دراسة تناولت حضورها الاعلامي في ثلاثة مواقع
المرأة في quot;إيلافquot; تحتل المراكز الأمامية

إيلاف: كان موقع quot;إيلافquot; الى جانب موقعي الجزيرة والشرق الاوسط مادة لدراسة أعدتها جامعة الشارقة حول quot;الحضور الإعلامي للمرأة العربية في المواقع الثلاثة المذكورةquot;. وتطرقت الدراسة، التي أعدها د. محمد إبراهيم عايش عميد كلية الاتصال في جامعة الشارقة ، الى ثورة صحافة الانترنت التي باتت تشكل نواة حقيقية لصحافة تنافس الصحافة التقليدية وتجذب أعدادا كبيرة من المستخدمين ممن لهم القدرة على النفاذ للشبكة العنكبوتية. وتبين الدراسة أن المرأة العربية هي عنصر بارز في هذا الشكل الإعلامي يتجسد في مساهمتها الصحفية (كمحررة وكاتبة أو مراسلة)، ومن خلال كونها مستخدمة للشبكة، مثلما أنها أيضا موضوع إعلامي للكثير من المواقع الصحفية الإلكترونية، ولكنها لا تقدم بالضرورة بشكل إيجابي.

وهنا لا بد من الاشارة الى ان الدراسة أغفلت أن موقع quot;إيلافquot; الالكتروني، أعطى المرأة دورها الوافي ليس فقط كمحررة وكاتبة أو مراسلة، بل جعلها تشارك في صنع القرار حيث تتبوأ أعلى المراكز، فنرى أن مدير التحريرهي الزميلة سمر عبد الملك وكذلك المسؤولة عن صفحات السياسة في quot;إيلافquot; ديجيتال هي الزميلة رانية الاخضر كما ان الزميلة نسرين عز الدين تشغل منصب سكرتير التحرير، كما تحتل المرأة نسبة عالية من مقاعد مطبخ التحرير في موقع quot;إيلافquot;. وهو ما يميزها عن باقي المواقع الاعلامية حيث لا تقتصر مساهمة المرأة على الاطار التحريري او كتابة المقالات او حتى محتوى لمادة إعلامية.

وان كان باب المقارنة التي قامت بها الدراسة لناحية المواد الاعلامية التي تتطرق لها المواقع الثلاثة يصعب في كثير من الحالات لسبب أن موقع quot;إيلافquot; هو موقع متجدد على مدار الساعات ال 24 وليس كموقع الجزيرة نت او الشرق الاوسط لناحية تجديد المادة الاعلامية . الا أن الدراسة تحاول جاهدة ابراز دور المرأة في المادة الاعلامية حيث تقول ان النظرة للمرأة في موقع quot;إيلافquot; لها وجهان: وجه حضاري ينصفها كإنسانة قادرة على التعبير والمساهمة في مسيرة الفكر الإنساني، ووجه آخر سلبي يرى أنها تشكل موضوع للجذب والإغراء. وتقول عن الشرق الاوسط أنها تقدم صورة متوازنة للمرأة من خلال تمكينها من أن تكون صوتا معبرا عن قضايا المجتمع، وفي نفس الوقت تبرز إنجازات المرأة في كافة المجالات.

وبالنسبة لموقع الجزيرة تقول الدراسة انه يقدم معلومات تتميز بالجدية الفكرية وكونها بعيدة عن الترفيه والتسلية والجوانب الخفيفة في الحياة، حيث يطرح السؤال حول موقع المرأة العربية من كل هذا. وهنا وقعت الدراسة في معضلة اعتبار مواضيع المرأة من الموضوعات البعيدة عن الجدية وهو انتقاص واضح لاهمية مواضيعها والقضايا الجادة التي تمسها. اما بالنسة الى مسألة انها موقع quot;إيلافquot; يقدم المرأة كموضوع للجذب او الاغراء، فهنا لا بد من التوضيح بان مادة الجذب لا نصنعها للاغراء بل ننقل المادة كأي خبر اخباري ما يميزه عن الخبر السياسي هو مضمونه وصورته القريبة جدا من واقع المادة الاعلامية ....بحيث ان موقع quot;إيلافquot; لا يختلق صورة نمطية للمرأة من خلال ما تنشره.

