رئيس جميعة الصحراء المغربية يؤكد في حوار مع quot;إيلافquot;:
سنسترجع تيفاريتي والبوليساريو لن تفتح النار علينا

أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: من المقرر أن يتوجه نحو 1000 مغربي، من بينهم حقوقيون وشخصيات مدنية وعسكرية سابقة، في مسيرة سلمية الاحد، إلى منطقة تيفاريتي في الصحراء، للمطالبة بإسترجاع quot;هذه الأرض المغربية الموجودة في منطقة منزوعة السلاحquot; ، في خطوة تعد ردًا على استفزاز البوليساريو التي عقدت مؤتمرها الأخير هناك، ما أثار غضب حكومة المغرب التي اعتبرت بأن الجبهة quot;خرقت إتفاق وقف إطلاق النارquot;.

غير أن مبادرة المسيرة لم ترق كثيرًا لقياديي البوليساريو الذين هددوا بتحويل المنطقة إلى حمام دم ومقبرة إلى كل من يدخل إليها، ما جدد المخاوف من احتمال اشتعال حرب في حال ما نفذت الجبهة تهديدها، وهو ما رد عليه محمد رضا الطاوجني، رئيس جمعية الصحراء المغربية المنظمة للمسيرة، بالقول: quot;لا يجب أن نأخد تهديد الجبهة على محمل الجد لأن ما تسميه الجبهة بجيشها، لا يتعدى عدده 3 آلاف أو 4 آلاف شخص، كلهم شيوخ.. كيف لهؤلاء أن يتجرأوا على تهديد دولة ذات كيان وتتكون من 30 مليون فرد، وبالخصوص تتوفر على جيش نظامي يضم 160 ألف جندي، كما أنه مجهز بأحدث الآليات العسكريةquot;.

وأضاف رضا الطاوجني، في حوار مع quot;إيلافquot;، quot; هؤلاء لا يشكلون خطورة على المغربquot;، وأضاف موضحًا quot;لا نقبل بتاتًا أسلوب الجبهة، ونتحمل مسؤوليتنا فيما سنقدم عليهquot;.

وردًا على سؤال حول ما إذا كانت المسيرة ستزيد من مستوى التوتر القائم حاليًا بين الأطراف المتفاوضة، أجاب رئيس الجمعية quot;هذه المحادثات لن تفضي إلى حل مشكلة الصحراء، لأنها يجب أن تكون بين المغرب والجزائر، إذ إن هذه الأخيرة هي التي تتحكم في أوراق الملف، ومضى قائلاً: quot;منطقة تيفارتي أرض مغربية وسندخل إليها مهما حدث، ولا أعتقد أن الأوضاع ستتأزم أكثر مما هي متأزمة حاليًاquot;.

وخرجت الجبهة في مؤتمرها الـ 12، الذي عقدته في تيفارتي الشهر الماضي، بالتهديد بالعودة إلى العمل المسلح في حال فشل المفاوضات، التي من المنتظر أن تعقد جولتها الرابعة في آذار (مارس) في مانهاست في الولايات المتحدة الأميركية، مع المغرب الذي يعرض حكما ذاتيا موسعا في الصحراء، فيما يتمسك البوليساريو بالحق في تقرير المصير. وفي ما يلي نص الحوار:

س: ماهي الرسالة التي تسعون لتوجيهها إلى البوليساريو من خلال تنظيم مسيرة تيفاريتي؟

ج: رسالتنا لا نوجهها إلى جبهة البوليساريو، بل إلى المنتظم الدولي والأمم المتحدة ومفادها أن تيفاريتي وبير لحلو وبير مكراين مناطق من الصحراء المغربية، وهي منزوعة السلاح وعازلة، لكن أفراد الجبهة، بدعم من الجزائر، أتوا إلى هذه الأراضي واستقروا بها، كما أدخلوا الأسلحة وقاموا بمناورات واحتفالات ومؤتمرات، في ظل صمت المجتمع الدولي.

إلا أننا اليوم كشعب مغربي، لا نقبل بتاتًا أسلوب البوليساريو، ونتحمل مسؤوليتنا فيما سنقدم عليه، إذ إننا سنذهب إلى تيفاريتي، ونحن نعي الأخطار التي تواجهنا، لكننا نحظى بالدعم الكامل للدولة سياسيًا وعسكريًا.

س: ألا تعتقدون أن مبادرتكم قد تزيد مستوى التوتر القائم حاليًا بين الأطراف المتفاوضة تحت إشراف الأمم المتحدة في مانهاست؟

ج: نحن نقول إنه ليس هناك تفاوض، وهذا ما أكده مبحوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى المنطقة، إذ أوضح، في حديث مع وكالة الأنباء الإسبانية quot;إيفيquot;، أن النقاشات التي تدور بين المغرب والبوليساريو ليست بتفاوض، وإنما لقاءات فقط. وبالنسبة إلينا فإننا نشير إلى أن هذه المحادثات لن تفضي إلى حل مشكلة الصحراء، لأنه يجب أن يكون بين المغرب والجزائر، إذ هذه الأخيرة هي التي تتحكم في أوراق الملف.

وحول ما إذا كانت المسيرة ستؤزم الأمور أم لا، فهذه الأمور لا تعنينا.. تيفارتي أرض مغربية وسندخل إليها مهما حدث، ولا أعتقد أن الأوضاع ستتأزم أكثر مما هي متأزمة حاليًا... ونحن 30 مليون مغربي لن نعاني من أشخاص قلة.

