هم فئة أخلصوا للعرش من أبناء القوقاز قبل قرن
عاهل عمّان الهاشمي صار شركسيا

عبدالله الثاني مع عميد الشيشان في الأردن عبدالباقي جمو
نصر المجالي: لا أكثر ولاء للعرش الهاشمي في الأردن من ابناء الشراكسة والشيشان والأرمن من بعد القبائل البدوية وهي حصن التاج الهاشمي المنيع امام طموحات إطاحة هذا العرش من جهات قومية ويسارية وإسلامية سواء بسواء طوال ثمانين عاما من الزمن. وخلال مراحل قيام الحكم الهاشمي في شرق الأردن تعرض لمحاولات عديدة لإطاحته تحت دعاوى قومية نحو تحرير فلسطين، ولكن هذا الحكم صمد أمام التحديات.

والأردن الذي تأسس في العام 1920 ليشكل في العام 1946 أول مملكة مستقلة في بلاد الشام التي اقتطعت منها فلسطين في العام 1948 لتكون دولة إسرائيل، يضم فئات شتى من الناس ولعل أهمهم أهل البلاد الأصليين
من القبائل من جنوب البلاد إلى شمالها، ثم اللاجئين الأوائل من الشراكسة والشيشان والدروز ومن بعد ذلك الفلسطينيين الذين لهم وجود مهم ديموغرافيا في المملكة الهاشمية.

وكانت أقوام من الشراكسة والشيشان وصلت إلى شرق الأردن في مطلع القرن الماضي محتمية بالهاشميين جراء القمع من أنظمة الاستبداد في مناطق القوقاز التي خضعت في القرن المنصرم لحكم ديكتاتوري عنصري، حيث تأسيس الاتحاد السوفياتي الذي قام على النظرية الستالينية إلى ان انهار عام 1989 .

واللاجئون الجدد من الشراكسة والشيشان ومن بعدهم الأرمن الذين فروا من القمع التركي شكلوا قوام بناء الحياة الأردنية في عصرها الحديث برعاية من الملوك الهاشميين الآتين اساسا من الحجاز غرب المملكة العربية السعودية.

وهذا التناغم بين المهاجرين واللاجئين، إلى شرق الأردن خلق تركيبا سكانياواجتماعيا لا مثيل لوصفه، حيث أجناس تتفاهم على رقعة من الأرض وتتقاتل أحيانا، كما حدث في معارك أيلول(سبتمبر) العام 1970 حين حاول الفلسطينيون انتزاع السلطة من الشرعية الهاشمية في عمّان.

وحيث الشراكسة والشيشان والأرمن يمثلون إلى جانب القبائل الحصن المنيع للعرش الهاشمي، فإن الملك عبدالله الثاني عاهل الأردن بادر اليوم إلى الالتقاء بجمع غفير من الشركس والشيشان في الجمعية الخيرية الشركسية في اطار تواصل الملك مع ابناء وبنات شعبه في جميع مناطق المملكة.

ويأتي هذا اللقاء متابعة للقاء السابق للملك عبدالله الثاني مع ابناء الشركس والشيشان الذي عقد في الديوان الملكي الهاشمي قبل اسابيع، والملك طلب من المسؤولين الذين كانوا يحضرون اللقاء دراسة جميع مطالب الجالية الشركسية وتنفيذ الممكن من تلك المشاريع بأسرع وقت ممكن .

والملك أشاد في خطاب بعشائر الشركس والشيشان الذين كان لاسهاماتهم البارزة الاثر الطيب في بناء الوطن وتنميته منذ عهد التأسيس وحتى يومنا الحاضر . وفي الإطار ذاته، كما قالت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) فإن الملك عبدالله الثاني اطلع على النشاطات والبرامج التي تنفذها الجمعية الخيرية الشركسية التي تعد اول جمعية اردنية خيرية وتأسست عام 1932 .

وحضر اللقاء الامراء فيصل بن الحسين وعالية بنت الحسين وسناء عاصم ورئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت ورئيس الديوان الملكي الهاشمي سالم الترك ومستشار الملك لشؤون العشائر سيادة الشريف فواز زبن عبد الله.

يشار ختاما، الى ان لجنة شكلت من عشائر الشركس والشيشان بعد لقائهم السابق مع الملك في الديوان الملكي الهاشمي حددت عددا من المشاكل التي تواجههم ووضعت العديد من التصورات لحلها وهي متصلة بالبطالة والفقر ودعم الحركة الشبابية والرياضية والتعليمية.