هفوة تذكر بزلات الرئيس الأميركي البروتوكولية

ساركوزي يخلّ بالاتيكيت لدى استقبال العاهل السعودي

باريس ـ إيلاف: أكدت زيارة الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى باريس ولقاؤه الحار مع الرئيس نيكولا ساركوزي على استمرار العلاقات الثنائية التقليدية والتاريخية بين المملكة وفرنسا والتي تعود أسسها إلى لقاء الملك فيصل بن عبد العزيز مع الجنرال ديغول عام 1967. فقد ظهر اتفاق بين الملك عبد الله ونيكولا ساركوزي حول المواضيع التي تناقشا حولها مثل قضية قضية الشرق الأوسط ولبنان وإيران ومكافحة الإرهاب والعنف. ولم يكن ذلك أمرا غريبا، نظرا لتقارب وجهات نظر البلدين تاريخيا ولأهمية المصالح الحيوية المتبادلة بينهما.

عبدالله وساركوزي ولقاء تاريخي

واشنطن تشيد بساركوزي وتتطلع لتعزيز التعاون المشترك

هذا الوفاق الذي صاحبه ود وحرارة واضحة على الوجوه، شابته شائبة بالنسبة لبعض المراقبن، فأثناء متابعة مشاهد الزعيمين الكبيرين، أخذ بعض المراقبين على الرئيس الفرنسي الطريقة التي جلس بها في حضرة الملك عبد الله، واضعا ساقا فوق أخرى بطريقة مبالغ فيها وكأنه في جلسة عائلية، علما بأن قدمه المرفوعة كانت باتجاه الوفد الفرنسي.

لكن هذه الوضعية بدت مستغربة بالنسبة للبعض ومستهجنة للبعض الآخر من المشاهدين العرب، وربما الغربيين حتى فجلسة الرئيس الفرنسي ليست معتادة في التقاليد البروتوكولية الفرنسية، ولم يسبق أن لوحظت لدى أي من الرؤساء أو المسؤولين الفرنسيين سابقا. وربما لم تكن معتادة لدى ساركوزي نفسه، أو أنه لم يكن تحت المنظار بهذه الدقة قبل أن يصبح رئيسا للجمهورية.

وإذا بدت طريقة جلوس الرئيس الفرنسي الجديد غريبة، خاصة في حضرة أحد أكبر الزعماء العرب، فعلى الأغلب أن الأمر ليس مقصودا. لكن الأكيد أن ساركوزي يسعى إلى تغيير الصورة التقليدية للرئيس في بلاده، هو يريد أن يبدو مختلفا في هيئته وطريقة توجهه إلى الآخرين وخطابه أيضا. وهنا يشار إلى أنه أجرى حوارا تلفزيونيا مباشرا تابعته فرنسا كلها مع أهم صحافيين فرنسيين وهو على نفس الجلسة التي أثارت الانتقادات. ولا ننسى كيف رافقته عدسات المصورين وهو يمارس الجري غداة انتخابه ويرتدي بنطالا قصيرا وquot;تي شيرتquot; كتب عليها بالأحرف الكبيرة NY رمز نيويورك، كما سبق ورأينا صورة له أثناء الحملة الانتخابية وهو يمتطي حصانا ويرتدي ثياب الكاو بوي.

الصورة المختلفة التي يريدها ساركوزي تبدو أقرب إلى صورة الرئيس الأمريكي الذي تعرض لانتقادات أثناء زيارته لبابا الفاتيكان، سواء في أسلوب مخاطبته quot;السيد باباquot; أو جلسته المسترخية واضعا رجلا فوق الثانية على طريقة quot;تكساسquot;. ولا يمكن مقارنة هذه الوضعية بجلسة السفير السعودي في الولايات المتحدة الأمير بند بن سلطان في منزل الرئيس بوش، فالأمير كان في زيارة شخصية وبملابس غير رسمية.

عودة إلى الزيارة، المهم النتائج، ويبدو أنها كانت موفقة بالنسبة للفرنسيين الذين أكدوا وجود تجاوب بين الزعيمين..