إتصالات مكثفة بين السعودية وليبيا ومصر وسوريا
سلسلة مصالحات عربية ترعاها مصر في ثلاث قمم
نبيل شرف الدين من القاهرة: تشهد مصر نشاطًا سياسيًا مكثفًا هذه الأيام، فقد وصل إلى مدينة الإسكندرية الساحلية شمال البلاد السلطان قابوس بن سعيد، سلطان عُمان، الذي بدأ زيارة لمصر تستغرق ثلاثة أيام، تأتي في أعقاب زيارته إلى ليبيا التي أثارت علامات استفهام كثيرة حول طبيعة أجندتها غير المعلنة .
كما يستقبل الرئيس المصري حسني مبارك أيضاً يوم الجمعة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، والذي يبدأ زيارة لمصر تستغرق يومين، ويجري الرئيس المصري أيضًا يوم السبت المقبل مباحثات مع رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة .
هذه الزيارات المتعاقبة للقادة العرب لمصر، تأتي في وقت إكتفت فيه المصادر الرسمية المصرية بالقول إنها تبحث مجمل التطورات بالمنطقة والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية وتعزيز العلاقات العربية، غير أن مصادر دبلوماسية عربية في القاهرة أشارت إلى سلسلة من المصالحات العربية تصدت لها أطراف تحظى بالقبول بين الفرقاء، ومنهم على سبيل المثال السلطان قابوس بن سعيد، الذي زار ليبيا قبل أيام وتلمح المصادر إلى أنه يقود بالتنسيق مع الرئيس المصري وساطة بين السعودية وليبيا، بعد أن تدهورت العلاقات بين البلدين إلى حد كبير .
ولم ينكر دبلوماسي مصري تلك المعلومات، إلا أنه اكتفى بالقول إن القمم المصرية ـ العربية الثلاث، تندرج في إطار جهود حثيثة لرأب الصدع على الساحة العربية، ومواجهة المشكلات العربية الراهنة، دون الخوض في مزيد من التفاصيل، مشيراً إلى أن طبيعة هذه الاتصالات تقتضي قدراً من التكتم حتى يمكن التوصل إلى نتائج إيجابية من شأنها محاصرة الخلافات العربية .
وتحدثت المصادر أيضًا عن وساطة مصرية ـ سعودية من جهة، وسورية من جهة أخرى، خاصة بعد حلحلة الوضع في لبنان وانتخاب رئيس جديد، ثم تشكيل الحكومة، وأخيراً ما تم الإعلان عنه رسمياً من إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين دمشق وبيروت وتبادل السفراء بينهما، وبالتالي فإن كلاً من القاهرة والرياض تسعيان الآن لاحتضان دمشق، بدلاً من تركها تنخرط أكثر في علاقتها بطهران، بما يشكل مساساً بالأمن القومي العربي، كما يقول دبلوماسيون عرب في القاهرة تحدثت معهم (إيلاف) .
قمم وترتيبات
وسربت مصادر دبلوماسية عربية في القاهرة معلومات حول حزمة من الاقتراحات التي حملها المسؤول الليبي أحمد قذاف الدم بصفته موفداً خاصاً من قبل العقيد الليبي معمر القذافي، عن التزام دعم quot;إعادة ترسيمquot; العلاقات السورية ـ اللبنانية، ومن ثم العلاقات بين دمشق من جهة، وكل من القاهرة والرياض من جهة أخرى .
غير أن مراقبين ومحللين سياسيين يرون أن ليبيا ربما تكون مؤهلة للوساطة بين القاهرة ودمشق، لكنها ليست مؤهلة للوساطة بشأن الأزمة اللبنانية، بسبب سوء العلاقات الليبية ـ السعودية .
وتردد أخيرًا أن ليبيا بذلت جهودًا للتقريب بين الرئيسين المصري والسوري، في محاولة لتطبيع العلاقات التي يسودها نوع من الفتور بسبب موقف سورية من الأزمة اللبنانية، ويشار إلى أن أحمد قذاف الدم هو الذي قاد هذه الوساطة، حيث زار القاهرة ودمشق مبعوثاً من القذافي، في ما سبق أن أعلن المتحدث باسم الرئاسة المصرية، سليمان عواد، quot;أن العلاقات بين القاهرة ودمشق ليست في أفضل حالاتهاquot; .
أما في التفاصيل فقد بدأت اليوم الخميس بقصر المنتزة بمدينة الإسكندرية، قمة مبارك ـ قابوس وصرح مصدر دبلوماسي بأن القمة المصرية ـ العمانية تتناول بحث تطورات الملف النووي الإيرانيrlm;,rlm; والوضع في الخليج والعراقrlm;,rlm; وعملية السلام في الشرق الأوسطrlm;,rlm; كما ستتطرق لنتائج زيارة السلطان قابوس إلى ليبيا ومباحثاته مع العقيد الليبي معمر القذافي .
وأضاف المصدر ذاته أن هذه القمة سوف تتطرق أيضاً للوضع في السودانrlm;,rlm; خاصة في ضوء قرار المحكمة الجنائية الدولية توقيف الرئيس السوداني عمر البشيرrlm;,rlm; وكذلك الوضع في دارفورrlm;,rlm; والصومالrlm;,rlm; وموريتانياrlm;,rlm; عقب الانقلاب العسكري الأخيرrlm; .
كما تستضيف مدينة الإسكندرية غدا الجمعة قمة مصرية ـ سعودية بين الرئيس مباركrlm;rlm; والعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وهي القمة التي وصفت رسمياً في القاهرة بأنها ستركز على تطورات القضية الفلسطينيةrlm;,rlm; والجهود المشتركة لتوحيد الصف الفلسطينيrlm;,rlm; ووقف الاقتتال الداخليrlm;,rlm; وإحياء عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل .
ومضت مصادر رئاسية مصرية قائلة إن القمة المصرية ـ السعودية سوف تتطرق إلى الوضع في العراقrlm;,rlm; وتطورات الملف النووي الإيرانيrlm;,rlm; واتصاله بأمن الخليجrlm;,rlm; هذا بالإضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدينrlm;,rlm; وسبل تعزيزها في شتى المجالات، rlm;وأوضاع العمالة المصرية بالسعودية وغير ذلك من الملفات المشتركة.
وأخيراً فمن المرتقب أيضاً أن تستضيف الإسكندرية يوم السبت المقبل قمة مصرية ـ لبنانية بين الرئيس مباركrlm;,rlm; ورئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة تتناول تطورات الأوضاع على الساحة اللبنانية عقب تشكيل حكومة الوحدة الوطنية اللبنانيةrlm;,rlm; وحصولها على ثقة البرلمان اللبنانيrlm; .
التعليقات