الفساد يطال اولمرت وفتح ملف كاتساف الجنسي
سمية درويش من غزة : أكد المحلل السياسي وديع أبو نصار مدير المركز الدولي للاستشارات ، على ضرورة تعاون قيادة حماس في الخارج مع قيادة الداخل في تطوير ما اسماه بـquot;هجمة سلامquot; على إسرائيل لتعرية رئيس الوزراء الإسرائيلي سياسيا ، وتثبت للجميع بأن الفلسطينيين بمن فيهم حماس ، ليسوا إرهابيين ، مشيرا إلى ضرورة تعاون حماس مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتشكيل حكومة وحدة وطنية.
وقال أبو نصار المتخصص بتقديم خدمات استشارة سياسية وإعلامية لعدد من الحكومات الأجنبية في مقابلة خاصة مع quot;إيلافquot; ، بان إسرائيل التي خرجت مجروحة سياسيا وعسكريا من الحرب في لبنان معنية باستعادة جنديها بغزة بأبخس ثمن ممكن ، مؤكدا في الوقت ذاته ، بان حماس لن تستطيع الاحتفاظ بشاليط لفترة طويلة من الزمن ، حيث عملاء إسرائيل في غزة والذين قد يساعدوها للتوصل إلى مكان شاليط.
وفي ما يلي نص المقابلة :
بعد انتهاء الحرب على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية ، برأيك ما هو الدور الذي يجب على حكومة حماس القيام به ؟
إن الحرب بين إسرائيل وحزب الله دفعت الكثير من العرب والإسرائيليين إلى استنتاجين متناقضين، ففي حين رأى البعض بأن نتائج هذه الحرب تهيئ لمواجهات دامية أخرى بحجة أنها عززت مكانة المقاومة المسلحة وضربت صورة الجيش الإسرائيلي، فإن البعض الآخر يرى بأن هذه النتائج من شأنها فتح الباب أمام عودة إلى عملية سلام على غرار مؤتمر مدريد الذي عقد في أواخر تشرين أول 1991، بعيد حرب الخليج الثانية.
من خلال قراءتي للأمور فإن هذان الاستنتاجان المتناقضان موجودان أيضا في صفوف الفلسطينيين ولربما في صفوف قادة وأنصار حماس.
لكن، بغض النظر عمن هو الاستنتاج السائد فأنا أعتقد بأنه من المهم أن يذكر قادة حماس الفروق الشاسعة بين فلسطين ولبنان، وإن كان الكثير منهم يجري مقارنات بين الحالتين. أي أن على حماس أن تتذكر على الأقل ثلاثة عوامل رئيسية: أولا، لا مستوطنات إسرائيلية في لبنان في حين أن هنالك العشرات من المستوطنات في الضفة الغربية.
ثانيا، إن الكثير من أجزاء الضفة الغربية (مثل الخليل والقدس) يعدوا جزءا من العقيدة اليهودية، وهو ما ليس موجودا بالنسبة للبنان. أما الأمر الثالث وربما الأهم فهو أن حماس محاصرة من قبل إسرائيل بصورة شبه تامة ولا تتلقى أي دعم عسكري من دول الجوار (الأردن ومصر) بعكس حزب الله في لبنان الذي يملك خطوط إمدادات تكاد لا تنتهي واحتضان واضح من quot;الجارةquot; سورية.
لذلك، فأنا أعتقد بأن توجه حماس لتشكيل حكومة وحدة وطنية هي خطوة بالاتجاه الصحيح، وعليها أن تكمل ذلك من خلال التعاون مع الرئيس محمود عباس في تطوير إستراتيجية وآليات فلسطينية في كيفية التعامل مع إسرائيل في اتجاه محاصرة إيهود أولمرت سياسيا والضغط عليه لاستئناف مفاوضات السلام مع الجانب الفلسطيني كخيار لما قد نراه من تدمير واستهداف بالذات في حال شعر أولمرت بأن كرسيه يتزعزع.باعتقادي حماس من الممكن أن تتعاون مع الرئيس عباس في فرض سلام على حكومة أولمرت، لاسيما بعد الحرب التي شهدناها مؤخرا، وكلي أمل بأن تتعاون قيادة الخارج لهذه الحركة مع قيادة الداخل في تطوير quot;هجمة سلامquot; على إسرائيل تعري أولمرت سياسيا وتثبت للجميع بأن الفلسطينيين، بمن فيهم حماس، ليسوا إرهابيين بل دعاة سلام.
