ابن الباشوات الذي انحاز طيلة حياته للفقراء والمهمشين
الموت يغيب إبراهيم شكري أقدم السياسيين في مصر
كتب ـ نبيل شرف الدين : عن عمر يناهز 92 عامًا، غيب الموت اليوم المهندس إبراهيم شكري (1916 ـ 2008) رئيس حزب العمل المصري المعارض (المجمد)، وهو أحد أبرز السياسيين المخضرمين الذين شاركوا بفاعلية في الحياة العامة في مصر منذ العهد الملكي، مروراً بعهود الرؤساء محمد نجيب وجمال عبد الناصر وأنور السادات ثم الرئيس الحالي حسني مبارك .إبراهيم شكري
والفقيد الكبير ينتمي إلى أسرة عريقة وثرية، فوالده هو محمود شكري كان من حملة لقب quot;باشاquot;، أما والدته فهي السيدة زينب هانم واصف .
وتولى الفقيد مقعد البرلمان نحو ست وعشرين سنة، كما تم تعيينه محافظا للوادي الجديد في عام 1972 ثم وزارة الزراعة عام 1976 حتى قدم استقالته عام 1978 ليترأس حزب العمل الاشتراكي، الذي ما لبث أن تحالف مع جماعة quot;الإخوان المسلمينquot;، وقد خاضت صحيفة الحزب (الشعب) العديد من المعارك الشرسة ضد نظام الحكم وعدد من الوزراء من أشهرهم وزير الزراعة الأسبق يوسف والي، ثم ساهمت الصحيفة في التحريض ضد وزارة الثقافة في ما عرف حينذاك بأزمة ما عرف بمظاهرات رواية quot;وليمة لأعشاب البحرquot;، حتى تقرر اغلاق تلك الصحيفة في أيار (مايو) من العام2000 .
وكان بوسعه أن يعيش نمطاً أرستقراطياً من الحياة، فهو ابن أسرة ثرية، ولد في ولد في 22 أيلول ( سبتمبر) من العام 1916، لكنه آثر أن يعيش وسط العمال والفلاحين والبسطاء من أبناء وطنه، رضع السياسة منذ نعومة أظافره، وعندما شبّ دخل معترك الحياة العامة، ثم انضم إلى جماعة quot;مصر الفتاةquot; وهو لم يزل طالبا يدرس بكلية الزراعة في جامعة القاهرة (فؤاد الأول آنذاك)، التي تخرج فيها في العام 1939 .
مسيرة ومعارك
وترك شكري حياة الرفاهية والخدم والحشم في بيت أسرته بالقاهرة، والذي كان وزيراً في أول حكومة انتقالية في مصر العام 1924، وفضل أن يعيش وسط جموع الفلاحين في بلدته quot;شربينquot; التابعة لمحافظة الدقهلية في دلتا مصر .
وعمل الفقيد على خدمة البسطاء، وكان أول مشروع يقدمه لأهالي قريته هو إنشاء مدرسة وجمعية تعاونية تقدم السلع للمواطنين بأسعار زهيدة وأدخل الكهرباء إلى قريته والقرى المجاورة.
وانتخب نائباً في البرلمان عن الحزب الاشتراكي quot;مصر الفتاةquot; عام 1950 واختاره عبد الناصر بعد قيام الثورة ليكون أمينا للاتحاد الاشتراكي في محافظة الدقهلية، وبعدها اختاره السادات محافظاً للوادي الجديد، وفي العام 1975، انتخب عضواً في البرلمان، ثم أصبح رئيساً للجنة الزراعة والري، وأصبح وزيراً للزراعة واستصلاح الأراضي حتى استقال من منصبه العام 1978 ليؤسس حزب العمل الاشتراكي .
وحزب العمل الذي أسسه شكري، بدأ اشتراكياً، ثم ما لبث أن تحالف مع جماعة quot;الإخوان المسلمينquot;، وخاض معارك طاحنة ضد النظام الحاكم في مصر، وهنا يقول شكري في إحدى مقابلاته التي أجريتها معه: quot;صلة حزبنا بالاخوان المسلمين مبنية على علاقة طبيعية لم نختلقها، فهم كانوا يجاوروننا في المقر، هذا جعل كلا منا يحضر اجتماعات وندوات الآخر، وأذكر أن الأستاذ أحمد حسين عرض أكثر من مرة على المرشد العام للاخوان أن نجعل الجماعتين حركة واحدة، غير أنه كان يرد بلباقة معبرا عن عدم موافقته، وعموما كان هناك دائما نوع من التفاهم بين نشاطنا ونشاطهمquot;، وبعد أزمة رواية quot;وليمة لأعشاب البحرquot; الشهيرة دخل حزب quot;العملquot; وصحيفته نفق التجميد حتى الآن.
التعليقات