تحدث لـquot;إيلافquot; عن اشتباكات الشمال وتفجير الأشرفية
فارس سعيد: الأسد بشّرنا بتحويل لبنان إلى عراق ثان


ريما زهار من بيروت: اعتبر النائب السابق فارس سعيد في حديث لـ إيلاف أن الاشتباكات التي تجددت اليوم في الشمال بين جند فتح الاسلام والجيش اللبناني لليوم الثاني على التوالي، وكذلك التفجير الذي وقع في منطقة الأشرفية ليل الأحد الإثنين كانت منتظرة ومحسومة. وأشار سعيد إلى توقيت هذه الأحداث التي تأتي بعد تهديد الرئيس السوري بشار الأسد بتفجير المنطقة في حال اصّرت الأمم المتحدة على إنشاء المحكمة الدولية للتحقيق في اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري. وأضاف سعيد إن ما يشهده لبنان اليوم يأتي أيضا بالتزامن مع زيارة الموفد الدولي تيري رود لارسن المسؤول عن إعداد وتنفيذ القرار 1559، وخلال مرحلة حرجة جدا تدور فيها مفاوضات على مستوى المنطقة مع الجانب الاميركي من أجل استقرار العراق.

وقال سعيد إن بشار الأسد سبق ان بشر اللبنانيين بأنه سيحول بلادهم إلى عراق ثان وان المنطقة ستنفجر في حال اصر المجتمع الدولي على اقرار المحكمة الدولية تحت الفصل السابع.

وفي الوقائع الميدانية، أضاف سعيد، quot;فقد استدرجت القوى الامنية الى كمين وتفجر الوضع وقاد الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي في معارك باسلة وسقط منهم شهداء في ساحة الوطن، من اجل تثبيت سيادة واستقلال لبنان وحق شعبنا بالعيش الكريمquot;.

وتوقع سعيد استمرار quot;هذا المسلسل، بدليل انه بعد ساعات من تبريد الجبهة الشمالية، اتى تفجير الاشرفية حتى يقولوا ان مسلسل الدم لن يتوقف، وبالتالي يذهبون باتجاه فرض حالة عدم استقرار امني في لبنان، ومواجهة هذا الموضوع يجب ان يكون على عاتق الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني، والحكومة اللبنانية أُضعفت من خلال اعتراضات تطالها منذ اعتصام حزب الله في وسط بيروت، والجيش اللبناني له قدرات حميدة وله صفات جيدة، ولكن على عاتقه ايضًا تنفيذ ال1701 في جنوب الليطاني ومراقبة الحدود اللبنانية السورية وفرض الامن الداخلي، واليوم اتى على جدول اعماله نقطة اضافية اسمها المخيمات، لان البارد ليس مفصولًا عن عين الحلوة او البقاع الغربي او اي مخيم آخر، واذا دخل البارد ستفتح جبهة اخرى في عين الحلوة وغيرها، واضيف على جدول اعمال الجيش نقطة اضافية وهي اساسية اسمها امن المخيماتquot;.


الاشرفية
* هل تعتقد ان جماعة فتح الاسلام هم وراء ما جرى في الاشرفية بعد التهديد بالامس بفتح براكين على لبنان؟
- اذا لم يكونوا فتح الاسلام فهم بالصنف نفسه، وما اريد ان اسأله، اذا ما استمر الوضع على ما هو عليه اليوم اي ارادة سورية بتفجير الوضع، واضعاف من قبل المعارضة للقرار السياسي للحكومة وارباك الجيش تقنيًا وفتح جبهات متعددة في الداخل، الى اين سيصل البلد، هل سيصل بعودة المطالبة بتنفيذ ال1701 بتوسيع مهام القوات الدولية لتضع لبنان كله تحت الفصل السابع، هل سنصل الى تدويل الامن في لبنان، وهذا كله على ابواب استحقاقات اساسية اسمها انتخاب رئيس للجمهورية وانتقال السلطة من اميل لحود الى رئيس جديد.

