محمد حارب في حوار شامل مع ايلاف حول مسلسله الكارتوني الشهير quot; فريج quot; :
لا سقف للحريات في دبي... ولا خطوط حمراء رسمت حول أعمالي

طريقي لم يكن مفروشًا بالورود كما قد يتصور بعضهم
الحلقة الواحدة تتكلف 700 ألف درهم، وتستغرق شهرًا لإنجازها
لا سقف للحرية في دبي... ولا تعلميات من أحد حول الخطوط الحمراء
جدتي quot;أم سعيدquot; عشقي الأول وهذه قصة زواجي من 4 نساء
لا وجه للمقارنة بين quot;فريجquot; و quot;شعبية الكارتونquot;
-تم بيع 100 الف لعبة ومليون نصف دفتر تحمل شخصيات الفريج
جددت التعاقد لتقديم الفريج 3 مواسم قادمة ولا صحة لتوقف العمل
لم أتعمد إهانة مصر في شخصية quot;فتكتاتquot; وquot;معلمة الانكليزيquot;
نريد المزيد من الوقت لنقول إن الدراما السورية أفضل من المصرية

محمد حامد ndash; إيلاف: محمد سعيد حارب... شاب إماراتي لم يطرق باب الثلاثين من العمر بعد، انتهى من دراسة الفن والرسوم المتحركة على وجه التحديد في جامعات الولايات المتحدة، وقرر تطويع ما تعلمه من علوم الغرب في هذا المجال لمحاكاة البيئة العربية والاماراتية على وجه التحديد، فتحقق له ما أراد ونجح في إبداع شخصيات المسلسل الكارتوني الشهير quot;فريجquot; ليصبح أول مخرج إماراتي وخليجي بل وعربي يتصدى لعمل من هذا النوع (كارتون عربي لحمًا ودمًا ثلاثي الأبعاد) وحقق نجاحًا لافتًا، لدرجة أن شخصياته أصبحت أيقونات وعلامات تجارية في محاكاة نادرة لما يحدث في هذا المجال على المستوى العالمي، كما أثار جدلاً كبيرًا بالقضايا الجادة والحساسة التي طرحها في قالب كارتوني كوميدي مشوق، ولفت الانتباه الى أن سقف الحرية نستطيع أن نصنعه لأنفسنا شريطة أن نتخلص من الظن السيئ برغبة السلطة السياسية في فرض قيود ما على حرية الإبداع، وكما يقول quot;حاربquot; لا يوجد من يعطيك خارطة الطريق للخطوط الحمراء، ولم يحدث معه هو شخصيًا شيء من هذا القبيل، مؤكدًا أنه لم يجد سوى الدعم والتشجيع والإعجاب من الجميع .

quot;إيلافquot; بادرت باستضافة quot;حاربquot; من أجل التفتيش في عقليته، وأعماق نفسه وتقديم الجانب الآخر من شخصيته وكواليس عمله المثير للجدل أحيانًا بطروحاته الجريئة، وكيف يفكر في المستقبل، وغيرها من الجوانب المثيرة في حياة صانع quot;الفريجquot; :


يتوقع بعضهم أن طريق حارب كان ممهدًا استنادًا إلى رغبة حكومة دبي في تشجيع المواهب (المواطنة) وتوفير كل مقومات الإبداع لهم... هل هذا صحيح؟ وهل توقعت هذا النجاح؟
قد تكون مفاجأة لبعضهم أن الموافقة على ظهور quot;فريجquot; والمواقة على إنتاجه بهذا الشكل استغرق عامين للحصول على الموافقات والدعم، حيث كنت أعمل في quot;دبي للإعلامquot; وتقدمت بالعمل للمدير الذي نصحني بالتوجه الى quot;مؤسسة محمد بن راشد لدعم مشاريع الشبابquot;، وهناك حصلت على الموافقة بعد تقديم كافة الدراسات والتصورات، وعدد كبير من الاستبيانات ودراسات الجدوى لمعرفة مدى حاجة الجمهور لعمل كارتوني عربي ثلاثي الأبعاد، وعن نجاح العمل فلا أخفيك سرًا أنني كنت على ثقة من أنني أصنع شيئًا جيدًا ويستحق المتابعة، ولكن النجاح الكبير يظل مفاجأة جميلة لكل مجتهد، وقد تفاجأت بالفعل بنجاح quot;فريجquot; وقوة ردود الأفعال عليه، لدرجة أن بعضهم في الموسم الأول للعمل جعلوني أشعر أنني أهم شخص في العالم .

