بدء عمليات عد الأصوات ونصف مليون عسكري حموا الاقتراع
الانتخابات مرت آمنة والعراقيون عبروا عن خياراتهم للمستقبل
أسامة مهدي من لندن : ارغم الاقبال على صناديق الاقتراع في الانتخابات المحلية العراقية الى تمديد ساعاته بينما اقر مسؤولون بحصول اختراقات امنية وانتخابية وصفت بالبسيطة في عمليات التصويت واكدوا ان هذه الانتخابات شكلت فرصة للتغيير والاصلاح فيما تم الاعلان عن قيام نصف مليون خبير محلي ودولي بمراقبة العملية الانتخابية في انحاء البلاد في اختبار للقوة بين الاحزاب السياسية الدينية والقوى العلمانية التي تنادي بأخراج العراق من المحاصصة الطائفية واصلاح العملية السياسية في وقت اكد الوزراء الامنيون نجاح الخطة الامنية لحماية الانتخابات .
وقد اضطر الاقبال الكبير على المشاركة في الانتخابات المفوضية العليا للانتخابات الى تمديد التصويت الذي كان مقررا في الساعة الخامسة عصرا (2 بتوقيت غرينتش) الى السادسة مساء بالتوقيت المحلي، وبدأت على الفور عمليات فرز الأصوات بحضور المراقبين المحليين والأجانب
وفي كلمة الى الشعب العراقي عقب غلق صناديق الاقتراع وصف رئيس الوزراء نوري المالكي الانتخابات بالناجحة وشكلت ملحمة تاريخية لم يصوت فيها الشيعي والسني والمسلم والمسيحي والعربي والكردي والتركماني لطائفته اولقوميته وانما للعراق الموحد . وقال ان الجميع صوتوا ضد الطائفية التي ابتلت بها البلاد وجرت عليها المواجهات والدماء وعطلت عمليات ابناء وتسببت في الدمار .
واضاف ان العراقيين صوتوا اليوم للتداول السلمي للسلطة حتى لاتعود الديكتاتورية والانقلابات العسكرية .. وصوتوا لقيام حكومات محلية قوية قادرة على تحقيق امن واستقرار وبناء المحافظات وتوفير الخدمات الاساسية للمواطنين . ودعا القوى السياسية والمرشحين للانتخابات الى نسيان اجواء التنافس السابقة والتوجه نحو مرحلة جديدة من التضامن والاخاء . وقال ان البلاد تتهيأ الان لانتخابات عامة جديدة ستجري اواخر العام الحالي لانتخاب مجلس نواب جديد من اجل استكمال العملية الديمقراطية والدستورية معربا عن امله في التهيؤ لها بالمستوى الذي جرى لانتخابات المافظات التي انتهت اليوم ..
واكد وزيرا الدفاع عبد القادر العبيدي والداخلية جواد البولاني نجاح الخطط الموضوعة لحفظ عمليات الاقتراع في انحاء البلاد . وقال المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا إن يوم غد الاحد لن يشهد حظرا على تجوال المركبات والاشخاص بل سيكون عطلة وطنية. وأوضح أن قيادة عمليات بغداد لم تسجل أي خرق امني في العاصمة وستبقى الاجراءات الامنية سارية لحين نقل صناديق الاقتراع الى مراكز الفرز . واشار الى ان قيادة عمليات بغداد سيتقوم بحماية السيارات والموظفين الذي سينقلون صناديق الاقتراع الى مراكز الفرز .
واشار البولاني من جهته الى انه قد اشترك في تنفيذ الخطة الأمنية لحماية مراكز الاقتراع والناخبين 500 ألف رجل امن في جميع انحاء العراق منهم 400 الف من قوات الداخلية و100 الف من وزارة الدفاعrdquo;. واضاف ان جميع مؤسسات الدولة ومنهم حرس الحدود والأجهزة الاستخبارية قد شاركوا في الخطة الامنية .
