إيلي الحاج من بيروت: ندر أن يوجه نواب وسياسيون كلاما مقذعا ومهينا في حق رئيس جمهورية بلادهم كما يفعلون يومياً في لبنان، حيث كان كلام نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام على تورط الرئيس إميل لحود وقريبين منه في التحريض على رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري مناسبة لإطلاق موجة جديدة من التعابير الشتيمية في حق الجالس في كرسي الرئاسة الذي لا يبدو، وفق ردود فعله، متأثراً بما يدور حوله ولا بما يعني كرامته مباشرة.

وهذه نماذج مما يُقال في بيروت على ألسنة ممثلين للشعب:

- النائب أنطوان اندراوس ( كتلة وليد جنبلاط) : quot;(...) اخطأنا ايها الرئيس لحود يوم سميناك رئيساً للاجهزة بل انت صنيعة هذه الاجهزة، لقد أرادوا ان تكون على طريقة بشار الأسد رئيساً الى الأبد وان يصبح لبنان مثل سورية ونظامها المخابراتي، فأخذوا منك كل شيء واسروك وكبلوك وقيدوك في ملفات من بنك المدينة الى الكازينو الى كوبونات النفط وquot;صنين زينة الأجهزة والمخابرات والتنفيعاتquot;. نعم، منذ اتوا بك رئيساً وأنت رئيس تابع ورهينة وعبد مأمور. مددوا لك بالتهديد والترهيب من أجل مصالحهم واهدافهم وبعدما اغتيل الرئيس الحريري سياسياً ليصبح شهيداً لأجل لبنان وحريته واستقلاله نتيجة هذا التمديد اللعين جئت تتحفنا بالرد والبيانات الخشبية، ولم يبق لك الا الرد. ولقد استجوبتك لجنة التحقيق الدولية ست ساعات كمشتبه به في جريمة العصر (...) أيها الرئيس، شرعيتك فقدت يوم خرج من جاء بك الى لبنان، فلبنان سيّد وحر ومستقل وفيه الكثير الكثير من الشرفاء والاحرار. حان لك ان تسمع وتغادر ولا نقبل بأن يتحول موقع الرئاسة دائرة عاشرة لأن لهذا الموقع قدسيته واحترامه. النظام السوري يراهن على عامل الوقت والهرب الى الامام، انما الشعب اللبناني يراهن على الحريةquot;.

- النائب محمد قباني ( كتلة سعد الحريري) : quot;لم ينس احد ان عهد لحود شهد كما لم يسبق في تاريخ لبنان حكم الاحقاد والكيدية الذي اودع السجون الموظفين الشرفاء لمجرد علاقتهم بالرئيس الشهيد، وقد ثبتت براءتهم جميعاً. فهل لهذا العقل الكيدي الحاقد ان يكون بعيداً من التحريض على الرئيس الحريري؟ اما عرض حماية الرئيس الحريري بالحرس الجمهوري فيدعو الى السخرية، اذ يعني تسليم رقبة الرئيس الشهيد الى المشتبه بهم في جريمة قتله. اذا اردنا فتح الملف فهو طويل وحافل. فالرجل الذي اقسم على حماية الدستور وتباهى بأنه لا يطلب شيئاً لنفسه، انتهك الدستور لمصلحته الشخصية ثلاث مرات: مرة اولى للتمديد له في قيادة الجيش، وثانية لانتخابه رئيساً، وثالثة للتمديد له. وهو يتمسك اليوم بكرسي الرئاسة بعدما دمر موقع الرئاسة، ويكاد يدمر البلاد، كل ذلك وهو لا يطلب شيئاً لنفسهquot;.

- النائب عاطف مجدلاني ( كتلة الحريري) : quot;(...) هل نسي الرئيس لحود ان دوائره في بعبدا طلبت ازالة معالم مسرح الجريمة الارهابية الجبانة بسحب سيارات الرئيس الشهيد وطمر الحفرة وفتح الطريق؟ هل نسي الرئيس لحود رفضه لطلب لجنة تحقيق دولية لمعرفة حقيقة من قرر وحرض وخطط ونفذ الجريمة النكراء؟ كفى الرئيس لحود أضاليل وافتراءات وادعاءات. رأفة بالوطن وأبنائه، نقول له: ارحل، ارحل، ارحلquot;.

- هيئة المتابعة لقوى 14 آذار/مارس ( المستقبل، الإشتراكي، القوات، قرنة شهوان) :quot; قدمت تصريحات النائب السابق لرئيس الجمهورية السورية عبد الحليم خدام أدلة قاطعة على ان قرار تعديل الدستور والتمديد للرئيس اميل لحود، هو في الأساس قرار سوري اتخذه الرئيس بشار الأسد وفرضه بالإكراه والتهديد الصريح بالقتل على النواب اللبنانيين، وعلى رأسهم الرئيس الحريري. ان هذه الأدلة والوقائع المثبتة تجعل من تعديل الدستور والتمديد للحود عملا باطلا من وجهة نظر القانون والدستور ويستوجب اعتباره بحكم اللاغي. وعليه، إن حل هذه المشكلة أصبح أولوية، لأنه يشكل المدخل الأساسي لوقف انتهاك الدستور ووضع الحياة الدستورية والسياسية في نصابها الصحيح، فضلا عن أنه المدخل لوقف حرب الإرهاب التي يشنها النظام السوري على لبنانquot;.

- الرئيس لحود علق على هذه الحملة ضده عبر quot;مصادر قريبة من رئاسة الجمهوريةquot; قالت في بيان انها توقعت quot;ان يُطلق العنان لجوقة الشتامين ، بدليل هذه الحملة المبرمجة من خلال ثلاثة اصوات كل يوم من كتلة تيار المستقبل وذلك تسديدا لفواتير بعضها سياسي وهي الانتخابات النيابية التي فازوا بها على لائحة المستقبل، وبعضها مادي صرف يتعلق بمكافآت مادية . إن هؤلاء يتبارون في مسابقة عنوانها من يشتم اكثر، والحَكَم فيها شخص واحد يعيش في الخارج ويحرك انصاره بواسطة الريموت كونترولquot;.