ونرى ان الدراسة ارتكبت خطأ فادحا حين اعتبرت ان موقع الجزيرة يقدم تغطية اقل لقضايا المرأة معللة ذلك بسبب quot;الطابع النخبوي للموقع وتوجهه الإخباري والفكري الصرف، واهتمامه بقضايا ربما يرى الكثيرون أنها لا تقع في إطار اهتمامات المرأة العربيةquot;. وهو ما يعتبر انتقاصا لمقام المرأة وكأن المراد قوله ان قضايا المرأة غير نخبوية في حين أنها جزء لا يتجزأ من المحاور التي تخص او تعني العالم أجمع .

وفيما يلي نص الدراسة :

المرأة العربية والصحافة الإلكترونية

دراسة تحليلية للحضور الإعلامي للمرأة العربية في ثلاثة مواقع إعلامية إلكترونية

مقدمــة

شهد الإعلام العربي تحولات مثيرة خلال العقد الماضي كان من أبرز ملامحها بروز شبكة الإنترنت كوسيلة اتصال تفاعلية، أتاحت الفرصة أمام الأفراد والجماعات والمؤسسات للوصول إلى المعلومات وإرسالها ونشرها بشكل لم يسبق له مثيل. وبسبب الفرص الكبيرة التي أتاحتها شبكة الإنترنت للاتصال، فقد أضحت استخداماتها الإعلامية تمثل أحد أبرز تطبيقاتها المعاصرة، حيث تسابقت المؤسسات الإعلامية والأفراد والفئات المختلفة لاستثمار هذا المورد الاتصالي الهام في نشر وتبادل المعلومات بأشكالها المتعددة، مما أفرز أنماطا إعلامية جديدة كان من أبرزها ما يسمى بالصحافة الإلكترونية أو صحافة الإنترنت Online Journalism. وعلى الرغم من أن المشهد الإعلامي العربي لا يعكس نضوجا ملموسا لهذا القطاع، فإن هناك علامات مبشرة وواعدة على مستقبل مشرق لصحافة الإنترنت بناء على ما تم إطلاقه من بوابات إخبارية وصحف إلكترونية، ومدونات إعلامية باللغة العربية، باتت تشكل نواة حقيقية لصحافة إنترنت صارت تنافس الصحافة التقليدية وتجذب أعدادا كبيرة من المستخدمين ممن لهم القدرة على النفاذ للشبكة العنكبوتية. ولعل من تأثيرات هذا الاتجاه ما برز من جدل حول المخاطر التي تهدد مستقبل الصحافة الورقية في ضوء ارتفاع التكاليف الإنتاجية وتكاليف التوزيع وتناقص الموارد الإعلانية التي تستمد منها الصحف أسباب بقائها وازدهارها.