س: ألا تتخوفون من خروج الأمور عن السيطرة ووقوع مواجهة قد تشعل حربًا مع جبهة البوليساريو التي هددت بتحويل المنطقة إلى حمام دم؟

ج: لا يجب أن نأخد تهديد البوليساريو على محمل الجد لأن ما تسميه الجبهة بجيشها لا يتعدى عدده 3 آلاف أو 4 آلاف شخص، كلهم شيوخ، كيف لهؤلاء أن يتجرأوا على تهديد دولة ذات كيان وتتكون من 30 مليون فرد، وبالخصوص تتوفر على جيش نظامي يضم 160 ألف جندي، كما أنه مجهز بأحدث الآليات العسكرية.

هؤلاء من يهددون لا يشكلون خطورة على المغرب. وتوصلنا اليوم إلى معلومات من جهات أجنبية، تؤكد، حسب أجهزتها الاستخباراتية، أن البوليساريو لا يمكنها أن تفتح النار لأنها تعرف أن الجيش المغربي سيتدخل، وهذا لن يكون في صالحها، خصوصًا أنه لن يتوقف، إلى جانب حمياتنا، إلا عندما يصل إلى الحدود مع الجزائر المعترف بها دوليًا. وإعتبر أن التهديد بفتح النار ليس إلا مزايدات لا يجب أن نأخذها بجدية.

س: هل ضمن لكم الجيش تأمين المسيرة، وماهي المهمات المنوطة به؟

ج: الجيش لن يؤمن المسيرة، بل سيؤمن المشاركين، ما يعني أننا إذا تعرضنا إلى اعتداء، كيفما كان نوعه، فإنه سيتدخل، أي أنه سيحمي المواطنين المغاربة داخل التراب المغربي، وهو سيقوم بواجبه.

س: هل يمكنكم من خلال هذه المسيرة أن تستعيدوا، سلميًا وبشكل نهائي، هذه الأرض الموجودة في المنطقة المنزوعة السلاح؟

ج: نحن يقينون أننا، كمجتمع مدني يحظى بدعم الدولة، سنسترجع تلك الأراضي، لأن البوليساريو استفزنا بما فيه الكفاية والمغرب الرسمي سعى جاهدا لتفادي أي مواجهة بطرق عقلانية، إذ لجاء إلى القنوات السلمية، عندما عقدت الجبهة مؤتمرها في تيفاريتي، عبر كتابة رسالة احتجاج إلى الأمم المتحدة وإلى المنتظم الدولي.

وكشعب سنتوجه وإلى هناك، وهنا أطرح تساؤلا، كم يوجد في تيفارتي وكم يوجد في تلك المنقطة.. نقول 10 آلاف من البوليساريو، على الرغم من أنها مزايدة كبيرة، غير أن هذا العدد لا يشكل حتى حي صغير في مدينة صغيرة بالمغرب.

س: كم عدد المشاركين في المسيرة، وهل الإمكانيات المادية للجمعية كفيلة بإنجاحها؟

ج: من ناحية المشاركين، هناك من سيذهب في المسيرة وعددهم حوالي ألف، كما لدينا لائحة بأسماء مشاركين احتياطيين، ولكن سندخل نحن أولا ثم يؤمن الجيش الأمور، ليلتحق بنا فيما بعد 3124 شخصًا، إذ إن إمكانياتنا لا يمكنها أن تتجاوز ألف شخص.

وأعتقد أن إمكانيات الجمعية، بتضافر جهود أعضائها، ستتمكن من إنجاح المسيرة. ونحن حاليا نتوفر على جميع حاجياتنا، من خيم وسيارات وطاقات بشرية، إذ سيكون معنا 123 عسكريًا سابقًا، وكلهم يعرفون المنطقة جيدًا لأنهم كانوا فيها، وهم متخصصون في الألغام... وإنشاء الله ستنجح المسيرة.

س: قلت في الندوة الصحافية التي نظمتها الجمعية أخيرًا quot;سنقيم في هذه المنطقة نهائيًا وسينضم إلينا آلاف من المغاربةquot;، ماذا قصدت بذلك؟

ج: لأنه عندما سنصل إلى تيفاريتي، لن يكون الهدف هو الوصول والعودة فقط، بل الإقامة في المنطقة والبقاء هناك، بمعنى أننا سننصب خيام وسيلتحق بنا مشاركون آخرون، أي أن مجموعة ستذهب وأخرى ستعود، وهكذا دواليك.

والهدف أن تصبح تيفارتي، التي تعد محافظة قروية مغربية، مجهزة بمختلف الحاجيات وبسكانها، بمعنى أن مجموعة من الأشخاص سيستقرون في المنطقة.

س: كلمة أخيرة؟

ج: كل ما أريد قوله، هو أنني أندد بتهديد البوليساريو للجمعية، إذ أكدوا بأنهم سيطلقون النار على المشاركين، كما قال القائد العسكري للجبهة إنه سيحول المنطقة إلى حمام دم ومقبرة للجميع.. وأعتبر أن هذا التهديد أسلوبًا غير حضاري لأننا مدنيون مسالمون وسنذهب إلى المنطقة بلا سلاح.