرار الوضع مع نظام صدام حسين.
التعليقات