ممدوح المهيني من الرياض: كشفت مصادر خاصة لـquot; إيلافquot;، أن الأزمة الكبيرة والمتفاقمة التي تعصف بشبكة قنوات المجد الإسلامية الأصولية قد تؤدي إلى إقفالها بشكل نهائي بعد سبع سنوات على انطلاقتها. وشهدت الأيام القليلة الماضية موجة استقالات واسعة شملت أسماء مهمة كان لها دور كبير في تأسيس القناة، تعاطفًا مع مدير الشبكة السيد فهد الشميمري الذي قدم استقالته قبل أيام بسبب إجباره بضغط من أعضاء مجلس الإدارة على التخلي عن مهامه في قيادة القنوات التلفزيونية. ويهدد الموظفون العاملون في المكتب الرئيس في الرياض وفي جميع مكاتب الشبكة الأخرى بالإضراب عن العمل بسبب عدم تسلمهم رواتبهم منذ 3 أشهر، وينتظرون أن تعقد اللجنة الشرعية في القناة اجتماعها مع أعضاء مجلس الإدارة المتنازعين خلال الأسبوع القادم لإيجاد حل يرضي الطرفين أو الحكم على الشبكة بالتوقف.

وأوضحت المصادر الخاصة لـquot; إيلاف quot; من داخل القناة أسباب الشقاق الكبير الذي حدث بين رئيس مجلس الإدارة السيد فهد الشميمري وأعضاء من مجلس الإدارة الآخرين، يقودهم السيد حمد الغماس والسيد علي الضحيان وغيرهم الذين دخلوا في تكتل لإبعاد الشميمري بسبب عدم رضاهم عن إداراته للشبكة الفضائية التي تواجه منذ مدة طويلة أزمة في الأموال وتسديد الرواتب.

وكان الشميمري يمتلك حصة تبلغ 62% من ملكية الشبكة الفضائية ويرأس مجلس إداراتها منذ انطلاقتها في 2001 إلا أن اقتراضه قبل أربعة أشهر مبلغ بقيمة 40 مليون ريال من الغماس من أجل عقد صفقة مع شركة quot;فيلبيس quot;لتصنيع أجهزة التشفير اضطرته للتنازل عن جزء من حصته لتصبح أقل من حصة الغماس التي وصلت إلى 52% ، وطالب بعدها الغماس وتكتل الأعضاء الآخرين الذي يمثلهم من الشميمري التنحي عن إدارة الشبكة وتركهم يديرون الشبكة بطريقتهم الخاصة، إلا أن الشميمري رفض هذا الطلب وتمسك بالبقاء في منصبه وتم بعد ذلك عقد اجتماع خاص مع الأعضاء طالبوا فيها الشميمري بالتنازل طوعًا عن إدارة القناة والبقاء كعضو مساهم فقط وهذا ما رفضه الشميمري الذي قدم استقالته وأعلن الخروج من الشبكة نهائيا.

ودار داخل غرفة الاجتماعات الخاصة نقاش عنيف وجدل حاد ارتفعت فيه الأصوات قام فيه الأعضاء بمحاسبة الشميمري quot;على التخبط الذي أوقع فيها القناة وجعلها تدخل في أزمات مالية متلاحقةquot;.

وتدخلت اللجنة الشرعية المكونة من مجموعة من علماء الدين المعروفين في السعودية لاحتواء الخلاف، إلا أنها لم تفلح لتمسك الشميمري بقرار العودة بشروطه الخاصة وإصرار تكتل الغماس على قرارهم بتنحيته من رئاسة الشبكة .

وتعاطفًا مع رئيسها قامت قيادات مهمة في قناة المجد منهم عادل الماجد وربيعان الربيعان وإسماعيل العمري بتقديم استقالاتهم تاركين الشبكة تعاني من مشاكل إدارية كبيرة وتدار بطريقة صعبة جدًا.

وقد بدأ تكتل الغماس خلال الأيام الماضية بإدارة شؤون الشبكة وقام بعزل جلال مرعي مدير مكتب دبي وأيمن لاشين مدير مكتب القاهرة وهما من رجالات الشميمري وذلك في خطوة تهدف إلى إلغاء نفوذ الشميمري الواسع على الشبكة.

وبدأت الإدارة الجديدة بالتفكير باستراتيجية جديدة تهدف إلى تقليص عدد الموظفين والمصاريف ولذلك لمعالجة أكبر مصادر خلافهم مع الشميمري وهو الإسراف المالي.

ويعيش موظفو قناة المجد الذين لم يستلموا مرتباتهم من 3 أشهر هذه الأيام حالة ترقب في انتظار ما سيسفر عنه الاجتماع المصيري الذي ستعقده اللجنة الشرعية مع الأعضاء المتصارعين لإنهاء هذه الأزمة وتسليمهم رواتبهم أو توقفهم عن العمل وتعطيل القنوات.

وتعتبر شبكة قنوات المجد من أشهر الشبكات التي تتبنى الخط الإصولي وتبث من مراكز مختلفة في الوطن العربي وتحظى بشعبية كبيرة في المجتمع السعودي خصوصًا عند الطبقة المتدينة.