واعتبرت مصادر عراقية ان انتخابات اليوم اكتسبت اهميتها من كونها عملية سترسم ملامح المستقبل السياسي للبلاد بمكن خلال تأشير التوجهات التي ستفرزها نتائج الانتخابات العامة التي ستشهدها اواخر العام الحالي وما اذا كانت الاحزاب الدينية ستستمر بفرض سيطرتها بقوة على الشارع العراقي او العكس . فنتائج انتخابات مجالس المحافظات ستكون مؤشرا على اتجاه خيارات الناخب العراقي وتعبيرا عن رغباته في اختيار نوع النظام او القوى التي ستحكمه مستقبلا .
وقال وزير الدفاع العراقي ان اختراقات امنية بسيطة قد حصلت اليوم ومنها في مدينة تكريت شمال غرب بغداد لكنه لم تحدث اصابات في الارواح . واشار في تصريح لفضائية العراقية الى ان التقارير التي تصله من بقية المحافظات تؤكد استباب الامن والتصويت يجري باجواء امنة . ومن جانبه اكد وزير الداخلية جواد البولاني ان القوات الامنية جاهزة لاي محاولة لتعكير امن الانتخابات وقال ان المركبات بدات بالتحرك بعد رفع الحظر عن تجوالها لنقل الناخبين الى صناديق الاقتراع موضحا ان عناصر الشرطة ستساعدهم ايضا للوصول الى المراكز .
ومن جهتها اعلنت منظمة شبكة تموز لمراقبة الانتخابات إن عددا من المراكز الانتخابية قد شهدت بعض الخروقات التي وصفتها بالبسيطة . كما سجلت شبكة عين لمراقبة الانتخابات ملاحظات سلبية على بعض المراكز الانتخابية فيما يتعلق بتصويت الناخبين من المهجرين في بغداد موضحة ان quot;هناك إرباكا واضحا بالنسبة لتسجيل المهجرين حسب المراكز الانتخابية .
وابلغ مواطنون في بغداد اتصلت بهم quot;ايلافquot; ان تحسن الطقس وارتفاع حرارة الجو اليوم قد ساعدا على توجه الناخبين بشكل ملحوظ الى صناديق الاقتراع .
وفي مدينة اربيل الشمالية قال محمد احسان وزير المناطق الخارجة في اقليم كردستان ان الاكراد الموجودين في المناطق المتنازع عليها في خانقين وديالى ومناطق اخرى حرموا من الادلاء باصواتهم في انتخابات مجالس المحافظات دون مبررات قانونية . وحمل مفوضية الانتخابات والسلطات الادارية في تلك المناطق المسؤولية المباشرة عن هذا الحرمان. واوضح ان الانتخابات في مدن اقليم كردستان جرت في اجواء ديمقراطية ما عدا بعض الملابسات التي حدثت بسبب عدم وجود اسماء عدد من المهجرين الى مدن الاقليم بينما سجلت الدوائر التابعة للانتخابات في المناطق المتنازعة عليها خروقات قانونية غيرت من مجرى المفاهيم الديمقراطية في المشاركة .
ومن جهته قال النائب صالح المطلك رئيس جبهة الحوار الوطني تسجيل خروقات انتخابية في مناطق بمحافظة ديالى حيث منع ناخبون عرب من التصويت واشار الى انه تم ابلاغ مفوضية الانتخابات بذلك . ودعا المواطنين الى المشاركة بقوة في الانتخابات برغم وجود بعض التزوير والخروقات على حد قوله .
كما قالت الجبهة التركمانية فرع الموصل إن الآلاف من المهجرين والمواطنين من أهالي الموصل وقضاء تلعفر لم يجدوا أسمائهم في سجلات الناخبين.
وأوضحت ان مركز الصميدعي في حي الحدباء والمخصص للمهجرين في الموصل لم ترد فيه العديد من أسماء المهجرين، وكذلك الحال في حي المثنى وحي الرشيدية واضافت ان المواطنين ذهبوا إلى تلك المراكز للإدلاء بأصواتهم لكنهم لم يجدوا أسمائهم في سجلات الناخبين .
