quot;إيلافquot; ترصد إستعدادات تنتظر الساعة الصفر
quot;حروب صغيرةquot; قريباً في لبنان

إقرأ أيضا

الجيش الاسرائيلي القى قنابل انشطارية في لبنان

حزب الله يخسر سياسيا

هُزمت اميركا فهل ربح العراق؟

لا تراجع لشعبية عون

الشارع خطوة لا تحمد عقباها

لبنان طوائف تحتقن ولا حلول في الأفق

المحكمة الدولية تحت مجهر القانون الدولي

وزير المالية اللبناني: نزع سلاح حزب الله

اليونيفيل الفرنسية للرد على تحليق اسرائيلي

الطائرات الإسرائيلية تواصل انتهاك المجال الجوي اللبناني

خوجة التقى السفير الإيراني مرتين: مبادرة سعودية لحل الأزمة اللبنانية

إيلي الحاج من بيروت: فلندع السياسة جانباً، والمحكمة الدولية التي يجتمع مجلس الأمن اليوم لإقرار مشروع قانونها، الصاعق التفجيري. فعشرات آلاف الشبان في لبنان يتلقون يومياً منذ فترة رسائل خليوية من الأحزاب والتيارات التي ينتمون إليها ذات مضمون واحد: quot;كونوا مستعدينquot;. هذا التقرير ليستعد الجميع، فلم تبق بين لبنان والهاوية سوى خطوة:

في الساعة الصفر: سيتحتم على مجلس الوزراء أن يجتمع برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة ويقر مشروع قانون إنشاء المحكمة ذات الطابع الدولي إثر تلقيه النسخة المصادق عليها مجلس الأمن، وبما أن نصاب الثلثين غير متوافر حالياً بوجود وزير الخارجية بالوكالة طارق متري في نيويورك ووزير الاتصالات مروان حمادة في باريس للمشاركة في مؤتمر، ستنعقد الجلسة الخميس المقبل.

وتكون الغاية من التحركات الشعبية محاولة الحؤول دون إقرار مشروع القانون لإحالته على مجلس النواب. لذلك يرجح احتمال أن يبدأ بعد ظهر الأربعاء العد التنازلي للتحركات الشعبية المفاجئة التي طلب الاستعداد لها الأمين العام لquot;حزب اللهquot; السيد حسن نصرالله. تحركات على شكل تجمعات واعتصامات وتظاهرات تشهدها المدن والبلدات في المناطق، ولا سيما عند المفترقات الرئيسية والمستديرات.

على المستوى الحكومي، سينعقد مجلس الوزراء رغم التحركات الشعبية ويقرمشروع القانون ويحيله على مجلس النواب حيث تتمتع quot;قوى 14 آذار(مارس)quot; بالغالبية لإقراره. وقد علمت quot;إيلافquot; أن خطة وُضعت لعقد جلسة لمجلس الوزراء في مكان سري احتياطاً في حال هددت التحركات الشعبية بالحؤول دون وصول الوزراء إلى وسط بيروت حيث يجتمع المجلس عادة .

وسيكون صعباً جداً موقف رئيس المجلس نبيه بري الذي يكفي للدلالة على حرجه تذكير بتصريحه في طهران الأسبوع الماضي أن الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء التي انعقدت الإثنين الماضي في غياب الوزراء الشيعة المستقيلين وأقرت مسودة قانون المحكمة هي جلسة دستورية ما دام ثلثا الأعضاء شاركا فيها، وفاته أن اللبنانيين تابعوا تصريحه هذا تلفزيونياً ، بالصوت والصورة، فأصدر بياناً لاحقاً أوضح أن الصحافة نقلت كلامه على غير ما هو. والخلاصة أن بري لا يتحمل أن يخالف توجهات السيد نصرالله، وهذه مبتوتة ، ولكن هل يتحمّل أن يوقف مسار قانون المحكمة الدولية الذي يتحرك لإيقافه حلفاء سورية، فلا يدرجه في جدول الأعمال؟ وإلى متى يستطيع عرقلته، إذا وقع النواب عريضة تطالب بدرسه ؟

