موقع إلكتروني: الأسد سيعيّنه نائبًا للرئيس لشؤون الأمن
آصف شوكت بطل وطاغية في آن واحد

مصادر فرنسية: بشرى الأسد في بلد عربي

الصفقة السورية الدولية لم تنضج ظروفها بعد

الرئيس السوري يتصدى لصهره

مصادر سورية: quot;عماد مغنية عين كحارس خاص لآصف شوكتquot;

بلال خبيز من بيروت: إنفرد موقع شفاف الشام الإلكتروني، وهو موقع سوري معارض للمعارضة والنظام في سوريا على حد سواء، بنشر تقرير يفيد أن اللواء آصف شوكت ما زال الرجل الأقوى في سوريا، وأن زوجته بشرى الاسد ما زالت المرأة الحديدية في سوريا. وذهب الموقع أبعد من ذلك مؤكدًا أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد حدثًا غير عادي في تاريخ سوريا السياسي والأمني، حيث سيعلن الرئيس السوري بشار الأسد تعيين صهره اللواء آصف شوكت نائبًا للرئيس لشؤون الأمن. ما يعني عمليًا وضع الأجهزة الأمنية كافة بين يديه، وبذلك يصبح فعليًا حاكم سوريا المطلق ومن دون منازع. لكن الشائع والمتداول اليوم في الأوساط السياسية والإعلامية يفيد أن آصف شوكت بات في حكم المعتقل، وإن تهمًا عديدة قد توجه إليه، أقلها التقصير في حماية عماد مغنية، رئيس اركان حزب الله الذي اغتيل في شباط ndash; فبراير الماضي في دمشق.

السيد عبد الحليم خدام من جهته أكد في أكثر من مناسبة، ان اللواء آصف شوكت ضابط كفوء وان سيرته لا تشوبها شائبة، وهو اعلن في الحديث الأخير لإخبارية المستقبل، مع الزميل علي حماده، ان شوكت اصبح قيد الإقامة الجبرية، وانه يخشى عليه من مصير مماثل لمصير غازي كنعان، وزير الداخلية السوري المنتحر في مكتبه، عام 2005.

وتشير المعلومات المتداولة في الصحافة العربية والعالمية الى ان التحفظ على آصف شوكت قد يكون مقدمة لتسليمه ككبش فداء للمحكمة الدولية، لكن هذه التقارير نفسها تعود وتؤكد، ان اللواء شوكت نجح في إخراج ملفات ووثائق من سوريا إلى الخارج، مما يعني انه بات يملك حصانة تمنع النظام من الإقدام على اي محاولة لإزاحته او التضحية به.

والحق ان المسافة التي تقطعها المعلومات الصحافية، وبعضها مفبرك من دون شك، وهي تتبع مسار اللواء شوكت ومصيره، تبدو مذهلة. ذلك انه بصرف النظر عن تقرير شفاف الشام المنفرد في موضوع قرب تعيين شوكت نائبًا للرئيس للشؤون الامنية، فإن السنوات الثلاث السابقة حفلت بتقارير متناقضة اشد التناقض في ما يخص الرجل. وللإنصاف، ليس ثمة من كاتب كتب عن آصف شوكت إلا ووصفه بالرجل الغامض، والحق انه كذلك، حتى بالنسبة إلى من يدعون معرفتهم الوثيقة به.

آصف شوكت الذي يعتبره بعض المعارضين السوريين ضابطًا مثقفاً، لم يسجل على مساره المهني ndash; الامني اي شائبة تتعلق بالاعتقالات التعسفية في سوريا، هو نفسه الذي نشرت صحيفة الموندو الإسبانية عنه انه قام بتهديد نظيره الإسباني على خلفية اعتقال السلطات الإسبانية السوري منذر الكسار المطلوب لقضاء الولايات المتحدة الاميركية، وكان قد ابلغ ميغيل انخل موراتينوس وزير الخارجية الإسباني، خلال لقائه به في دمشق، إثر اعتقال الكسار، بأن الولايات المتحدة الاميركية ليست الجهة التي تضمن امن الكتيبة الإسبانية العاملة في قوات اليونيفيل في جنوب لبنان. وكان ان تعرضت هذه الكتيبة لتفجير سيارة مفخخة اودى بستة من عناصرها في الرابع والعشرين من كانون الثاني ndash; يناير، من العام 2008، بعد اكثر من شهر على قرار القضاء الإسباني السماح بتسليم الكسار إلى الولايات المتحدة.

آصف شوكت ايضًا، المعروف عنه انه ضابط يتمتع بعلاقات جيدة مع دبلوماسيين اوروبيين، هو نفسه الذي اتهمته تقارير صحافية بالضلوع في التخطيط لاغتيال رفيق الحريري. والرجل الذي جمدت واشنطن امواله، قبل تجميد اموال رامي مخلوف، هو المتهم بتسليم الجنرال الإيراني علي اصغري إلى الاستخبارات التركية التي سلمته بدورها إلى الولايات المتحدة الاميركية.

خلاصة القول ان الرجل القوي في سوريا والمهدد في الوقت نفسه، والذي نادرًا ما يظهر ما لديه، هو الاسم السحري الذي ينسب إليه كل ما لا يبدو مفهومًا او معقولاً في سوريا. وهو في سيرته هذه يشبه اشد ما يشبه، رئيس اركان حزب الله الذي قضى غيلة في منطقة نفوذ شوكت، لجهة ما ينسب إليه من اعمال متشعبة لا تحصى ولا تعد، ولا يمكن لرجل واحد ان يقوم بها وحده.

والأرجح ان غموض اللواء شوكت كان سببًا اساسيًا في نشوء هذه السيرة الملتبسة التي تنسب إليه. لكن السبب الأهم الذي يجعل من الرجل اقرب ما يكون إلى الأسطورة والشهيد في وقت واحد، يعود إلى كون النظام في سوريا فقد نقطة ارتكازه الكبرى بعد وفاة الرئيس حافظ الأسد في حزيران ndash; يونيو من العام 2000. ففي غياب الزعامة السياسية الراجحة، لا يجد المحللون بدًا من نسبة السياسة وما تحتها إلى رجال الامن الغامضين. ولطالما كان رجالات الأمن في سوريا يملكون مثل هذه الميزة التي تجعلهم يبدون اقوياء لا يقهرون. لكن النظام السياسي السوري نجح على الدوام في الاستغناء عن خدماتهم واحالتهم على التقاعد وتوليد جيل جديد من الضباط كاملي الولاء الذين يعودون للظهور بمظهر صناع القرار.