إحتجاجًا على إعتقال زملائهم المنتمين إلى الإخوان المسلمين
إعتصام ومسيرة لحشد من طلاب جامعة الأزهر بالقاهرة
نواب إخوان وناصريون يدعون إلى حظر خيام رمضان
نبيل شرف الدين من القاهرة: إعتصمت صباح اليوم الخميس في المدينة الجامعية لجامعة الأزهر بالقاهرة، حشود من طلاب الجامعة، إحتجاجًا على اعتقال عدد من زملائهم، الذين اتهمتهم السلطات المصرية بالانضمام إلى جماعة quot;الإخوان المسلمينquot; المحظورة، كما نظم الطلاب المعتصمون مسيرة داخل الجامعة لإيصال مطالبهم إلى رئيس الجامعة للتدخل للإفراج عن زملائهم الموقوفين. وقالت جماعة الإخوان المسلمين في مصر، إن أعدادًا غفيرة من قوات الأمن اقتحمت ليلة أمس شقتين سكنيتين لطلاب جامعة الأزهر المغتربين في المناطق القريبة من مقر الجامعة بالقاهرة، واعتقلت 25 طالبًا من المنتمين للجماعة. ويسود اعتقاد بين المراقبين في مصر أن التضييق الحكومي على جماعة الإخوان المسلمين لا يعدو أن يكون مجرد إدارة سياسية من قبل الحزب الوطني الحاكم للعلاقة مع الجماعة، فالعلاقة بين الدولة والإخوان تراوحت دائماً بين الانفراج والتضييق، وبالتالي، فإن الاتجاه العام هو الحفاظ على هيمنة الحزب الحاكم، وما يحدث مع الإخوان يبدو أمرًا معتادًا في ظل هذه الرؤية التي تحكم علاقة الدولة بالجماعة الأقدم والأوسع نفوذًا في مصر والشرق الأوسط.
الأزهر والإخوان
وتأتي هذه الاعتقالات قبيل أيام من امتحانات نصف العام الدراسي ومع حلول الذكرى السنوية الأولى لأحداث جامعة الأزهر التي وقعت العام الماضي، حين قام عشرات الطلاب الملثمين الذين كانوا يرتدون زي رياضة الكاراتيه، وقد عصبوا الجبين بشريط كتب عليه quot;صامدونquot; قاموا باستعراض للفنون القتالية أمام مكتب رئيس الجامعة.
وحذر مصدر في مشيخة الأزهر الطلاب quot;من خطر الانسياق وراء دعاوى باطلة تدعيها تيارات أو تنظيمات أو جماعات سياسية تتستر وراء شعارات دينية بهدف تحقيق مآرب خفية غير معلنة لا تمت إلي تعاليم الإسلام بأدنى سببquot;، وأضاف أن الأزهر لن يتردد لحظة quot;في بتر كل من يثبت خروجه على منهجه وتراثه وفكره القويمquot;.
ووفقًا للموقع الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين، فإن من بين الموقوفين الذين يدرسون جميعا في كلية التربية بجامعة الأزهر كل من: عبد الله حلمي أبو الخير (من محافظة كفر الشيخ)، ومحمود نبيل حمدي وشقيقه محمد (من محافظة المنيا)، ورضا عيسى موسى (الغربية)، وعبد العزيز محمد خضر (البحيرة)، وهاشم محمد علي (المنيا)، وأحمد جودة آدم (الفيوم)، ومصطفى أبو العينين (الغربية)، وعلاء عبد العاطي الخضري (قنا)، وطاهر أبو زيد (الغربية)، وأحمد عمر علي (الفيوم) .
إستراتيجية المواجهة
وعلى الرغم من تصاعد الملاحقات والحملات الأمنية التي تشنها السلطات المصرية ضد قادة ونشطاء جماعة الإخوان المسلمين، وإحالة عدد من قادتها على المحكمة العسكرية، غير أن مراقبين يستبعدون أن تقدم السلطات الآن على مواجهة شاملة ضد الجماعة، ويرون أن الحكومة تتحسب من أي محاولة للإجهاز على الجماعة تمامًا، خشية أن يدفع ذلك بعض أعضائها إلى العمل السري، وبالتالي العنف المسلح الذي عانت منه البلاد عقودًا، خلال مواجهتها الدامية نهاية القرن الماضي مع تنظيمات أصولية راديكالية كالجماعة الإسلامية أو تنظيم quot;الجهادquot; .
ويلاحظ المراقبون في مصر أن السلطات باتت تتبع الآن إستراتيجية جديدة في ملاحقة نشطاء جماعة الإخوان تشمل حملة منظمة تستهدف تجفيف مصادر تمويل الجماعة، حيث اعتقلت ممولين رئيسيين وجمدت أصولاً مالية ومؤسسات تجارية تابعة للجماعة، وهنا يرى لواء شرطة سابق عمل مساعدًا لوزير الداخلية المصري أن quot;ما حدث من تصعيد جاء نتيجة لتجاوز الإخوان للخطوط الحمراء غير المدونة وانتهكوا quot;مساحة التسامح الافتراضيةquot; التي يمنحها النظام للمعارضة فأصبح من المطلوب اقصاؤهم وتقليص نفوذهم بأي وسيلة ممكنةquot; .
وتتوالى جلسات المحاكمة العسكرية لقادة جماعة quot;الإخوان المسلمينquot; يتصدرهم خيرت الشاطر النائب الثاني لمرشد الجماعة، بالإضافة إلى عدد من رجال الأعمال الموالين للجماعة، في القضية التي تحمل رقم (963 لسنة 2006) .
تجدر الإشارة إلى أن جماعة quot;الإخوان المسلمينquot; حصلت على 88 مقعدا في مجلس الشعب (البرلمان) المصري، وبرزت بعد انتخاباته كأكبر قوة معارضة في البلاد، لكن يحدث أن تلقي أجهزة الأمن المصرية القبض على أعضاء ونشطاء بارزين في الجماعة بين الحين والآخر، إلا أن الدولة تسمح لها بممارسة نشاط سياسي محدود رغم حظرها، والجماعة التي تأسست عام 1928 واحدة من أكثر الحركات الإسلامية السياسية نفوذًا في المنطقة وربما في العالم .
التعليقات