إن السؤال الرئيسي الذي تطرحه هذه الورقة يتمثل في موقع المرأة العربية من كل هذه التحولات التي تشهدها ساحة الصحافة الإلكترونية في الوطن العربي، حيث بات ينظر دائما للإنترنت على أنها أداة للتمكين Empowerment Tool يمكن للمرأة من خلالها أن تتفاعل مع المعلومات في إطارها الإعلامي بشكل أكثر يسرا وفاعلية مما هو موجود في بيئة الصحافة التقليدية. ومن خلال مسح المواقع الرئيسية للبوابات الإخبارية العربية على الشبكة خلال العامين الماضيين، تبين أن المرأة العربية هي عنصر بارز في هذا الشكل الإعلامي يتجسد في مساهمتها الصحفية (كمحررة وكاتبة أو مراسلة)، ,ومن خلال كونها مستخدمة للشبكة، مثلما أنها أيضا موضوع إعلامي للكثير من المواقع الصحفية الإلكترونية، ولكنها لا تقدم بالضرورة بشكل إيجابي. ويرى الباحث أن الصحافة الإلكترونية تمثل فضاء رحبا أمام المرأة العربية لممارسة العمل الإعلامي في سياقه التفاعلي الحديث حيث تتيح لها فرصا ثمينة للتعبير والتواصل. غير أن تحقيق هذا الأمر بشكله الأفضل يتطلب توفير متطلبات مهمة تتعلق بقبول اجتماعي أكبر للدور الإعلامي للمرأة (حيث لا تزال المرأة العربية تجد نفسها أمام مستويات متدنية من القبول لممارسة العمل الإعلامي).[1] وتوفير الفرص التدريبية المناسبة أمامها لولوج هذا المجال، وتوفير الموارد المادية والفنية الكافية التي تتيح للمرأة النفاذ إلى الموارد الإعلامية المتاحة على الشبكة للاستفادة منها بالشكل المناسب. ويرى الباحث أن هذا الأمر لا يمكن أن يتحول إلى واقع ملموس إلا من خلال إطلاق برامج تثقيفية وتدريبية شاملة تشارك فيها الأطراف الاجتماعية والسياسية الفاعلة، والمؤسسات الإعلامية، وشركات تقنية المعلومات من أجل تمكين المرأة من لعب دورها المطلوب في هذا القطاع الإعلامي الواعد.

وللاستدلال على مدى حضور المرأة العربية في قطاع الصحافة الإلكترونية الناشئ في الوطن العربي كصحفية وكاتبة وموضوع إعلامي وكمستخدمة، قام الباحث بتحليل المحتوى الإعلامي لثلاثة مواقع إعلامية عربية على شبكة الإنترنت وهي : quot;إيلاف. كومquot;، و quot;الشرق الأوسط.كومquot;، وquot;الجزيرة.نت.quot;[2] وقد تم اختيار المواقع الإعلامية الثلاثة للدراسة بسبب مستواها المتطور من الناحيتين التحريرية والفنية، واتساع قاعدة الاستخدام بين الجماهير في المنطقة العربية. وبسبب شح الدراسات العلمية حول هذا الموضوع[3]، فإن الباحث يأمل أن تكون هذه الدراسة مدخلا لدراسات أوسع وأشمل حول موضوع تعاطي وسائل الإعلام الإلكترونية مع المرأة العربية بهدف وضع الخطط والبرامج المتعلقة بالنهوض بالمرأة العربية في هذا القطاع الإعلامي الحيوي.

أولا: مشهد الإعلام الإلكتروني في العالم العربي

تمثل صحافة الإنترنت Online Journalism أو الصحافة الإلكترونية أحد أبرز ملامح ثورة الاتصالات والمعلومات التي عاشها العالم خلال العقدين الماضيين، وتمثلت في حدوث اندماجات تكنولوجية بين صناعات كانت في الماضي تشكل كيانات مستقلة تفصلها عن بعضها البعض حدود تكنولوجية واضحة. وبفعل التكنولوجيا الرقمية التي اجتاحت المشهد الإعلامي والاتصالي العالمي منذ منتصف الثمانينات من القرن الماضي، أضحت وسائط الإعلام أكثر تفاعلية وأكثر تناغما في إطار ما يسمى بظاهرة التزاوج التكنولوجي Convergence الذي اندمجت من خلاله ثلاث صناعات عملاقة هي صناعات الاتصالات telecommunications والحاسبات Computers والإعلام Media. ومن رحم هذا التزاوج التكنولوجي ولدت شبكة الإنترنت التي تستند في عملها إلى تشابك منظومة من أجهزة حاسوبية تعمل وفق بروتوكولات محددة وتتبادل معلوماتها بشكل تفاعلي متعدد الوسائط تتضمن الصور والنصوص والصوت والفيديو والرسومات المتحركة التي تنصهر جميعها في بوتقة واحدة عمادها النظام الرقمي. ولعل تفاعلية الوسائط وتعدديتها هما من أبرز السمات التي تجعل شبكة الإنترنت منصة مثالية للاتصال رغم التحديات التي تجلبها فيما يتعلق بفيضان المعلومات وقدرة المستخدمين على إدارة المدخلات في إطار زمني محدد في عصر بات فيه الزمن يشكل سلعة حقيقية لمعالجة المعلومات ووضعها حيز التطبيق. وقد أضفت تفاعلية وتعدد وسائطية الإنترنت لمسات مثيرة على الممارسات الصحفية الإلكترونية بحيث أصبحت تعمل عبر منصات متعددة وصارت تتعدى الحدود التقليدية التي ظلت لردح من الزمن تفصل بين وسائل الاتصال على أسس تكنولوجية بحتة.

