عماد مغنية رجل بعدة وجوه... وصور... وإنتماءات
على يده التقى حزب الله.... بالقاعدة (2/2)
زيد بنيامين: بعد أن قامت إسرائيل بغزو لبنان في عام 1982 ووصلت إلى بيروت، كانت علاقة مغنية بحزب الله قد تقدمت كثيرًا حيث كان ذلك الغزو سببًا لإنضمام مغنية إلى حزب الله والتي تعد اليوم أكبر منظمة (للمرتزقة) على مستوى العالم، ومع منتصف الثمانينات نجح في إن يسترعي انتباه الغرب، وخصوصًا (السي اي ايه) في بيروت التي شكت بضلوع مغنية في عدد من عمليات الإختطاف لغربيين في العاصمة اللبنانية.
يقول (ثوماس ساثريلاند) عميد الجامعة الأميركية في بيروت والذي تم إختطافه في عام 1985، إنه متأكد أن الشخص الذي إلتقاه بصورة دورية أثناء فترة اختطافه هو عماد مغنية حيث إمتدت فترة إختطافه لست سنوات، وذلك بعد أن تم قتل ويليام باكليمسؤول مكتب السي اي ايه في بيروت خلال فترة إحتجازه.
كان مغنية يشعر بالقلق حينما بدأت صحة (ثوماس ساثريلاند) تسوء، كان مغنية الذي يسميه (ثوماس ساثريلاند) بالحاج يأتي للسؤال على صحة الرهائن quot;كان مسؤولو الحماية الخاصة بنا يكنون له احترامًا جمًا، ولا أشك أنه كان قائدهمquot;... وبعد أن شاهد ساثريلاند صورة مغنية على شاشات التلفزيون، قال: quot;إنه أكبر سنًا الآن ووجهه أكثر امتلاءً من قبل ولكنه هو... الحاجquot;.
بحلول العام 1985 أصدرت الولايات المتحدة الأميركية مذكرة لإيقاف مغنية، وقد خططت السي اي ايه فعليًا لاختطافه من بيروت عام 1987... ويتذكر (بوب بير) مسؤول العمليات في العاصمة اللبنانية بيروت تلك الإيام بالقول، إن أحد الرجال بملابس الكاوبوي اقترب منه عارضًا عليه اغتيال مغنية مقابل 2000 دولار ولكن بير في مذكراته (حينما لا نرى الشر) يقول إنه رفض العرض مطالبًا بالقبض على مغنية حيًا.
ويتذكر بير قيامه بوضع 100 دولار في جيب أحد المخبرين حيث كان يقوم الرجل بجمع المعلومات عن مغنية وسؤال جيرانه ومراقبة بيته وسياراته، بينما واصل المخبر عرضه بأن يتم اغتيال مغنية بدل القبض عليه حيًا.
مع حلول عقد التسعينات كانت الحرب الاهلية اللبنانية قد انتهت، وقالت بعض المصادر المخابراتية الاميركية إن الرجل قد يكون سافر إلى السودان من أجل اللقاء بأسامة بن لادن الذي كان يعيش في مزرعة على النيل الأزرق.
يقول ( علي محمد) احد المسؤولين عن حماية بن لادن إنه قام بالإشراف الامني في التسعينات على لقاء تم بين (عماد مغنية) و(اسامة بن لادن) في السودان... ويقول (جاك كولنان) وهو مسؤول سابق في مكافحة الارهاب في الـ اف بي اي استجوب علي محمد بان علي محمد اخبره أن اسامة بن لادن طلب منه شخصيًا أن يسعى للقاء مغنية وكان وقتها يختبئ في وادي البقاع في لبنان.
