إيلاف من واشنطن: تلقى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، جياني إنفانتينو ، اتهامات بانتهاك قواعد الاتحاد بشأن الحياد السياسي في علاقته بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتحديداً حينما منحه جائرة جديدة يطلق عليها جائزة الفيفا للسلام، وهو خلط واضح بين السياسة والرياضة، الأمر الذي ترفضه لوائح وأخلاقيات الفيفا.

نشأت علاقة وطيدة بين إنفانتينو وترامب في السنوات الأخيرة، حيث تشارك الولايات المتحدة في استضافة كأس العالم للرجال العام المقبل مع كندا والمكسيك. حتى أن إنفانتينو قدم لترامب جائزة الفيفا للسلام خلال قرعة كأس العالم في واشنطن العاصمة يوم الجمعة الماضي، وهي جائزة جديدة اخترعها انفانتينو ليتقرب بها لرؤساء الدول والملوك والأمراء والشخصيات النافذة حول العالم، وفقاً لما يتم تداوله في الصحافة الأوروبية والأميركية.

شكوى إلى لجنة الأخلاقيات في الفيفا
قدمت منظمة "فيرسكوير"، التي تسعى إلى تعزيز المساءلة في الرياضة، شكوى إلى لجنة الأخلاقيات في الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، تزعم فيها أن تعليقات إنفانتينو بشأن ترامب - والإجراءات المتبعة لمنحه جائزة الفيفا للسلام - تُشكل انتهاكًا لقواعد الفيفا . وفي أكتوبر (تشرين الأول)، استخدم إنفانتينو حسابه على إنستغرام ليقول إن ترامب "يستحق بجدارة" جائزة نوبل للسلام.

بعد عرض مقطع فيديو عن ترامب في القرعة قبل حصوله على جائزة الفيفا للسلام، قال إنفانتينو: "هذا ما نريده من زعيم ... أنت تستحق بالتأكيد جائزة الفيفا الأولى للسلام لعملك لما حصلت عليه بطريقتك ولكنك حصلت عليها بطريقة لا تصدق ويمكنك دائمًا الاعتماد، يا سيدي الرئيس، على دعمي".

وقال إنفانتينو في مقابلة أجريت معه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في المنتدى الأميركي للأعمال في ميامي: "يتعين علينا جميعا أن ندعم ما يفعله ترامب في الولايات المتحدة لأنني أعتقد أنه يبدو جيدا للغاية".

انفانتينو يدعم ترامب دائماً
رسالة فيرسكوير، التي أوردها موقع أثليتيك أولًا واطلعت عليها وكالة بي إيه ميديا، أشارت أيضًا إلى منشور إنفانتينو على إنستغرام في 20 يناير (كانون الثاني)، يوم تنصيب ترامب. وفي ختام رسالة فيديو، قال إنفانتينو: "معًا سنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى، بل العالم أجمع".

وقد دعت منظمة فيرسكوير لجنة الأخلاقيات في الفيفا للتحقيق في كيفية حصول ترامب على جائزة الفيفا للسلام. وجاء في رسالة فيرسكوير: "إن منح جائزة من هذا النوع لزعيم سياسي في السلطة يُعد في حد ذاته انتهاكًا واضحًا لفكرة الحياد في الفيفا، وكذلك فهو خلط بين السياسة والرياضة".

ذكرت منظمة فيرسكوير أنه بناءً على لوائح الفيفا، كان ينبغي أن يتخذ مجلس الفيفا قرار استحداث مثل هذه الجائزة. وجاء في الرسالة: "لا يملك رئيس الفيفا صلاحية إملاء مهمة المنظمة وتوجهها الاستراتيجي وسياساتها وقيمها بشكل منفرد".

وقال نيكولاس ماكجيهان، مدير برنامج فيرسكوير: "هذه الشكوى تتعلق بأكثر من مجرد دعم إنفانتينو للأجندة السياسية للرئيس دونالد ترامب.

"وعلى نطاق أوسع، يتعلق الأمر بكيفية سماح هيكل الحوكمة للفيفا لجياني إنفانتينو بانتهاك قواعد المنظمة بشكل علني والتصرف بطرق خطيرة ومخالفة بشكل مباشر ضد مصالح وصورة الرياضة الأكثر شعبية في العالم."