لقد كان من الطبيعي أن تكون الإنترنت محط أنظار المؤسسات الإعلامية وكل الأطراف التي تطمح في توصيل رسائلها للجماهير في أوسع الحدود وبدون تقييدات منذ البدايات الأولى للشبكة، كما أن تفاعلية الإنترنت وتدفق المعلومات فيها باتجاهين، إضافة إلى تعددية الأشكال الإعلامية التي تمزج بين النصوص والصور والفيديو والأصوات والرسومات المتحركة قد شكلت نقطة جذب مهمة للقائمين بالاتصال، مما أفسح المجال لنشوء الإعلام المستند للإنترنت Internet-based Media والذي أصبح إما امتدادا للإعلام التقليدي بتقنياته المختلفة، أو أصبح يسير جنبا إلى جنب بشكل تنافسي معه. ويشير صادق[4] إلى أن صحافة الانترنت قد تطورت عبر تجارب Tele-text و Videotext في هيئة الإذاعة البريطانية وعبر التجارب التفاعلية الأخرى في مجالات نقل النصوص شبكيا، مثلما استفادت من تطور قواعد البيانات الصحفية الشبكية ومن استخدام الحاسوب في عمليات ما قبل الطباعة Pre-press في بداية السبعينات من القرن الماضي، ثم تجارب تقديم الخدمات الصحافية بالهاتف التي ميزت عمل شبكة CompuServe وغيرها بدءا من عام 1981م، التي بدأ بعدها ظهور الصحافة الالكترونية، وكانت أول صحيفة تقدم خدماتها للجمهور هي Columbus Dispatch، أما الصحف الأخرى فشملت أيضا Washington Post و New York Times.

وفي بداية التسعينيات من القرن الماضي بدأت المؤسسات الصحفية تتخلى تدريجيا عن خدمات Videotext لصالح الخدمات الحاسوبية الشبكية بالطلب Online من خلال شبكات America Online و Prodigy وCompuServe. وفي عام 1990 ظهر في Cern بسويسرا أول النماذج التجريبية للشبكة العنكبوتية الدولية World Wide Web التي انطلقت في العام اللاحق. وحتى عام ١٩٩١ لم تكن هنالك أية صحيفة على الإنترنت . ثم بدأت بعض المؤسسات الإعلامية التي أخذت علما بالشبكة الجديدة في إيجاد مواقع لها في خدمات الانترنت المختلفة التي ليس من بينها شبكة الوب . ومن أبرز الجهات الصحفية التي أنشأت موقعًا على شبكة America Online هي Chicago Online في مايو ١٩٩٢ كأول صحيفة الكترونية صدرت بواسطة America Tribune وفي العام اللاحق 1993 م استضافت شبكات CompuServe و America Online عددًا جديدًا من الصحف.