يتساءل بعضهم حول عدم تقديم 30 حلقة من quot;فريجquot; لتغطية شهر رمضان بالكامل خاصة أن لديكم 11 شهر لانجاز 30 حلقة ... أليس هذا كافيًا؟
الأمر ببساطة أن الحلقة الواحدة تتكلف حوالى 700 ألف درهم اماراتي (حوالى 200 ألف دولار أميركي) وتستغرق حوالى الشهر من أجل تنفيذها، أي أن الحلقات الـ 12 التي قدمتها هذا العالم تكلفت ما يقارب 10 ملايين درهم، والمشكلة أن هناك قطاعًا عريضًا من الجماهير لا يعلمون أن مثل هذه الأعمال مكلفة جدًا، وتحتاج للوقت والجهد وفريق عمل كبير من أجل إنجازها، وكما نعلم فمجتمعنا العربي يفتقد الى الان ثقافة معرفة كواليس مثل هذه الأعمال، وبناء على هذه المعطيات من المستحيل بالنسبة إلي صنع 30 حلقة لعرضها طوال شهر رمضان .

وماذا عن سقف الحرية في مناقشة القضايا تحمل حساسية وجدل من نوع خاص؟
لا أدري ماذا تقصد بسقف الحرية؟ أنا شخصيًا لا أعترف بهذا التعبير، ولم أتلقَّ تعليمات من أحد أو من أي جهة بمناقشة قضية معينة بطريقة معينة، أو تجنب طرح اشكاليات ما، ولم يرسم أحد لي خارطة الطريق نحو الخطوط الحمراء، وطرحنا من خلال quot;فريجquot; قضايا جدلية كثيرة حول الغلاء المتفشي، ومشاكل التعليم والازدحام المروري، وتهميش المواطن في بعض الوظائف لصالح الأجنبي، ولا تنسى حلقة الفتاوى الدينية التي قدمتها أم خماس وأثارت الكثير من الجدل، وغيرها من القضايا الهامة، وبالعكس تمامًا فالجهات الرسمية في دبي وعلى رأسها الشيخ quot;محمد بن راشدquot; يدعمون الكشف عن الخلل ونقد المجتمع، ولا يترددون بدعمنا بكافة أشكال الدعم لنحقق النجاح.

نجحت في توصيل المشاهد الى التفاعل مع شخصيات quot;فريجquot; على أنها شخصيات حقيقية من لحم ودم، وتناسينا أنها كارتونية ... كيف تشعر أنت بشخصياتك؟
الاحساس نفسه يتملكني، أعشق حكمة (جدتي) أم سعيد، فلا تنسى أن اسم الوالد (سعيد) وهي (أم سعيد) فهي جدتي وشخصيتي المفضلة بين الشخصيات الأربعة، رغم عشقي لهن جميعًا، وأم خماس صاحبة الحضور الطاغي والشعبية الكبيرة لها طريقة مميزة في تجسيد الشخصية التي لم تحصل على قدر من التعليم ولديها خشونة لفظية وخشونة في التعامل ولكن مع طيبة القلب، وأم علاوي المتعلمة، وأم سلوم عاشقة النوم والنسيان البسيطة الطيبة، والاختلاف بين الشخصيات يجعل العمل ثريًا جدًا، ولا شك أن أم خماس لا تزال تسجل حضورًا وشعبية كبيرة، على الرغم من مساحة الدور الكبير لأم سعيد، ولكن في النهاية كلها شخصيات متكاملة، تذوب لصالح عمل كبير اسمه quot;فريجquot;

