أسامة العيسة من القدس : استبق ضابط عسكري إسرائيلي كبير، نتائج تحقيق حول عملية خطف الجنديين الإسرائيليين، في شهر تموز (يوليو) الماضي، وقدم استقالته، بعد تسرب أنباء عن إدانة التحقيق المحتملة له. وأكدت مصادر إسرائيلية أن العميد غال هيرش قائد فرقة الجليل العسكرية التي تتولى المسؤولية الأمنية عن المنطقة الحدودية بين إسرائيل ولبنان، قدم استقالته إلى رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية الجنرال دان حالوتس صباح اليوم، قبل ساعات من تقديم الجنرال احتياط دورون ألموغ تقريره عن نتائج التحقيق في قضية اختطاف الجنديين الإسرائيليين، ايهود غولدواسر ويلداد ريجيف، على أيدي أفراد من حزب الله، والتي أدت إلى اندلاع حرب لبنان الأخيرة.

وحسب التسريبات عن نتائج التحقيق، فان الاتهام بالتقصير يوجه لهيرش، وانه لم يتأكد بما فيه الكفاية أن التعليمات الأمنية التي أصدرها، لم تكن تنفذ بحذافيرها، وكشف التحقيق عن ما اعتبره عيوباً كثيرة في أداء الفرقة العسكرية التي تتولى المسؤولية الأمنية عن المنطقة الحدودية، التي يقودها هيرش، واوصى التقرير بإقالته من منصبه العسكري. واشار التحقيق إلى ضعف التصرف من قبل الجنود في الميدان، وانه لم يكن بينهم تنسيقا كاملا، محملا قائدهم هيرش كامل المسؤولية. ومنذ أن سربت بعض نتائج التحقيق، اتخذ ضباط كبار في هيئة الأركان الإسرائيلية موقفا مساندا لهيرش، واعلنوا انهم لن يوافقوا على تنحيته، ولكن هيرش استبق أي جدال بعد نشر نتائج التحقيق واعلن استقالته، وفي الوقت ذاته، قال مقربون منه انه على قناعة بان نتائج التحقيق كانت ظالمة بالنسبة له، وانه سيسعى لكشف الحقيقة.

واشار هؤلاء بان هيرش قرر شن ما اسماه quot;معركة الحياةquot; بالنسبة له، والدفاع عن اسمه أمام التاريخ، وذلك بكشف الحقيقة كاملة عن ملابسات خطف الجنديين. واعتبرت الإدانة المتوقعة لهيرش في التقرير المزمع تقديمه اليوم، بمثابة صفعة لحالوتس، الذي شمل هيرش ضمن قائمة الضباط الذين قرر ترقيتهم مؤخرا، واثار ذلك نزاعا بينه وبين وزير الدفاع عمير بيرتس، الذي رفض التوقيع على الترقيات، بسبب ما قال أن أسماء المطلوب ترقيتهم وردت أسماؤهم في التحقيقات التي تجرى في ما يعتبر إسرائيليا الإخفاق في حرب لبنان. وطلب حالوتس، من هيرش سحب استقالته، إلا أن الأخير رفض مفضلا إنهاء خدمة طويلة في الجيش الإسرائيلي، باتخاذ موقف.

وذكر هيرش في كتاب استقالته، أن الجيش الإسرائيلي ودولة إسرائيل هي جوهر حياته، وانه كان جزءا من المؤسسة العسكرية طوال 14 عاما. واشار هيرش إلى انه استقال، لان الفترة الأخيرة كانت صعبة جدا عليه وعلى أسرته، مع الاتهامات التي تلاحقه بالتقصير. وكان هيرش بدا حياته المهنية العسكرية في وحدة المظليين، وشغل منصب قائد فرقة بنيامين المميزة، ثم قائدا لمدرسة الضباط، وتم تعيينه قائدا لفرقة الجليل في شهر نيسان (ابريل) 2005.

ويتخذ حالوتس موقفا متشددا لحماية ضباطه الذين تطالهم التحقيقات، واعلن تمسكه بأربعة من قادة الفرق العسكرية التي شاركت في الحرب الأخيرة على لبنان، وقال انه لن يفصلهم من وظائفهم بالرغم من نتائج التحقيقات التي بدأت بعد وقف إطلاق النار. وهيرش هو ثالث ارفع ضابط كبير يقدم استقالته بعد حرب لبنان، وكان سبقه إلى ذلك اللواء اودي آدم قائد القيادة الشمالية، وقائد وحدة العمليات العقيد بواز كوهين. ولا يتوقع أن لعنة حرب لبنان ستتوقف عنده، وان عددا من الضباط سيتم تنحيتهم أو سيجبرون على تقديم استقالتهم، وربما سيكون حالوتس نفسه من بينهم.