ويشير صادق[5] إلى أن موقع الصّحافة الأول على الانترنت انطلق في نوفمبر 1993 في كليّة Palo Alto للصّحافة والاتصال الجماهيري في جامعة فلوريدا وهو موقعOnline Palo Alto تبعه موقع أخر في 19 يناير 1994 هو Palo Alto Weekly لتصبح الصّحيفة الأولى التي تنشر بانتظام على شبكة Raleigh News. أما أهم حدث في هذا العام فهو Raleigh News amp; Observer على شبكة العنكبوت الدولي وكانت قد صدرت في Nando Times خدمة الكترونية بإسم Nando Times Observer بداية العام على Gopher ، وفي آسيا، بدأ ظهور الصحف على الشبكة كما تمثل ذلك في صحيفة The China Daily في الصين وصحيفة Asahi Chimbon في اليابان. وفي ابريل ١٩٩٥ قامت عدة مواقع على الشبكة بنشر خبر تفجير أوكلاهوما باستخدام رسومات توضيحية وصورا حية وقائمة بأسماء الضحايا وصورا لموقع الانفجار، وبعد الحادث وفر موقع News Day في Prodigy خارطة تفاعلية للمدينة ونشرت ِAssociated Press أول تقرير عن الحادث في الشبكة بجانب رسم إيضاحي يصف القنابل التي استخدمت في تفجير المبني. كما نشرت خطة سلام البوسنة في ٢٨ نوفمبر 1995 كإحدى أهم الوثائق التي وضعت على الشبكة وحولت إليها الأنظار كمصدر للأخبار، وقد زاد وقتها عدد الصحف الأمريكية على الشبكة، وزاد عدد مواقعها خارج الولايات المتحدة، فاحتلت The Guardian البريطانية موقعها في أول أبريل، و Umio Uri Chimbon اليابانية في يونيو والشعب الأرجنتينية في ديسمبر وLeMonde الفرنسية، وفي 9 سبتمبر 1995 نشأت صحيفة الشرق الأوسط كأول صحيفة عربية على الشبكة العنكبوتية.

وعلى المستوى العالمي، يرى صادق[6] أن هناك ثلاث موجات لتطور الصحافة الإلكترونية في العالم هي: الموجة الأولى ١٩٨٢ وتمثلت في صحافة Videotext التي تطورت إلى استخدام شبكات ضخمة مثل CompuServe . أما الموجة الثانية فبدأت ١٩٩٣ م حين أخذت المؤسسات الإعلامية علما بالانترنت فبدأت بالتواجد فيها . وظهرت الموجة الثالثة التي بدأت مع بداية الألفية الثالثة، وتمثلت في استحداث تطبيقات قوية وربحية للشبكة العنكبوتية في المجال الإعلامي. أما على المستوى العربي، فيقول جون أندرسون quot;أن أول عربي استخدم الانترنت لا يزال غير معروف ولكنه من المؤكد أنه من الذين وجدوا طريقهم وسط مجتمع التكنولوجيا الرفيعة والذي تطورت داخله الانترنت ومكوناتها. وهؤلاء عملوا وسط مبتكري تكنولوجيات الانترنت وكانوا من أوائل مستخدميها حيث كانوا يتقاسمون مع نظرائهم من غير العرب الاهتمامات والرؤي والأفكار، وهذا يشمل بالنسبة للعرب نشر المعلومات حول الوطن وتكوين مجموعات للبريد الالكتروني وقوائم بريدية ومجموعات حوار ناقشت موضوعات تهم حياة المجتمعات المسلمة في المهجر. وفيما كانت صحيفة quot;الشرق الأوسطquot; أول مطبوعة عربية توجد لنفسها مكانا في الفضاء الإلكتروني في 9 سبتمبر 1995، كانت صحيفة quot;النهارquot; اللبنانية هي الصحيفة العربية الثانية التي أصدرت طبعة الكترونية يومية خاصة بالشبكة ابتداءً من الأول من فبراير ١٩٩٦، ثم تلتها quot;الحياةquot; في الأول من يونيو 1996 وquot;السفيرquot; في نهاية العام نفسه quot;[7]. وخلال مسيرة تطور صحافة الانترنت كان الوضع بال نسبة للصحافة العربية استثنائيا . فقد تواجدت هذه الصحافة في شبكة الانترنت بعد منتصف التسعينات، كما أشرنا سابقا، بعد أن قطعت الصحافة في الولايات المتحدة قرابة ربع القرن من التجارب الالكترونية والشبكية وأصبحت تمتلك درجة من النضج والمعرفة بميزات النشر الشبكي الالكتروني مكنتها من دخول فضاء شبكة الانترنت بمجرد ظهورها. ويرى صادق (2005) أن هذا التواجد المتأخر نسبيا في الشبكة يجعلها في وضع لا يتناسب مع الدائرة الخماسية التي أطلقها E.Rogers ضمن عملية استيعاب المستحدثات والمبتكرات، فالانترنت ليست مستحدثا عربيا في الأصل، والمتبنين المبكرين لهاEarly majority أيضا لم يكونوا عربا ، ولا حتى أوائل جمهور المستخدمين Early adopters الأوائل، جاءت الانترنت إلى المنطقة العربية بعد أن تم تبينها تماما في العالم الغربي. كما أن الصحافة العربية لم تمر بتجارب Teletext و Videotext إلا لماما، وفي أماكن وأوقات محدودة، ولم تعرف قواعد المعلومات الشبكية، ولم تستفد من خدمات قواعد البيانات الحكومية وهي غير متوفرة أصلا في المنطقة العربية. إضافة إلى البدايات الصعبة في النشر بالحرف العربي لعدم الاتفاق على لوحة محارف عربية واحدة، الأمر الذي جعل معظم المواقع العربية في الانترنت تبدأ اولا بصورة النص بدلا عن الشكل الطبيعي المعتمد على الحرف الالكتروني.