برأيك ما سر المقارنة المستمرة بين quot;فريجquot; وquot;شعبية الكارتونquot;؟ ومؤخرًا أكد بعضهم أن quot;فريجquot; تراجع لصالح quot;شعبية الكارتونquot;.. كيف ترى الصورة؟
لا أرى أي وجه للمقارنة بين quot;فريجquot; و quot;شعبية الكارتونquot; والمقارنة تعبر عن فقر شديد في فهم طبيعة عالم الكارتون على مستوى الشكل والمضمون، فنحن نقدم فنًا مختلفًا من حيث الشكل والتقنية، كما أننا نركز على قطاع عريض جدا من الأطفال وصولاً إلى من هم في سن الثمانين، في حين أن شعبية الكارتون يتوجهون لقطاع الشباب بالدرجة الأولى، وبالتالي توجهاتهم مختلفة ونوعية ومضمون الكارتون الذي يقدمونه مختلف تمامًا، وعلى أي حال فقد شعرت بالسعادة لحصولهم على المركز الأول في التكريم الرسمي هذا العام، ودائمًا أقول لصديقي quot;حيدرquot; أنه يجسد القدم اليمنى وأنا أجسد القدم اليسرى لهذا الفن الناهض في بلادنا، كما لا تنسى أننا حصلنا على المركز الأول في العامين السابقين، ولا توجد لدي مشكلة على الإطلاق في ارتفاع شعبية عمل quot;حيدر محمدquot; لأنه فنان مجتهد وموهوب ويستحق ما وصل اليه من مكانة، ولا أخفيكم سرًا أنني كنت مشغولاً للغاية هذا العام بمشروع ترفيهي كبير وشخصيات quot;فريجquot; جزء من هذا المشروع، فلم أتمكن من منح quot;فريجquot; هذا الموسم كل الوقت، فقد بدأنا العمل في شهر مايو الماضي، ولكنني راض عما قدمته هذا العام رغم كل تلك الظروف، مع الوعد بالأفضل في المواسم القادمة.

وماذا عن تسويق شخصيات quot;فريجquot; بوساطة العديد من المنتجات؟ وهل تتفق معي في غلاء بعضها؟
هذا أحد مقاييس النجاح بالنسبة لي، فقد تمكنا من بيع 100 ألف لعبة مجسمة (دمية) لشخصيات فريج، وحينما نقول أن السعر 60 درهمًا فهذا ليس بالكثير، ولا مجال للمقارنة بالشخصيات الكارتونية العالمية، حيث ينتجون الملايين منها، والانتاج الكبير يجعل السعر أكثر رخصًا، كما أننا نجحنا في تسويق مليون ونصف مليون دفتر وغيرها من المنتجات مثل عصائر quot;فريجquot; التي تحمل صور وشخصيات فريج، وكل هذه المعاملات تتم عن طريق شركة quot;لم ترى ndash; Lammtaraquot; والشركة امتلك بها 70% ودبي القابضة 30%، وبالمناسبة فإن لقب quot;لم ترَquot; هو لقبي الشخص-Nickname الخاص بي .

حدثنا عن القادم وما تردد عن رفضك الاستمرار في تقديم quot;فريجquot;؟
عدم الاستمرار غير صحيح، واعتقد ان محاولتي الاعتذار عن العمل هذا العام كانت السبب وراء مثل هذه الشائعات، فقد كنت مشغول للغاية بالمشروع الترفيهي الكبير الذي أخذ جزء كبير من وقتي، وعلى الرغم من ذلك قدمنا quot;فريجquot; هذا الموسم، كما يسعدني أن أقول لجمهوري أنني قد جددت التعاقد لتقديم quot;فريجquot; لثلاث سنوات قادمة .


quot;فتكات بنت كايداهمquot; و quot;معلمة اللغة الانكليزيةquot; كلاهما شخصيات مصرية، قيل أنك قدمتهما بشكل جارح وبقدر كبير من السخرية من المصريين؟
هذا الكلام أرفضه تمامًا، لأكثر من سبب، أولاً لأن محمد سعيد حارب وغيره من جميع الفنانين العرب في مختلف مجالات الفن تشكل وجدانهم الفني بالأعمال المصرية صاحبة الريادة التي لا يمكن لأحد أن ينكرها، ثانيًا لو دققت في الأمر سوف تجد أنني أسخر من نفسي (كمجتمع إماراتي) وبقوة، مما ينفي تمامًا شبهة تعمد إهانة أي جنسية، ثم أن quot;فتكاتquot; أخذت حقها من أم خماس (تالت ومتلت على قولة المصريين) ولم تسكت على موضوع الفول والطعمية، وردت الصاع صاعين، ورغم ذلك وليس من قبيل الأخذ بالثأر مثلا فالدراما المصرية تقدم الخليجي بصورة غير جيدة بالمرة، فهو دائمًا مخمور ويبحث عن الراقصات ويوزع الأموال في كل اتجاه، وبالتأكيد فهذا غير صحيح، ولكنها قوالب الأفلام والدراما التي تصر على أشياء معينة لا علاقة لها بالواقع .