هل هناك فعلا صفقة للإفراج عن شاليط ، وحسب توقعاتكم هل حماس ستوافق على بنودها ، لاسيما وإنها تعتبر حزب الله خرج منتصرا في حربه الأخيرة ؟
من الواضح بأن هنالك جهودا جبارة تبذل للتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى بين إسرائيل والفلسطينيين تؤدي إلى الإفراج عن جلعاد شاليط مقابل عشرات وربما مئات الأسرى الفلسطينيين. لكننا الآن أمام مشكلة سياسية، فإسرائيل التي خرجت مجروحة سياسيا وعسكريا من الحرب في لبنان معنية باستعادة شاليط بأبخس ثمن ممكن، في حين أن حماس، المتعاطفة مع حزب الله الذي يبدو وكأنه انتصر في الحرب، تريد أن ترفع ثمن الصفقة على الأقل بسبب موافقتها فصل صفقتها عن تلك التي سيبرمها حزب الله مع إسرائيل عاجلا أم آجلا حول الجنديين المخطوفين والأسرى اللبنانيين.
لكن بتقديري حماس لن تستطيع الاحتفاظ بشاليط لفترة طويلة من الزمن، فإسرائيل لها الكثير من العملاء في غزة الذين قد يساعدوها في المستقبل المنظور للتوصل إلى مكان شاليط. إضافة إلى ذلك، فإن استمرار الحصار المشدد الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة منذ اختطاف شاليط وضعف المجتمع الدولي إزاء ذلك يجعل الثمن الذي يدفعه الفلسطينيون لقاء الاحتفاظ بشاليط عاليا بعض الشيء.
من هنا، فإنه من المتوقع أن يتم التوصل إلى صفقة ما في المستقبل القريب، لاسيما وأن المصريين يبذلون جهودا وضغوطا جبارة على الأطراف المعنية لإنهاء هذا الملف قريبا.
نسمع قادة إسرائيل يقولون بان هناك نية لحل وإنهاء الصراع بالمنطقة ، هل هذه تصريحات جدية؟
كما هو الوضع في العالم العربي كذلك هو في إسرائيل ، هنالك من يرغب بالتصعيد، إما quot;لتلقين العرب درساquot; وإما للتغطية على الفشل في إدارة المعارك في لبنان، لكن هنالك من يرغب أيضا بالتوصل إلى اتفاقات سلام مع العرب، لكن ليس بالضرورة لأنهم مقتنعون بالسلام بل بالأساس لأنهم سئموا الحرب، غير أن هذا لا يجب أن يثني العزائم لدى العرب.
لكن هنا يجب التنويه بأن إلقاء بعض القيادات العربية خطابات quot;ناريةquot; كالخطاب الذي ألقاه الرئيس السوري مؤخرا يعزز تيار quot;التصعيدquot; في إسرائيل على حساب تيار quot;التسوية.quot;
باعتقادي هنالك قطاع واسع من الإسرائيليين يرغب بالسلام لكن في الوقت نفسه فإن غالبية الإسرائيليين شأنها شأن غالبية العرب لا يثقون بنوايا الطرف الآخر. لذلك، هنالك حاجة ماسة لحملة متبادلة، لكن بالأساس من الجانب الأضعف (الفلسطيني) لإقناع الطرف الآخر بأن هنالك شريك للسلام.
الفصائل الفلسطينية تدعو لتشكيل حكومة وطنية ، في حال تم ذلك هل سترفع إسرائيل حصارها الخانق على الأراضي الفلسطينية والحكومة القادمة ، خاصة وإنها من المقرر أن تضم عددا من الفصائل التي تصفها إسرائيل بالإرهابية؟
أنا لا أعتقد بأنه بمجرد تشكيل حكومة وحدة وطنية سترفع إسرائيل حصارها الخانق على الأراضي الفلسطينية، والذي عززته بعيد اختطاف جلعاد شاليط ، فإسرائيل ستصر بأن تتبنى الحكومة الفلسطينية بجميع فصائلها ما سمي بالشروط الثلاثة الرئيسية للرباعية الدولية (نبذ الإرهاب، الاعتراف بإسرائيل والاعتراف بالاتفاقات الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل).
المستغرب في هذا المضمار بأننا لم نسمع حماس ولا حتى أي فصيل فلسطيني آخر يبادر إلى حملة إعلامية للتوضيح بأن إسرائيل نفسها لا تطبق الشروط الثلاثة المذكورة، فهي تمارس ما يمكن أن يوصف بإرهاب دولة وهي لا تعترف رسميا بحق الفلسطينيين بدولة على كامل الأراضي التي احتلت في العام 1967 وهي لا تطبق الاتفاقات الموقعة مع منظمة التحرير الفلسطينية.
لكنني أعود مجددا لطرح فكرة ضرورة التغيير في الأداء وحتى الفكر الفلسطيني، فمن يجلس في الحكومة لا يستطيع أن يتصرف كمن يجلس في المعارضة، ومن يريد أن يقود شعبا ما عليه ألا يحمل هذا الشعب أكثر مما يحتمل ، ومن ثم ففي الوقت الذي لا أطالب به أحدا بالتنازل عما يوصف quot;بالثوابت الوطنيةquot; فإنه من المجدي أن يكون صناع القرار براغماتيين في مواقفهم وعمليين في تحركاتهم وفاهمين للطرف الآخر حتى يستطيعوا أن يحققوا إنجازات لشعبهم بدلا من مواصلة تسويق شعارات فارغة له.
التعليقات