وأشارت الى ان قضاء تلعفر هو الآخر يعاني من فقدان الأصوات الخاصة بالأسر المهجرة موضحة انها قدمت شكوى رسمية لمفوضية الانتخابات في نينوى حول هذا الموضوع .
وفي وقت سابق صباح اليوم ولدى الادلاء بصوته في مركز انتخابي بفندق الرشيد مقر عدد كبير من المسؤولين والنواب داخل المنطقة الخضراء وسط العاصمة قال رئيس الوزراء نوري المالكي ان اليوم هو يوم للفرح سيرسم طريق العيش الكريم للعراقيين داعيا المواطنين الى التوجه الى صناديق الاقتراع . واشار الى ان المفوضية العليا المستقلة للانتخابات نجحت باغلاق كل منافذ التزوير المحتملة . واضاف ان الشعب العراقي اصبح بوعي عال ويستلهم النهج الديمقراطي quot;وانا فرح جدا ان هناك اقبالا واسعا على صناديق الاقتراع وهو يعطي تصورا عن مدى ثقة الشعب بحكومته وبالانتخاباتquot;.
وقال ان الشعب العراقي يميز بين الجانب الخدمي والمسؤولية الشرعية quot;ونأمل ان تسهم الانتخابات بتوفير فرص العيش الكريم لان المجالس سيكون لها صلاحيات واسعة ونتمنى حسن الاختيارquot;. ودعا المواطنين الى التواصل لما تبقى من ساعات وان يكونوا على اعلى درجة من الانضباط . وانتقد من يشكك بقدرة العراق على الانتخاب وقال ان هؤلاء لا يحبون الديمقراطية وينظرون للعراق بانه ديكتاتوري. واشار الى ان الجميع ينظر للعراق باحترام بعد ان استكمل سيادته عقب اتفاقية سحب القوات الامريكية ، وان الغالبية العظمى ستفرح لفرح العراقيين .
وشدد على ان الدستور لا يقبل برجل العراق الاوحد وانه سيكون حاميا للعملية الديمقراطية عبر الشراكة ويجب ان نلتزم به سواء في هذا الدستور او ما يتم تعديله . وحول امكانية حدوث خروقات امنية قال quot;ان هذا شيء يحصل في جميع دول العالم ولكني غير قلق من عملية التأثير على الناخبين quot;.
ومن جهته قال نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي عقب الادلاء بصوته في المنطقة الخضراء ايضا ان هذا اليوم هو يوم لتجسيد الديمقراطية وفرصة للمواطن في اختيار ممثليه في السلطة، مشيرا إلى ان العراق بأمس الحاجة إلى إصلاحات جذرية . واكد ان هذا اليوم هو يوم لتجسيد الديمقراطية وفرصة للمواطن في اختيار ممثليه في السلطة . وأضاف ان العراق بأمس الحاجة إلى اصلاحات جذرية والمواطن بحاجة إلى تغيير . وقال انه ادلى بصوته وادى ما عليه من أمانة quot;واعتقد ان إدلائي بصوتي اليوم هو لخدمة بلدي وأهالي عامة وبغداد خاصةquot;. واشار الى انه حرص على التصويت مبكرا اليوم لأرسل رسالة تشجيع واطمئنان وحث إلى كل العراقيين موضحا ان هذا اليوم يمثل انعطافا تأيخيا وانا سعيد بما انطلق من حملات انتخابية حثت المواطنين على عدم التخلي عن أصواتهم خدمة للعراق .
وحث زعيم الائتلاف الشيعي الحاكم عبد العزيز الحكيم لدى ادلائه بصوته في بغداد العراقيين على ضرورة المشاركة في الانتخابات والادلاء باصواتهم .
ومن جانبه قال ممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق ستافان دي ميستورا خلال زيارته الى مدينة الرمادي (110 كم شمال غرب بغداد) لتفقد سير العملية الانتخابية ان لانتخابات تجري بشفافية كبيرة . واضاف في تصريحات للصحافيين نقلتها فضائية quot;العراقيةquot; الرسمية ان هناك شفافية كبيرة في الانتخابات موضحا وجود نصف مليون خبير يراقبون العملية الانتخابية في جميع المحافظات من اجل تسجيل الملاحظات . واشار ان الانتخابات في الرمادي مهمة لان نسبة المشاركة فيها خلال الانتخابات الماضية عام 2005 لم تتجاوز نسبة 2% لكنه لاحظ الان اقبالا كبيرا على التصويت .
