إنتقادات إيرانية حول موقف متكي
انتهى مؤتمر شرم الشيخ ولم ينته الحديث عن رايس ومتكي

خسرو علي أكبر: بين التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي قبل انعقاد مؤتمر شرم الشيخ، وبين تصريحاته التي نشرتها الصحافة الإيرانية مؤخرًا، ثمة فرق شاسع، فإذا كان متكي قد أكد في الأولى أن اللقاءات التي تجمع وزراء خارجية الدول لا تأتي إعتباطًا، فإنه قلل يوم أمس الأول من شأن لقائه مع نظيرته الأميركية كونداليزا رايس واصفًا اللقاء بأنه كان قصيرًا للغاية وتم فيه تبادل مزحات لا أهمية لها.

ومع ذلك، رأى مراقبون للشأن الإيراني أن الخطوات التي اتخذتها الحكومة الإيرانية في عهد الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، إبتداءً من رسالته التي وجهها إلى الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش ومرورًا باللقاء الذي جمع دبلوماسيين إيرانيين مع السفير الأميركي في بغداد زلماي خليل زاده ، انما هي الخطوات الأكثر اهمية في ملف الحوار الإيراني ndash; الأميركي، وتكمن الأهمية في أنها اتخذت من قبل التيار المتشدد الحاكم في إيران، ومن هذا المنطلق يمكن فهم الأسباب التي دفعت متكي للقول إن المباحثات مع الإدارة الأميركية تستلزم مدة طويلة.

فالتيار المعارض لسياسة احمدي نجاد، وإن كان ذا توجه لييرالي وداعيًا إلى الحوار مع الغرب، إلا أنه قادر على تحريك جماعات الضغط الرافضة لأي حوار إيراني ndash; أميركي، وقد برهنت الأيام الماضية أن هذه الجماعات المتشددة لا تضع الرئيس احمدي نجاد خارج دائرة النقد اللاذع، وبذلك يكون الحوار الإيراني الأميركي خاضعًا بنحو آخر للحوار الإيراني ndash; الإيراني، فمثلما لا يستطيع رجال الإدارة الأميركية أن يتخلصوا من عقدة الرهائن في تعاملهم مع الشأن الإيراني، فمن الصعب أن يثق القادة الإيرانيون بالطرف الأميركي، خصوصًا وانهم يحملون ذاكرة مشحونة بالألم جراء السياسة الاميركية في إيران، ابتداءً من انقلاب مرداد والإطاحة بحكومة مصدق في خمسينات القرن الماضي، وليس انتهاء بدعم نظام صدام البائد في حربه ضد إيران .

وبقول آخر، فإن التفاوض مع الأميركيين يشكل واحدًا من الملفات الصعبة والمعقدة بالنسبة إلى حكومة احمدي نجاد، خصوصًا أنه كان من ضمن السياسة الايرانية على مدى اكثر من عقدين، ولعل مع اعتقال موسويان احد كبار المفاوضين في عهد الرئيس خاتمي، تكون حكومة احمدي نجاد قد حاولت ان ترمي الكرة في ملعب المعارضين لسياستها الخارجية وتخفف من حدة الانتقادات المحتملة.

وقد ذكر لـ quot;إيلافquot; مصدر مقرب من التيار الإصلاحي في إيران، أن الوضوح هو العنصر الغائب في الحوار الاميركي الايراني، وانتقد اداء المسؤولين الايرانيين في شرم الشيخ، واستغرب من تصريحات وزير الخارجية الايراني متكي لمجلة التايمز الاميركية والتي اعرب فيها عن استعداد ايران للحوار مع الاميركيين شرط ان يكون هناك اساس ونقاط واضحة، واضاف هذا المصدر :quot;كان على السيد متكي أن يقول هذا الكلام للسيدة رايز بدلاً من ذكر نكات باهتة.وأضاف:quot;ما هي نتائج حضور إيران في شرم الشيخ؟ وهل فوتنا مرة اخرى فرصة للحوار مع الاميركيين؟ إن الاقتدار الايراني عليه ان يتجلى في الجانب الديبلوماسي، إخفاقات من هذا القبيل ستمهد الطريق لوضع إيران في عزلة عن المجتمع الدولي، لقد وافقت القوات الأميركية في العراق بالسماح لعوائل الديبلوماسيين الايرانيين المعتقلين في العراق بزيارة ابنائهم، وهذه رسالة ايجابية اخرى من الجانب الاميركي، واعتقد ان الاوان قد حان لاقامة حوار مباشر مع الاميركيين دون الحاجة إلى طرف ثالثquot;.

الامين العام لمجلس تشخيص مصلحة النظام والدور الإيراني في العراق

اعتبر الأمين العام لمجلس تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي، أن المواضيع الثانوية قد طغت على القضايا الجوهرية في مؤتمر شرم الشيخ، وقد اضاف في كلمة ألقاها في جامعة مدينة اصفهان: أن الهدف هو الحد من الدور الإيراني في العراق وإعطاء دور أكبر لبلدان أخرى، مثل مصر التي تبعد عن العراق كثيرًا، ولكن وسائل الإعلام العالمية إهتمت قبل انعقاد المؤتمر بيومين الى بعد انتهائه بيومين بلقاء وزراء الخارجية الايرانية والاميركية، اي انهم شهدوا غلبة المسائل الثانوية على القضايا الجوهرية . واضاف رضائي :quot; انها حقيقة لاغبار عليها، فإيران تحولت الى قوة اقليمية كبرى منذ عشرين عامًا، وكلما اتسع النفوذ الايراني في المنطقة كلما ازداد التاثير الايراني في رسم المعالم السياسية للمنطقة .

وفي معرض اجابته عن سؤال وجهه له احد الطلبة الجامعيين، استفسر فيه عن السبب الذي يدعوه إلى توكيد النفوذ الايراني في العراق من جهة ورفض الادعاءات الاميركية بالتدخل الايراني في الشؤون العراقية اجاب رضائي :quot; الأميركيون يقصدون بالتدخل الايراني تنظيم التفجيرات وارسال الارهابيين الى العراق، وهذا أمر لم نقدم عليه ابدًا ، ولكننا نقر رسميًا بوجود نفوذ ايراني في العراق يتمثل بالجانبين الثقافي والسياسي، كما اننا نفتخر بعلاقتنا الطيبة والقوية مع الحكومة العراقية .


الإشارات الغربية

وفي سياق متقارب رأت صحيفة فايننشال تايمز أن اميركا وبريطانيا والاتحاد الاوربي قد طالبوا ايران بتجميد عمليات تخصيب اليورانيوم قبل بدء المرحلة الجديدة من المفاوضات . واضافت فايننشال تايمز على لسان نيكولاس برنز المعاون السياسي في وزارة الخارجية الاميركية :quot; ننتظر نتائج المفاوضات التي ستجمع بين لاريجاني وسولانا كي نطرح بعض الخيارات، وحينما سنقدم وجهات نظرنا سوف يكون من حق الطرفين أن يطرحا وجهات نظرهما، يهمنا جدًا أن نطلع على وجهات نظر الإيرانيين وسوف نصغي إليها باهتمام، لقد ارسلت الادارة الاميركية اشارات اعربت فيها عن استعدادها للتفاوض مع الايرانيين بخصوص الملف النووي والشأن العراقي، إلا ان السيد منوتشهر متكي لم يهتم كثيرًا بنظيرته كونداليزا رايس في شرم الشيخquot;.