لقد تميزت الصحافة العربية في هذه الفترة بالنمط التقليدي الذي يعتمد على النص وليس المواد الجرافيكية كوسيلة أساسية لتوصيل الأخبار وغيره من الأشكال الصحافية، ويشير صادق إلى أن الصحافة العربية في شبكة الإنترنت حتى عام 2000 م كانت قاصرة في استخدام أساليب وتكنولوجيات ومميزات النشر الالكتروني. ولم يتبلور إدراك كامل لطبيعة الصحيفة الإلكترونية رغم أن الصحيفة العربية التي ظهرت آنذاك في الشبكة كانت في الواقع بداية مشروع في أطواره الأولى، وكان النشر بصيغة الصورة يمثل نسبة ٢٥,١ % من حجم المادة الإعلامية. وأتضح أيضا لنفس الدراسة أن ذهنية النشر الورقي هي السائدة في معظم الصحف المبحوثة وان غالبية هذه الصحف لا يتم تحديثها علي مدار الساعة بل هي نسخة إلكترونية كربونية للصحيفة التي صدرت في الصباح وما يحدث هو عملية نقل كربوني لأجزاء أو لكل مادة الصحيفة، وهي تتبع أساليب التبويب في الصحافة الورقية وتعتمد علي عادات القراءة المكتسبة لدى قرائها من الصحف الورقية . كما أن معظم الصحف الالكترونية العربية وقتها كان تتفتقد إلى خدمة البحث عن المعلومات التي تقوم بإيرادها في نفس اليوم أو في الأيام السابقة، ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى النشر بصيغة الصورة والوثائق المحمولة أو إلى إهمال هذا الجانب في الصحف التي تنشر مادتها بصيغة النص . ونتيجة لذلك لا يوفر معظمها ميزة البحث عن المعلومات ولا يوجد في الكثير منها أرشيف للمواد التي سبق نشرها، وهي تهتم بإيراد المواد و المواقع ذات الصلة بالموضوعات المنشورة. كما لا توفر غالبية الصحف مجالا تفاعليا لمشاركات القراء ولا تهتم كثيرا بالوسائط المتعددة.

وفي دراسته لعينة من الصحف والبوابات الإخبارية في الوطن العربي، وجد الأمين

إيلاف فيElaph on googlenews
إيلاف على واتساب Elaph on googlenews

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف

أضف تعليقك

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.