مصادر quot;إيلافquot;: وزير النفط السعودي في بولندا الأسبوع المقبل
وارسو تحاول الاستفادة النفطية من الرياض لمواجهة موسكو


سيف الصانع من دبي: يحاول صناع القرار البولنديون تعميق علاقاتهم النفطية مع المملكة العربية السعودية مستغلين الزيارة الأخيرة التي قام بها الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى وارسو، يوم أمس الاثنين، وذلك لموازنة علاقاتهم في المجال ذاته مع موسكو كونها تمر بالعديد من التعقيدات المستمرة، إما بسبب الحدود أو بسبب التقارب البولندي المتصاعد مع واشنطن.

وتقول مصادر مطلعة في سياق حديثها مع quot;إيلافquot;، من دبي عبر الهاتف، إن وزير النفط السعودي علي النعيمي في طريقه للقيام بزيارة رسمية تبدأ الأسبوع المقبل إلى وارسو، و تستمر لبضعة أيام، وذلك بناء على دعوة رسمية من الجانب البولندي، يجري خلالها سلسلة مباحثات تستهدف تنمية العلاقات النفطية بين الجانبين.

ولم تعلق مصادر في كلا البلدين على أنباء الزيارة بشكل رسمي حتى لحظة إعداد هذا التقرير، بينما لم تشأ مصادر خاصة حادثتها quot;إيلافquot; التعليق على حيثيات أكبر لأسباب هذه الزيارة، التي تجيء في وقت يعتبر الأمثل لتنمية العلاقات بين الرياض ووارسو بسبب عدة تفاعلات إقليمية.

وكانت زيارة الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى بولندا هي أول زيارة لملك سعودي إلى هذا البلد صاحب العلاقات الدبلوماسية صغيرة السن التي لا يتعدى عمرها 12 عامًا.

وتعيش وارسو في غابة من القلق بسبب علاقاتها التي تشابه الطقس في تقلباتها مع جارتها الكبرى موسكو، حاملة إرث الاتحاد السوفياتي، الذي كانت بولندا واحدة من تخومه حتى أوائل التسعينات من القرن الميلادي الفائت، إلى أن تفكك الاتحاد الضخم ونتج منه عدد من الكيانات المصابة بالكساح التي كانت تتبع سياسته الخارجية منذ العام 1945.

وفي الآونة الأخيرة تصاعدت ردود الفعل بين البلدين بسبب الخلاف على كالينينغراد، المنطقة الحدودية بينهما، فضلاً عن خلاف غذائي، بسبب منع اللحوم البولندية من دخول موسكو. وخلاف اللحوم الأخير هذا كاد أن يلقي بظلاله على العلاقات الروسية مع الاتحاد الأوروبي برمته.

ووضعت وارسو طلبا جديدا، وهو أن يلتزم الاتحاد الأوروبي بضمان الطاقة لأعضائه الجدد المعتمدين على روسيا لتزويدهم بالطاقة. واعتبرت موسكو حينها أن من quot;غير المقبولquot; أن تكون علاقاتها بالاتحاد الأوروبي رهن إحدى الدول الأعضاء في الاتحاد.

ولذلك فإن الرغبة البولندية لتعميق تقاربها مع الرياض تأتي في إطار إستراتيجيتها الرئيسة للخروج من الطوق الذي تفرضه عليها روسيا، وذلك بالدخول في حلف quot;نفطيquot; مع واحدة من القطط السمان في مجال النفط ومشتقاته بما يضمن تدفق الإمدادات بشكل مستمر، دون الدخول في عوائق سياسية.

يقول خبير نفطي سعودي، رفض كشف عن هويته كونه يتحدث عن أمور رسمية، في تعليق سريع على هذا النبأ مع quot;إيلافquot; :quot; التحالف سيكون من أضمن التحالفات كونه لا يستند إلى أي أسس سياسية .. إنه ولد من النفط وإلى النفط يعودquot;.

وفي الإطار الاقتصادي لزيارة العاهل السعودي الملك عبد بن عبد العزيز لبولندا التي انتهت يوم أمس، فإن العلاقات الاقتصادية بين البلدين ممتدة لعشرات السنين منذ زيارة أحد البولنديين للسعودية لاستيراد خيل عربية أصيلة وذلك في القرن الثامن عشر، أي ما قبل إقامة علاقات دبلوماسية رسمية بين البلدين عام 1995 على الرغم من احتفال بولندا بمرور 70 سنة على زيارة الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز العام الماضي.

ويتضمن الوفد المرافق للعاهل السعودي نخبة من رجال الأعمال السعوديين والمستثمرين الذي اجتمعوا مع نظرائهم البولنديين لبحث مشاريع استثمارية مشتركة بين البلدين، إذ إن هناك ثلاث شركات سعودية تستثمر في بولندا، وشركتان بولنديتان تستثمران في السعودية، إضافة إلى مكاتب تجارية في بولندا مثل مكتب شركة سابك ومكتب تسيير البضائع بين البلدين. وترتكز نشاطات الشركات المستثمرة في مواد البناء والحديد والتكنولوجيا.

وكان مطار وارسو قد اكتظ بالطائرات الخاصة للوفد المرافق للملك والتي كانت تقدر بالعشرات، وهي عائدة لمسؤولين كبار في الدولة وأعضاء في الأسرة السعودية الحاكمة.

و قدر حجم التبادل التجاري بين البلدين في العام 2006 بنحو 262 مليون دولار منها141 مليون دولار صادرات سعودية و145 مليون دولار صادرات بولندية،وهو ما يمثل زيادة بنسبة 46في المئة مقارنة بالعام السابق.

وعلى الرغم من أن أول حقل نفطي اكتشف في العالم كان في بولندا، من خلال مواطن يدعى ايجناتسى ووكاشيفيتش، شغل في العام 1854 أول محطة لاستخراج النفط في العالم، إلا أن احتياجاتها من الغاز الطبيعي والنفط لا يسدان احتياجاتها، مما جعلها فريسة الدول الأكثر تقدماً حتى لو كانوا من حلفائها ضمن الاتحاد الأوروبي على غرار ألمانيا.

وكانت وارسو قد أصيبت بنوبة غضب سعارية على خلفية اتفاق نفطي بين روسيا وألمانيا جاء قفزاً عليها، لكن الأزمة تمت معالجتها نسبياً عبر القنوات الدبلوماسية، خصوصاً وأن برلين كانت هي الداعم الأكبر لدخول بولندا إلى دول الاتحاد الأوروبي.

ويحكم بولندا حزب القانون والعدالة مع أحزاب يمينية متطرفة بينما يحتل منصبي رئيس الجمهورية ورئاسة الوزراء شقيقان توأمان هما الأخوان كازينسكيquot; القوميان اللذان كسرا إحدى التابوهات الأوروبية في أحد اجتماعات دول الاتحاد حين اتهما الحرب العالمية أنها قلصت عدد سكان بولندا.

وكان ذلك التعليق العنيف في احد اجتماعات الأوروبي رفضاً لاحتساب التصويت الداخلي بالنسبة إلى عدد السكان الأمر الذي كان سيعطي لألمانيا قوة أكبر داخل المجلس.