الدكتور فضل مؤسس تنظيم الجهاد وعرّابه
معلم الظواهري يدعو quot;القاعدةquot; إلى وقف العنف


صورة نادرة للدكتور فضل

نبيل شرف الدين من القاهرة: كشفت مصادر مطلعة في القاهرة عن ترتيبات للإفراج عن عدد من قادة وأعضاء تنظيم quot;الجهادquot; الأصولي المسؤول عن اغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات، وذلك بالتزامن مع المبادرة التي أطلقها مؤسس التنظيم وفقيهه، سيد إمام عبد العزيز المعروف بلقب quot;الدكتور فضلquot;، التي دعا فيها كافة المنظمات الجهادية إلى ترشيد عملياتها، وأصدر بيانًا دعًا فيه تلك المنظمات في شتى أنحاء العالم، وفي مقدمتها تنظيم quot;القاعدةquot; إلى ضبط عملياتها الجهادية وفق الضوابط الشرعية، كما ورد في البيان المنسوب إلى فضل، والذي أعلنه محاميه منتصر الزيات.

كما كشفت مصادر أصولية عن مفاجأة أخرى لضم محمد الظواهري شقيق أيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم quot;القاعدةquot; إلى تلك المبادرة، وفي المقابل تعكف لجنة رسمية على دراسة السبل القانونية لتخفيف الأحكام الصادرة بالإعدام ضد بعض قادة التنظيم، لتصفية ملف العنف في مصر.

وتشهد عدة سجون مصرية تطورات مثيرة على صعيد ملف الحركات الأصولية المسلحة، بطلها الدكتور فضل الذي يوصف بأنه quot;عرّاب الجهادquot;، ومعلم أيمن الظواهري، وهو مؤلف الكتاب الشهير quot;العمدة في إعداد العدةquot;، الذي يعد بمثابة دستور لمختلف التنظيمات الأصولية المسلحة، ونقل الزيات عن الدكتور فضل قوله إن الدافع الرئيسي وراء إصداره هذا البيان هو وقوع عدة عمليات، إستنادًا إلى كتابه المذكور حول فقه الجهاد .
والدكتور فضل الذي تسلمته مصر من اليمن مؤخرًا، يقود حاليًا مراجعات فقهية لتنظيم الجهاد من داخل محبسه، على غرار المراجعات التي سبق وأعدها من قبل تنظيم الجماعة الإسلامية، ومن المنتظر أن تعلن السلطات المصرية عن هذه المبادرة الجديدة خلال الأيام المقبلة، ويرى مراقبون أنها تكتسب أهميتها من مكانة الدكتور فضل داخل الحركات الجهادية في شتى أنحاء العالم .

مناورة أو مبادرة...

غير أن هذه القصة الدامية لم تبدأ فصولها اليوم بل بدأت منذ أعوام طويلة مضت، سالت خلالها دماء غزيرة على أرض مصر وغيرها من بلدان المنطقة والعالم، كما كبدت أنشطة جماعات العنف العالم أموالاً طائلة، وأهدرت في مكافحتها طاقات ضخمة، ولعل هذا هو ما جعل بعضهم يشكون في جديتها، ويخشون من أن تكون مجرد مناورة خاصة في ظل الإصطفاف الدولي لمكافحتها، غير أن محللين إعتبروها مبادرة صادقة، ومنهم الكاتب المصري الكبير مكرم محمد أحمد، الذي كان شخصياً أحد ضحايا هذه الجماعات، إذ تعرض لمحاولة اغتيال شهيرة، لكنه أدلى بشهادة قال فيها إنه تابع عن كثب جلسات المراجعات الفكرية لهؤلاء الأصوليين العائدين من العنف، وأن وزير الداخلية المصري حبيب العادلي دعاه إلى حضور هذه الجلسات، وأنه (أي مكرم محمد أحمد) يعتقد جازمًا أن عدول هؤلاء المتطرفين عن مواقفهم وأفكارهم موقف حقيقي وجاد، وليس مجرد مناورة تطلق من داخل السجون في ظروف بالغة القسوة.

لكن بعيدًا عن الخلاف حول طبيعة التعامل الأمني مع ظاهرة الحركات الإسلامية المسلحة وقادتها، فإن مصر الرسمية ترى أنها صاحبة تجربة مهمة في هذا المضمار، وأن دولاً كثيرة في منطقة الشرق الأوسط وغيرها من مناطق العالم سعت وتسعى إلى استلهام هذه التجربة والاستفادة منها، وهو ما عبر عنه الدكتور مصطفى الفقي، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان المصري قائلاً إن دولاً عربية طلبت من مصر الاستفادة من تجربتها في التعامل مع قادة هذه التيارات وصولاً إلى إعلان وقف العنف، والتخلي عن الأفكار المتطرفة والتحريض على القتال.

quot;أبرأ إلى الله من أي شاب من شباب القاعدة ينفذ أي عملية تفجير في أي مكان في شتى أنحاء العالم، يقول إنه استند في ذلك إلى كتاب العمدة في إعداد العدةquot;،... هذه الكلمات للدكتور فضل، والسؤال : هل كان ينبغي أن يمر ربع قرن من الزمان في العنف والعنف المضاد، وأن تراق كل هذه الدماء في عشرات البلدان، وأن يقتل ويسجن آلاف من الشباب المسلم وتتكبد الدول الإسلامية وغيرها خسائر فادحة، حتى يقول ذلك سيد إمام الشريف أو الدكتور فضل، الذي ظل منظر الجهاد الأبرز في العالم، لكن السؤال الأكثر إلحاحًا الآن هو: هل يستجيب آلاف الشباب الذين اقتنعوا يومًا بكتاباته عن الجهاد، لحديثه الآن عن بطلان تلك الدعاوى... هذا ما ستجيب عنه سلوك هذه الجماعات ونوايا عناصرها التي لم تزل في رحم الغيب.