في الأسلوب والأمكنة: تتميز خطة التحركات الشعبية التي يضعها quot;حزب اللهquot; بمرونتها وتصاعديتها، فتترك كل الأساليب والاحتمالات مفتوحة. وتعتمد أسلوب جس النبض. يعلم المنظمون ، على سبيل المثال، أن دعوة إلى تظاهرة مركزية في بيروت قد تواجه بتظاهرة مركزية أخرى وربما بتظاهرات مضادة تجعل الانتقال صعباً بين الشمال والبقاع والجنوب من جهة وبيروت من جهة، وهذا خيار شديد الخطورة إذا ما تم اعتماده في نهاية المطاف، ولنترك للمخيلة المتشائمة ، والأصح السوداوية رسم ما يمكن أن يحصل على حدود الأحياء التي تفصل بين بيروت والضاحية الجنوبية وعلى الطريق الساحلي بين صيدا وبيروت، وبين طرابلس وبيروت وفي أعالي جبل لبنان على quot;طريق الشامquot;، وطريق بكفيا- ضهور الشوير، وفي قلب المدن والبلدات المختلطة سياسياً : طرابلس، صيدا،زغرتا، زحلة، شكا، البترون، جبيل، جونية. في كل من هذه quot;البقع المشتركةquot; بين جمهوري quot;14 آذار(مارس)quot; وquot;8 آذار(مارس)quot; الذي تمدّد بفضل انضمام quot;التيار العونيquot; إليه يمكن توقع حوادث وصدامات في حال أقدم أي من الطرفين على قطع طرق. ولا بد من أن يوصل تطوّر الأمور إلى قطع طرق في نهاية المطاف حتى لو كان التحرك سلماً.

هكذا يمكن القول من اليوم أن الضاحية والجزء الأكبر من الجنوب ومنطقة البقاع الشمالي سيغلب عليها طابع الاعتراض بأشكاله، من تظاهرات واعتصامات وعصيان متعدد الوجه، في حين يغلب موقف واحد مؤيد للغالبية وquot;14 آذار (مارس)quot; في مناطق الشوف وعاليه التي يدين أهلها بالولاء للحزب التقدمي الإشتراكي، ويكون الجزءان الشرقي والغربي من بيروت بغلبة لون سياسي واحد تقريباً، فيما أقضية جبل لبنان الشمالي وكذلك أقضية البترون والكورة وزغرتا في الشمال مفتوحة على احتمالات المشاكل.

وأكبر مثال زغرتا التي تتوزع العائلات المتعددة الولاء أحياءها، إلى الكورة حيث يتعايش اليوم أنصار الحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب quot;القوات اللبنانيةquot;، ويمكن أن تحيي التحركات الشعبية المتضادة شياطين الماضي الأليم بينهما. والأمر نفسه ينطبق على القوميين السوريين والكتائبيين في أعالي المتن الشمالي.

في سيناريو كارثي كهذا يثير الابتسام حديث الجنرال النائب ميشال عون عن اتفاق جنتلمن بينه وبين رئيس quot;القواتquot; سمير جعجع على بقاء quot;مناطقناquot; في منأى عن أي quot;ضربة كفquot;(صفعة)، فهذه يمكن أن يصدقها من لا يدرك ولا يقدّر عواقب حملات الشحن والاستعداد الجارية على قدم وساق في صفوف الشباب من كل الأطراف. أما المدرك فيستطيع التأكيد من الآن أن النزول إلى الشارع سيعني المواجهة خلال ساعات على أبعد تقدير، خصوصاً إذا صحّت المعلومات عن أن quot;التيار العونيquot; طلب من كوادره الاستعداد لإقامة طوق بشري يحمي رئيس الجمهورية الممددة ولايته إميل لحود في القصر الجمهوري، ويسبق في الوقت نفسه قوى الغالبية التي هددت بالتوجه إلى بعبدا في حال سارت تظاهرات إلى مقر رئاسة الحكومة في وسط بيروت.
quot;الله يسترquot;.