الامن الداخلي
* ما الذي يحتاجه لبنان اليوم لضبط الامن الداخلي؟
- يحتاج توافقًا سياسيًا وان يضع حزب الله حدًا الى اعتراضه، وموضوع المشاركة والشرعية الطائفية لهذه الحكومة امام هول ما يحصل على المستوى الامني، فان حزب الله وحلفاءه وبالتحديد العماد ميشال عون امام مسؤوليات تاريخية، اما يضعون حدودًا لهذا الاعتراض ويلتفون حول مشروع وطني جامع يعطي لهذه الحكومة الامكانية السياسية لحسم المواضيع السياسية والامنية، اما يتم اتهامهم بانهم يساهمون بشكل غير مباشر في اضعاف مناعة لبنان، وتعريض اللبنانيين الى شتى انواع المغامرات الامنية الداخلية، ولا يتم التعامل مع اللبنانيين بالشماتة التي تتعامل بها اليوم المعارضة على رأسها حزب الله والتيار الوطني الحر، ان 25 قتيلًا من الجيش وجرحى من المدنيين لا تتم معالجتها الا بتضامن اللبنانيين والتفافهم حول الوطن.

مخيمات اخرى
* تحدثت عن مخاوف من انتقال الصراع مع الجيش الى مخيمات فلسطينية اخرى، ما مدى جدية هذه المخاوف؟
- ليست مبنية على معلومات بل على تحليل وبدأ هذا الموضوع مع التهديد العلني الذي تقوده سورية، وليس بالصدفة البارحة يوم التفجير في الشمال انه يتم استقبال علني من قبل فاروق الشرع لالياس الفرزلي وفتحي يكن وعبد الرحيم مراد، اذًا سورية بشكل او بآخر حتى لو اقفلت الحدود واوحت بان لا علاقة لها بالتفجير الداخلي اللبناني، فانها تقدم اوراق اعتمادها للمجتمع الدولي وتستخدم لبنان كصندوق بريد من اجل تحسين شروط مفاوضاتها مع المجتمع الدولي، وكأنها تقول له اذا لم تتكلم معي واذا لم يأت الوقت للتفاوض المباشر مع الولايات المتحدة الاميركية وسورية حول موضوع المحكمة واستقلال لبنان، فانا ساستمر في بعث الرسائل الامنية لكم عبر الجسم الداخلي اللبناني.

المحكمة الدولية
* هل مع اقرار المحكمة الدولية سينعم لبنان بهدوء امني ام برأيك ستتضاعف التفجيرات؟
- برأيي كل ما اقتربنا من انشاء هذه المحكمة، كلما كبرت وتيرة التوتر الامني، انما فور انشاء هذه المحكمة سينعم لبنان بالاستقرار.

* يعني امام لبنان فترة امنية صعبة حتى اقرار هذه المحكمة؟
- نعم.

المواطن
* كيف يمكن تطمين المواطن اللبناني العادي من التنقل الى عمله في ظل هذه الظروف الامنية الصعبة؟
- خارج عن التطمينات التي تقدمها القوى الامنية والحكومة اللبنانية، لا اعتقد ان هناك تطمين، يجب ان ندرك اننا مفتوحون على سائر الاحتمالات في الداخل، طبعًا لبنان بعيد عن الحرب الداخلية والاقتتال اللبناني اللبناني بدليل سُحبت ورقة مواجهة الجيش مع الطائفة السنية البارحة، وأحد اهداف ما حصل في الشمال هو وضع الطائفة السنية بوجه الجيش، كما وضع الجيش في وجه الطائفة المسيحية في23 كانون الماضي، واحبطنا هذه المحاولة من خلال وعي المواطنين واحتضان المسيحيين للقوات الامنية وعلى رأسها الجيش، والبارحة اعتقد ان رئيس الجمهورية والنائب سعد الحريري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة، وكل المرجعيات المحلية احبطت ايضًا امكانية وضع الجيش في مواجهة الطائفة السنية.

السياحة
* يلاحظ كل عام ان التفجيرات تتم بداية فصل الصيف وتستهدف السياحة ايضًا في لبنان؟
- من الامور التي تستهدفها هي السياحة وليست النقطة الاهم، هناك اصرار من قبل السوريين على اعتماد لبنان في توجيه رسائل الى الولايات المتحدة الاميركية والمجتمع الدولي.