وقال نائب رئيس الوزراء رافع العيساوي ان الحاجة الى اختيار مجالس محافظات قادرة على تقديم المنجزات للعراقيين تستدعي مشاركة العراقيين جميعا في الانتخابات . واضاف انه اذا ما وصل اعضاء غير قادرين الى مجالس المحافظات فأن المسؤول هو المواطن الذي امتنع عن التصويت .
اما السفير البريطاني في بغداد فقال انه زار عددا من المراكز الانتخابية فوجد اقبالا جيدا على التصويت . واشار الى ان هذه المشاركة ستعمق العملية الديمقراطية في البلاد منوها بالتحسن الامني الذي يشهده العراق الذي قال انه يتحسن يوما بعد يوم .
اما نائب رئيس مجلس النواب خالد العطية فقال ان هذا الاقبال على التصويت يؤشر استعادة العراق لعافيته وامنه واستقراره . واضاف ان ذلك يؤكد ايضا ان العراق قد خرج من عنق الزجاجة وبدأ بالتوجه نحو الاعمار والبناء . ووصف وزير التخطيط علي بابان الانتخابات بانها استحقاق وطني يساهم في صنع المعادلة السياسية وتحقيق التغيير والتقويم . وشدد على ضرورة نزع المواطن لثوب السلبية والمساهمة بايجابية في عملية التغيير من خلال المشاركة في الانتخاب .
واعلن رئيس المفوضية العليا للانتخابات فرج الحيدري اتخاذ الاجراءات الكفيلة بمنع عمليات التزوير في الانتخابات . وقال ان 112 الف خبير محلي و404 اجنبي و428 الف ممثل للكيانات السياسية يقومون حاليا بمراقبة عمليات التصويت في انحاء البلاد .
وعلى الرغم من ان الانتخابات لاتشمل كركوك ومحافظات اقليم كردستان الثلاث اربيل ودهوك والسليمانية فانها شهدت اليوم بدء عمليات التصويت ايضا لكن بمشاركة المهجرين الى هناك من محافظات العراق الاخرى .
وحول حظر التجوال الذي فرض الليلة الماضية قال المتحدث باسم قيادة عمليات فرض القانون اللواء قاسم عطا إن حظر التجوال في العاصمة بغداد تم تقليصه الى الساعة الخامسة من عصر اليوم السبت بدلا من الخامسة من فجر غد الاحد بأمر من القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي. واضاف ان المالكي أمر بتقليص ساعات حظر التجوال في بغداد الى الساعة الخامسة عصرا بعد ان كان مقررا ان تنتهي في الخامسة من فجر غد الاحد .
تشظي التحالفات الشيعية والسنية
وجرت الانتخابات وسط تشرذم وتشظي الائتلاف الشيعي الذي حكم البلاد طيلة الثلاث سنوات الاخيرة وجبهة التوافق التي تمثل المكون السني نتيجة الانسحابات والخلافات التي شهدتها خلال السنتين الاخيرتين . وتقول مصادر عراقية ان هذا الانقسام سيضعف سيطرة قوة معينة بحد ذاتها على مجالس الحكومات المحلية في المحافظات الاربعة عشر التي جرت فيها الانتخابات من بين محافظات البلاد الثمانية عشرة عدا كركوك ومحافظات اقليم كردستان الثلاث وهي اربيل والسليمانية ودهوك . واشارت الى ان هذا سيصب في صالح القوى العلمانية التي تنادي بقوة باخراج البلاد من المحاصصة الطائفية وتأخذ على القوى الدينية فشلها في توفير الخدمات العامة للمواطنين .