بمناسبة الدراما المصرية... كيف ترى هذا الجدل المتصاعد والمقارنة حامية بين الدراما المصرية والسورية ؟
باختصار هي مقارنة غريبة أيضًا، وتتجاوز الكثير من الثوابت، ومن هذه الثوابت أن الدراما المصرية رائدة بالفعل وتلك حقيقة تاريخية، كما أن الدراما السورية صاعدة بقوة الآن وتلك أيضًا حقيقة لا يمكن اغفالها، كما أن الدراما المصرية تعاني عدم التجديد حالياً، ولكن دعونا ننتظر المزيد من السنوات القادمة لنحكم هل الدراما السورية سوف تقع في خطأ المصرية نفسه وتكرر نفسها أم لا، وبمعنى آخر الدراما السورية لديها ميزة أنها حديثة بالمقارنة بالمصرية، وبالتالي فهي تملك عنصر المفاجأة والحداثة وتقديم الجديد للجمهور، ولكن الزمن كفيل بترجيح كفة أيهما على الآخر، وإن كانت هي حالات وجميعها لها كل الإحترام، وتستطيع أن تتعايش معًا دون أن نقتل أنفسنا في البحث عن أفضلية هذا أو ذاك، فمن يستطيع أن ينسى ليالي الحلمية؟ ومن يستطيع أن يتجاهل باب الحارة؟

ارتبط ابداعك لـ quot;فريجquot; بقضية الهوية الوطنية، وذهب بعضهم بوصفك أنك تجسيد لموهبة المواطن في مواجهة الأغلبية المغتربة التي تعيش بالأمارات... كيف ترى هذا الأمر ؟
شرف لي أن أكون قدوة أو نموذجًا يدل على قدرة الشاب الإماراتي والخليجي على العمل والتفوق والإبداع، وقضية تفوق المواطن الاماراتي وارتباطها بانتصاره للهوية الوطنية ربما تكون صحيحة بالفعل، ولكن دعني أعترف أن quot;دبيquot; تجسيد حي للعولمة واستقطاب الكفاءات من كل الجنسيات وفي مختلف المجالات، وهو الأمر الذي يجعل المقياس الأهم هو الموهبة، أي أن المواطن حينما يحصل على فرصة حقيقية ويتفوق فهو موهوب بالفعل في هذه الحالة، لأن المنافسة في quot;دبيquot; على وجه التحديد شرسة للغاية، فهي بلد يستقطب الكفاءات والمواهب في مختلف المجالات كما قلنا، ومن ناحيتي أؤكد أن أبناء الإمارات يتفوقون حينما تتوفر لهم الفرص الحقيقية والدافعية لإثبات الذات .

على هامش الحوار -نصيحتي لأي فتاة تنتظر محمد سعيد حارب ألا تنتظر كثيرًا، فأنا متزوج من 4 سيدات جميلات ولا أستطيع أن أعيش من دون أي واحدة منهن، ... (أم خماس ndash; أم علاوي ndash; أم سعيد ndash; أم سلوم) ..!

-بالفعل مشروع الزواج مؤجل بالنسبة إلي الآن، وليس قبل 3 سنوات مثلاً، فلا استطيع أن أظلم أي فتاة بالارتباط بشخص لا يفكر سوى في عمله الذي ينشغل به طوال الوقت، حيث أنني لا أزل في مرحلة إثبات الذات بشكل أكبر وتحقيق نجاحات أكبر من خلال مشاريع متنوعة .

-الأصوات الذكورية للشخصيات جاءت لأسباب تقنية بحتة، ولكي يكون الصوت مقنعًا، حيث أن صوت المرأة العجوز (رخيم إلى حد بعيد) وهو يقترب من صوت الرجل، وحينما حاولنا الاستعانة بأصوات سيدات جاءت في التسجيل اشبه بصوت الفتيات الصغيرات، وهو ما لا يتناسب مع المرأة العجوز التي تجسدها شخصيات quot;فريجquot; .

-انتشار quot;فريجquot; بالأمارات هو الأساس بالطبع، فهو اماراتي محلي جدًا على مستوى القضايا واللهجة وكل شيء، وعلى الرغم من ذلك فقد انتشر في الخليج عمومًا، وهذا الأمر يسعدني، واذا كان هناك من يتابعه في مصر أو بلاد الشام أو غيرها من البلاد العربية فذلك هو حبة الكرز التي تزين قالب التورته .

-تكريم ودعم حكومة دبي للمبدعين ممثلة في سمو الشيخ quot;محمد بن راشد آل مكتومquot; نائب رئيس الدولة، رئيس الوزاء، حاكم دبي هو الأساس في النهضة الإبداعية، وباب الأمل المفتوح دائمًا أمام مواهبنا الشابة.