الملف الأمني وأزمة الثقة مازالت قائمة بين البلدين
مسؤول إيراني يزور القاهرة لبحث أزمات إقليمية

احمدي نجاد سيتوجه الى نيويورك الاحد

البحرين عضو في الوكالة الدولية للطاقة الذرية

موسكو قلقة بعد تصريحات كوشنير حول ايران

واشنطن: الدبلوماسية لحل أزمة الملف النووي الإيراني

فرنسا تعتبر التوتر على أشده مع إيران.. وطهران ترد

الوكالة تبدأ مناقشة النووي وإيران تحذر من المواجهة

كوشنير يناقش اليوم بموسكو العقوبات على ايران

نبيل شرف الدين من القاهرة: بدأ اليوم الثلاثاء مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مباحثات في القاهرة مع عدد من كبار المسؤولين في وزارة الخارجية المصرية وصفت رسمياً بأنها quot;تتناول مجمل العلاقات الثنائية بين القاهرة وطهرانquot;، وهي العلاقات التي تتراوح بين التوتر والجمود، في ظل انقطاع العلاقات الرسمية بين البلدين منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران حتى الآن . وبالإضافة إلى ما تعتبره القاهرة تنامياً للنفوذ الإيراني في المنطقة، سواء في العراق أو لبنان أو غيرهما، فإن هناك أيضاً خلافات في المواقف حيال موضوع أمن الخليج، بالإضافة إلى ملفات أمنية أخرى عالقة، لا تزال تقف حائلاً دون تفاهم البلدين .

وخلال الفترة الأخيرة اتجهت العلاقات المقطوعة بين البلدين إلى مزيد من التوتر، بعد اتهامات سربتها مصادر دبلوماسية في القاهرة، بضلوع أجهزة الاستخبارات الإيرانية في اختطاف واغتيال إيهاب الشريف سفير مصر السابق لدى بغداد,rlm; قائلة إنها أقدمت على ذلك بهدف استبعاد الوجود المصري عن العراق . كما اتهم أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري إيران، بالسعي إلى الإمساك بأوراق المشكلات العربية حتى تستخدمها في مواجهتها مع العالم الغربي دفاعاً عن ملفها النووي، واعتبر في تصريحات صحافية أن quot;عناصر التأثير الإيراني في القضايا العربية تؤدي إلى عواقب سلبية على الأرض العربيةquot;، وقد أثارت هذه التصريحات حفيظة طهران، وتساءل متحدث حكومي بعدها عما إذا كانت تصريحات أبو الغيط quot;شخصية أم رسميةquot;.

من جانبه قال مصطفى الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان المصري، إن بلاده تتطلع لقيام علاقات طيبة مع إيران، لافتاً إلى أن هناك أوجها كثيرة للتعاون بين البلدين سواء كان اقتصاديا أو تقنيا أو ثقافيا، غير أنه استدرك قائلاً إن هناك تصرفات رمزية تتمسك بها إيران لا مبرر لها، وتثير قلق مصر، في إشارة إلى تمسك إيران بوجود شارع في طهران يحمل اسم قاتل الرئيس المصري الراحل أنور السادات .

الأمن والسلام
وكثيراً ما أبدت دوائر دبلوماسية وأمنية مصرية مخاوف حيال أفكار تصدير الثورة التي تتبناها إيران، فضلاً عن إيوائها ورعايتها بعض عناصر الجماعات الإرهابية المصرية، وتعترف المصادر ذاتها بأن هناك أزمة ثقة متبادلة، سواء لدى طهران أو القاهرة، فضلاً عن تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية التي تعزز هذه المخاوف وأعربت المصادر المصرية عن دهشتها إزاء تحفظات إيران على معاهدة السلام المصرية ـ الإسرائيلية وربطها الاقتراب من مصر بابتعاد مصر عن إسرائيل، وقالت المصادر ذاتها إن السلام خيار استراتيجي لمصر، وشأن يخصها وليس لأي دولة أخرى أن تقحم نفسها في هكذا قضية، خاصة وأن مصر خاضت سلسلة حروب ضد إسرائيل، ولا تقبل المزايدة عليها في هذا المضمار، بينما لم تطلق إيران رصاصة واحدة ضد إسرائيل، بل تفضل المزايدات والحروب بالوكالة في المنطقة .

وفي الملف النووي الإيراني كثيراً ما أكدت القاهرة إنها تتعامل معه من منظور فني وقانوني، وبما تطرحه الوكالة الدولية للطاقة الذرية من تقويم باعتبار أن الوكالة هي الجهة الفنية المنوط بها التأكد من مدى التزام الدول بتعهداتها بموجب اتفاق الضمانات الموقع بين إيران والوكالة الدولية .

وظلت العلاقات بين إيران ومصر خلال أكثر من نصف قرن مضى متوترة غالباً لاسيما منذ قيام شاه إيران السابق محمد رضا بهلوي بطلاق quot;الأميرة فوزيةquot; شقيقة الملك فاروق، وفي عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كانت هناك قطيعة كاملة بين البلدين بسبب العلاقات الدبلوماسية بين إيران وإسرائيل، وكانت الفترة الوحيدة التي شهدت ازدهارا في العلاقات بين البلدين هي السنوات القليلة التي سبقت قيام الثورة في إيران حيث كانت هناك علاقة حميمة تربط شاه إيران بالرئيس المصري الراحل أنور السادات وسرعان ما تدهورت تلك العلاقات ووصلت إلى القطيعة الكاملة، في العام 1980 بعد اندلاع الثورة في إيران، وإبرام مصر اتفاقية السلام مع إسرائيل، ونشطت بين الحين والآخر مساع لتحسين العلاقات بين القاهرة وطهران، غير أن هذه المحاولات باءت بالفشل، بعد أن اصطدمت في أغلب الأحيان بمناخ عدم الثقة السائد بين العاصمتين، وصراع التيارات المحافظة، وتباين وجهات النظر حول جملة من القضايا أبرزها المسائل الأمنية وتراجع رصيد الثقة بين الجانبين .