إبتسامة لم تكن تفارق شفتيه وحزم في القرارات
باسل فليحان يطفئ في لبنان شمعتي إستشهاده


ريما زهار من بيروت: عامان على استشهاد الوزير باسل فليحان، بعدما أبى إلا الإلتحاق بصديقه الشهيد رفيق الحريري، باسل فليحان الذي ولد في عين زحلتا في أيلول(سبتمبر) 1963 لو قدر له أن يعيش لكان اليوم على عتبة سنواته الـ 44، ولكان والده فريد فليحان، الطبيب في مستشفى الجامعة الأميركية ووالدته السيدة رضا نصر الناشطة الإجتماعية في الجمعية المسيحية للشابات، لكانا ينعمان بزهو شبابه اليوم.
باسل فليحان الذي تزوج من يسما نبيل مسلم في العام 1998، رزق بولدين رانية (5 سنوات)، وريان (3 سنوات).
عرف برصانته وأخلاقه العالية وببسمة لا تفارق شفتيه مع الحزم في إتخاذ القرارات.

عودة إلى الإنجازات

عام 1984، نال فليحان شهادة بكالوريوس في الإقتصاد من الجامعة الأميركية في بيروت. وفي العام 1985، حصل على شهادة ماجستير من جامعة quot;يالquot;، الولايات المتحدة، الإقتصاد التنموي والعالمي.
ثم حاز شهادة دكتوراه في الإقتصاد من جامعة كولومبيا، في نيويورك في العام 1990.

الحياة المهنية

ولم يرغب سوى في استثمار شهاداته في لبنان الذي أحبه حتى الموت ففي عام 2003، عُيّن رئيسًا للجنة الإقتصاد والتجارة والصناعة والتخطيط في مجلس النواب اللبناني ثم عُيّن وزيرًا للإقتصاد والتجارة.
وانتخب نائبًا في البرلمان اللبناني، وهو رئيس لجنة الإقتصاد والتجارة البرلمانية.
من عام 1994 حتى 2000، شغل منصب أستاذ محاضر في الجامعة الأميركية في بيروت ودرّس مادة الإقتصاد.
وشغل منصب المستشار الإقتصادي لوزير المال، ومدير المشروع المشترك بين البنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية المتعلق بتعزيز مشروع إدارة العائدات والضرائب في وزارة المال.
قدّم استشارات لرئيس الوزراء ولوزير المال حول سياسات الإقتصاد الكلي، وتحضير الموازنة العامة وتنفيذها، والسياسة التجارية، وإدارة الضرائب والإنفاق.
ترأس جهود الحكومة الآيلة إلى دخول الأسواق العالمية عن طريق إصدار سندات يوروبوند بقيمة 2.45 مليار دولار (بين عامي 1994 ـ 1998).
ومثّل وزارة المال في المفاوضات مع وكالات التصنيف الإئتماني العالمية، والمؤسسات المتعددة الجهات والمؤسسات المالية العالمية الخاصة.
كما مثّل رئيس مجلس الوزراء ووزارة المال في المفاوضات مع الإتحاد الأوروبي حول إتفاق الشراكة الأوروبية ـ المتوسطية بين لبنان والإتحاد الأوروبي.
شارك في المناقشات والمفاوضات حول الإتفاقات المتعلقة بالضرائب والإستثمار.
قاد جهود وزارة المال للإصلاح ومن ضمنها تصميم المشاريع المتعلقة بالإصلاح وتنفيذها وإدارتها وإعادة تنظيم مديرية المال ومكننتها، وإدارة الجمارك ومديرية تسجيل العقارات والسجل العقاري وتأسيس مؤسسة للتدريب على المالية العامة ومكتبة للمالية العامة.
قام بتنسيق جميع المساعدات التقنية الممنوحة لوزارة المال وأدار العلاقة بين الوزارة والمصرف المركزي ومجلس الإنماء والإعمار.
قام بإدارة فريق من 40 خبيرًا دوليًا متخصصًا.
من سنة 1991 حتى 1993 شغل منصب مستشار المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي، وتولى إدارة مشروع البنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية في وزارة المال.

قدر الإستشهاد

عشية عودته إلى بيروت من جنيف في 13 شباط (فبراير)، ألحّت عليه زوجته أن يبقى معهاحتى اليوم التالي، وكأنها كانت تدرك أن مصيرًا أسود ينتظره، لكنه أصر على العودة إلى بيروت، وقال لها إن هناك مناقشات برلمانية لقانون الإنتخابات توجب وجوده في بيروت.
عاد باسل فليحان في 13 شباط، ليكون رفيق الرئيس الشهيد في استشهاده، كما كان رفيقه في حياته ودخل في صراع مع الموت دام 64 يومًا جراء الحروق البالغة التي أصابته خلال الجريمة الإرهابية التي أودت بحياة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الأبرار ومجموعة من المواطنين الأبرياء.