خبير :quot;نتائج مؤتمر باريس 3 طارت قبل ان يبدأquot;
مساعدات الصندوق الدولي نقطة في بحر ازمة لبنان

وسط بيروت كما يبدو اليوم
ريما زهار من بيروت: وافق صندوق النقد الدولي أمس على مساعدات عاجلة للبنان في ما يعد خطوة باتجاه الموافقة على تسهيل ائتماني كامل العام المقبل.
وأوضح مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى بالصندوق محسن خان في مؤتمر صحافي أن المجلس التنفيذي للصندوق وافق على مساعدات عاجلة لفترة ما بعد الحرب قيمتها 77 مليون دولار.
ولفت خان الى أن هذا القرض الذي سيُدفع في غضون بضعة أيام، هو الأول الذي يتم تجسيده بعد الالتزامات التي قدمتها الجهات المانحة الدولية خلال مؤتمر باريس3 في 25 كانون الثاني (يناير)الماضي.
في هذا الصدد يقول الخبير الاقتصادي الدكتور لويس حبيقة لإيلاف ان هذا المبلغ لا يساهم كثيرًا في تحسين الاوضاع الاقتصادية في لبنان، وهو نقطة في بحر، ويخشى من ان الاموال الآتية الى لبنان، مع الترحيب بها، لن تؤدي النتيجة المطلوبة، لان المشكلة في لبنان اليوم اعمق من ان تحلها بضعة ملايين من الدولارات، ولكن هذا لا يعني انه يجب هدرها، يجب ان يتم استعمالها بشكل مدروس حتى لا تذهب هدرًا، والمشكلة في الاولويات، وانطباعي ان الاولويات ضائعة اليوم في الدولة اللبنانية، وهناك مسؤولية على الحكومة بان توضح كيف ستنفق هذه الاموال، بشكل لا تذهب 100% سدى.

ولدى سؤاله:quot;هل برأيك الاموال ستصل الى المعنيين ام ستذهب الى جيوب اخرى؟ يجيب حبيقة:quot;هذا ما اخاف منه، ففي لبنان هناك نمو سلبي بمقدار 3 الى 4% وهذه الهبة بمثابة خزان ماء يكب فيه ربع كوب من المياه، وهذه الكمية لن تساهم في تخفيف الاوجاع والمشكلة القائمة، وبدأنا نسمع عن اشاعات عن وجود شهية جديدة للفساد، لذلك نخشى على هذه الاموال ان تذهب سدى، ولكن حتى لو لم تذهب ادراج الرياح فعلى اي مشروع ستنفق؟ هناك ضياع في تحديد الاولويات.

باريس 3

وسط بيروت ايام العز السابقة
وبسؤاله هل يستطيع لبنان ان يستفيد من مؤتمر باريس 3 من دون اصلاحات اقتصادية؟ يجيب حبيقة:quot;لبنان حتى الآن لم يستفد من باريس 3 وقلت سابقًا بضرورة تأجيل المؤتمر، لانني كنت اعرف انه سيذهب سدى، لان الوقت غير مناسب والورقة الاصلاحية التي اعدت بقيت حبرًا على ورق لانهم لا يستطيعون تنفيذها، واموال باريس 3 لم يصل الا جزء منها، والورقة الاصلاحية لم يتم التوافق عليها، فارباب العمل والعمال غير راضين على الورقة الاصلاحية، والمعارضة ضدها كما ان قسمًا من الموالاة حتى ضدها فالحزب الاشتراكي ضد الخصخصة.
واتأمل ان تبقى هذه الاموال بعيدة عن الاستعمال السياسي خوفًا من هدرها، وباريس 3 طارت نتائجه قبل ان يبدأ.
ولدى سؤاله:quot;ما مدى تأثير الصراع اللبناني الداخلي على الاستفادة من باريس 3، يجيب حبيقة:quot; الصراع الداخلي عطّل وشلّ كل الدولة، وبالتالي عطّل باريس 3 وكل الامور، فرئاسة الجمهورية معطلة، والمجلس النيابي لا يجتمع والحكومة مطعون بشرعيتها من قسم من اللبنانيين، عن حق ام باطل، ليس هذا محور الموضوع، بل هناك اليوم واقع بان نصف اللبنانيين لا يتعاطون مع الحكومة، ورئاسة الجمهورية من الداخل والخارج لا يتعاطون معها، كل شيىء معطّل في لبنان وبالتالي بارس 3 ايضًا معطّل، والدولة مشلولة وهذا كلفته كبير على لبنان، فرئيس الحكومة فؤاد السنيورة تحدث عن خسارة جديدة كلفتها 3 % من النمو وبالعام الماضي بلغ 6%، والمسؤول عن الامر السياسيين في لبنان.

الانتعاش الاقتصادي

quot;ما مدى تأثير الانتعاش الاقتصادي الذي شهده لبنان في العيد نتيجة لوصول المغتربين الى لبنان في الاعياد؟
يجيب حبيقة:quot;التأثير محدود جدًا لان من اتى هم المغتربون اللبنانيون وتبقى السياحة محصورة، ولكن طبعًا تساعد، ففي لبنان السياحة هي عربية ودولية وحتى الآن لم تعد.
عن مصير وسط بيروت في حال استمرار الاعتصام فيها يقول حبيقة:quot;ينتظر وسط بيروت افلاسات وانهيار الوسط التجاري وانتقال العديد من المؤسسات الى خارج الوسط التجاري وبالتالي ضربة لكل من استثمر في المحلات والشركات هناك، وهو امر محزن جدًا، لان قيمة كل مدينة في وسطها التجاري وضرب الوسط هو ضربة غير مباشرة للعاصمة وللبنان.
هل سوء حال وسط بيروت انعش مناطق اخرى على حسابها، يجيب حبيقة:quot;الامر صحيح، فهناك مطاعم انتقلت الى مناطق اخرى مثل فردان والاشرفية والكسليك، لكن لوسط المدينة دائمًا وهجه واهميته مع وجود المصارف فيه، والوزرارت ايضًا ولا يمكن استبدال الوسط التجاري، يمكن القول ان الخسارة بدل ان تكون 100% فهي 50% لان بعض المؤسسات ذهبت الى مناطق اخرى.
لكن الضربة تبقى معنوية ورسالة سيئة الى الخارج من خلال اغلاق الوسط التجاري وكأننا نقول للمستثمرين الا يأتوا.

* تصوير ريما زهار