في تقريرها عن تسبب quot;الشرطة الدينيةquot; بوفاة مواطن
الرياض توضح: القاتل أحد أفراد quot;هيئة الأمر بالمعروفquot;
غادة الزبيدي من الرياض:
عادت إمارة الرياض اليوم الأربعاء بنشر توضيح لبيانها الصادر يوم أمس حول ملابسات قضية مقتل الشاب السعودي سليمان الحريصي (24 عامًا) بعد دهم منزله وتفتيشه من قبل الشرطة الدينية quot;هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكرquot;، بقولها إن القاتل هو احد أفراد هذا الجهاز.
وأوضح بيان الإمارة لوسائل الإعلام، أن المتسبب بوفاة الشاب سليمان هو أحد التابعيين غير الرسميين لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والذي يقتصر دوره على تقديم البلاغات فقط، وعدم المشاركة في عمليات الدهم.
ونص البيان على أن التحقيقات توصلت إلى أن هناك أشخاصًا شاركوا في عملية القبض والتفتيش، وهمليسوا من أعضاء الهيئة الذين تم تكليفهم رسميًا، وليس لهم الحق بالإشتراك في هذه الأعمال، وقد وجه الإتهام إلى أحد أولئك الأشخاص بالتسبب بأحداث الوفاة، وسيتم إحالته إلى المحكمة موقوفًا للنظر في القضية شرعًا.
علمًا بأن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي لديها سلطات واسعة في السعودية المحافظة وتقوم بفرض حظر على المخدرات والخمور والدعارة، فضلاً عن منع الإختلاط بين الرجال والنساء من غير المحارم، قد تعرضت خلال الفترة الماضية لبعض الانتقادات من بعض الإصلاحيين الذين يطالبون بضرورة تطوير عمل رجال الهيئة.
وتذكر طليقة المتوفى مها عبد الله إبراهيم عامر، على الرغم من انفصالها عن زوجها سليمان الحريصي إلا أنها لا تنقطع عن زيارة أهله وتسكن بالقرب منهم من اجل طفلهما quot;سعودquot; ذا السبع ، كما أن طليقها كان يتكفل بمعيشتها مع ابنها.
وأشارت إلى ان ما قام به أفراد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر quot;غير مقبول فهناك إجراءات شرعية وقانونية للتعامل مع الناس ولا تبلغ حد الضرب الى الموتquot; على حد قولها.
يذكر بأن القضية تخص ثلاث جهات هي الإدارة العامة لمكافحة المخدرات لعثور quot;147quot; حبة كبتاجون حيث تمت إحالتها للمخدرات بحكم الاختصاص فيما تحقق شرطة منطقة الرياض نظرا للعثور على جالون من الخمر سعة 40 لترا بينما أحيلت الجريمة المتعلقة بالوفاة الى هيئة التحقيق والادعاء العام.
ويشار بأن أعضاء فرقة الهيئة الذين قاموا بالعملية هم رهن التحقيق ويبلغ عددهم ثمانية أشخاص يضاف إليهم 11 شخصًا من أقرباء المتوفي من بينهم شقيقه الضرير والذي يدرس في معهد النور للمكفوفين بالرياض .
وسبق أن ذكر شهود عيان أن فرقة الهيئة قد داهمت منزل الحريصي وبداخله نساء وأطفال وقاموا بالتفتيش والتكسير في المنزل وضرب المتوفي أمام والده ومن ثم اقتياد جميع من كانوا في المنزل الى مركز الهيئة.

وحاول هذا الجهاز الديني الذي يقدر عدد منسوبيه بالآلاف، من خلال عدة اجتماعات عقدت مؤخرًا، تطوير استراتيجيته الخارجية، بعد أن تعالت الأصوات المنتقدة لعمله التي أتت كرد فعل على مقتل اثنين من المواطنين إثر التحقيق معهم داخل مراكز الهيئة، وإصابات آخرين بكدمات.
كما ذكر سابقًا وكيل الرئيس العام للرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور إبراهيم بن سليمان الهويمل ( تقتصر فقط على الإبلاغ عن وجود مخالفة شرعية، و ليس لديهم صلاحية المداهمات كما انهم لا يتدخلون بعلاقة مباشرة أو غير مباشرة في القضية التي يبلغ عنها والتي يباشرها أعضاء مراكز الهيئة الرسميين وينتهي دور المتعاونين بعد تبليغ المسؤولين في المراكز عن الواقعة).
ويبلغ عدد المتعاونين مع الهيئة أكثر من 5 آلاف شخص يقتصر دورهم نظامًا على الابلاغ كما هو المفترض، غير أن هذه النقطة القانونية لا تحظى بالتطبيق في غالب الأمر مما سبب ضررًا كبيرًا لسمعة هذا الجهاز الديني الذي يكفل حفظ الآداب العامة، ويمنع الاختلاط وترويج الكحول والمخدرات.
وغدت الأحداث التي تتسبب بها الهيئة خبزًا يوميًا للصحافة المحلية التي أصبحت تنشر الكثير من القصص التي تبين كيفية التعامل التي يتلقاها المقبوض عليهم في مراكزها المنتشرة داخل العواصم والمناطق الادارية، وذلك بعد سنوات من ستار quot;القدسيةquot; الذي كان يحيط بهذا الجهاز ويمنع انتقاده، حسب ما يرى محللون سعوديون.
وبدأت الانتقادات تزداد بعد اسبوع، من احداث مرت على هذا الجهاز في وفاة الحريصي في منطقة الرياض ووفاة البلوي في تبوك، اضافة الى انتحار مقيمة آسيوية في جدة خلال مداهمة قام بها افراد الهيئة.