وبعد اللقاء الذي تم بين علي محمد وعماد مغنية، قدم حزب الله عرضًا للقاعدة أن يتم تدريب عناصرها على المتفجرات وعلى زوارق وصواريخ ايرانية الصنع، على الرغم منquot;أن العديد من الناس قالوا إن هاتين المجموعتين لن تلتقيا ابدًاquot; بحسب جاك كولنان الذي يضيف quot;ولكن المجموعتين اتفقتا على اننا الشياطين، ولذلك يجب أن نضع جميع الاختلافات جانبًا بحسب ما كانوا يفكرون بهquot;، ومن هنا كانت العلاقة بين حزب الله، إيران والقاعدة.
وبحسب التقرير البرلماني للجنة 11 سبتمبر ان اربعة من مختطفي الطائرات جاؤوا من السعودية مرورًا بلبنان ثم ايران، وذلك في تشرين الثاني/نوفمبر العام 2000 وتم ترتيب سفرهم الجوي عبر (مسؤولين على مستوى رفيع في حزب الله) ويعتقد أن أحدهم هو (عماد مغنية).
ويقول أحد اعضاء اللجنة إن (التقرير لم يجد اي دليل على علم مغنية بموعد هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، ولكن التقرير أقر أن السلطات الايرانية سمحت للمختطفي الطائرات ترك افغانستان من خلال جوازات سفر quot;نظيفةquot;).
بروس ريدل احد مسؤولي السي اي ايه يؤكد أنه quot;حينما كان أسامة بن لادن في السودان اصبحت الخرطوم جنة الارهابيين في الشرق الاوسط، وأعتقد أنه من الممكن على الرغم من عدم وجود دليل أنه لا يوجد اي تعاون حقيقي بن حزب الله والقاعدةquot;.
استراتجيًا فإن القليل من العوامل المشتركة جمعت حزب الله والقاعدة، حيث كانت أهداف حزب الله اكثر وطنية وبراغماتية من أهداف بن لادن.
خلال التسعينات كانت الولايات المتحدة تعتقد في اكثر من مناسبة انها على وشك القبض على مغنية ، حيث كادت الولايات المتحدة ان تختطف احدى الطائرات التي شكت بوجود مغنية على متنها لكنها تراجعت في اللحظات الاخيرة خوفاً من صدام دبلوماسي بينها وبين السعودية حتى ان المملكة رفضت ان تهبط الطائرة على ارضها.
اختفى اسم مغنية حتى عاد للظهور بحلول عام 2006 في تقارير الاستخبارات الغربية، ففي كانون الثاني/يناير 2006 وردت تقارير تقول ان مغنية انتقل بطائرة الرئيس احمدي دينجاد الى دمشق في لقاء عالي المستوى جمع الاثنين مع الرئيس السوري بشار الاسد ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل وعددًا من القادة الدينين الاخرين... ثم عاد اسمه للظهور في يونيو 2006 حينما بدأت حرب الـ 34 يومًا بين اسرائيل وحزب الله بعد قيام الاخير باختطاف جنديين بالقرب من الحدود اللبنانية الاسرائيلية وقد عدت تلك الحرب انتصارًا للاسلاميين في لبنان.
ويقول اثنان من مسؤولي المخابرات الاسرائيلية في تصريحات للنيوزويك رفضوا الكشف عن اسمائهم في عام 2006 ان هناك شخصًا مسؤولاً عن العمليات الحربية يعرف على انه (الوحدة 1800) ويعتقدون انه (عماد مغنية).
ويقول مسؤول المخابرات الاميركي ريدل إن عددًا من مسؤولي المخابرات الاسرائيلية اشتكوا له من مغنية كونه يؤدي دورًا واسعًا في نقل الاسلحة من ايران وسوريا الى لبنان.
وعلى الرغم من أن حياة مغنية ضمت الكثير من الغموض، إلا ان موته اصبح حقيقة وان هذه الحقيقة قد تغير المشهد في المنطقة، والبداية مظاهرة شارك فيها الآلاف من اللبنانيين لوداع الرجل في الضاحية الجنوبية من العاصمة اللبنانية بيروت، ويعتقد ان الرد سيكون بعمليات يقودها حزب الله داخل الولايات المتحدة الاميركية.
التعليقات