فعلى الجانب الشيعي فأن الائتلاف العراقي الموحد الذي كان يضم 15 حزبا وفصيلا قد شهد انسحاب العديد منها والتي تتنافس بقوة الان خلال هذه الانتخابات . واكبر قوتين في الائتلاف وهما المجلس الاعلى الاسلامي بقيادة زعيم الائتلاف عبد العزيز الحكيم وحزب الدعوة الاسلامية بقيادة رئيس الوزراء نوري المالكي يخوضان الانتخابات بقائمتين متنافستين وسط تبادل اتهامات بين الطرفين . ويركز المجلس الاعلى على محافظات الجنوب الشيعية رافعا شعارات تلامس عواطف العامة وخاصة في مجال دفاعه عن شعائر عاشوراء بينما خاض المالكي بقائمته دولة القانون حملة ركزت على ضرورة اخراج البلاد من الطائفية وتشكيل دولة قوية ترتكز على حكومة مركزية تستطيع فرض سيطرتها على البلاد . وهناك ايضا التيار الصدري وهو قوة شيعية لايستهان بها حيث خرج من الائتلاف واعلن دعمه لقائمتين انتخابيتين قريبتين من خطه وهما قائمتي تيار الاحرار المستقلة والنزاهة والبناء. كما ان هناك الحزب الدستوري الذي اسسه وزير الداخلية جواد البولاني الذي ظهرا منافسا قويا لبقية الاحزاب الشيعية وخاصة في صفوف القوات الامنية .
اما جبهة التوافق فقد تشظت ايضا وتركتها قوى وشخصيات من داخلها ولم يبق منها غير الحزب الاسلامي بقيادة نائب الرئيس طارق الهاشمي ومجموعة اهل العراق بقيادة عدنان الدليمي زعيم الجبهة . وتواجه هذه الجبهة حاليا منافسة قوية من مجلس الحوار بزعامة الشيخ خلف العليان والتجمع الديمقراطي بقياد طه اللهيبي اللذين انسحبا منها اضافة الى العشائر السنية وخاصة في محافظة الانبار التي تخوض صراعا مع الحزب الاسلامي على اصوات الناخبين في هذه المحافظة السنية الغربية التي كانت موئلا لتنظيم القاعدة الذي طرده تحالف العشائر . وقد تجسد التصادم السني السني مؤخرا خلال محاولات انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب بعد اقالة رئيسه السابق محمود المشهداني حيث لم تتفق القوى السنية لحد الان على مرشح للمنصب والذي هو من حصتها .
ومن الواضح ان هذا التشرذم السني الشيعي سيكون في صالح القوى العلمانية التي تشير التوقعات الى انها ستحقق مكاسب لاباس بها على حساب القوى الدينية نتيجة فشل هذه في توفير الخدمات العامة والقضاء على الفساد المالي والاداري وانهاء المحاصصة الطائفية التي نخرت جسد الدولة العراقية . وفي هذه الحال فأن اكبر المستفيدين من ذلك ستكون القائمة الوطنية العراقية بقيادة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي والمؤتمر الوطني بزعامة احمد الجلبي وجبهة الحوار برئاسة صالح المطلك والحزب الشيوعي بزعامة حميد مجيد موسى وحزب الامة العراقية بقيادة مثال الالوسي اضافة الى شخصيات مستقلة .
وعود وملايين وتوقعات متباينة
ولذلك فقد جرت الحملات الانتخابية التي شهدتها البلاد على مدى الاربعة اسابيع الماضية وسط تركيز قادة القوائم المتنافسة الذين جالوا محافظات البلاد طولا وعرضا خلال هذه الحملة في تحرك لم تشهده البلاد منذ 5 سنوات على ثلاث قضايا رئيسية انطلاقا من ادراكهم بأنها مثار اهتمام وتطلع الناخب العراقي وهي : المحاصصة الطائفية التي تسود المواقع الرسمية في البلاد والعلاقة بين الحكومة المركزية في بغداد والحكومات المحلية في الاقاليم والمحافظات والصراع بين الطرفين حول الصلاحيات اضافة الى الخدمات الاساسية المفقودة في مجال الكهرباء والماء والمشتقات النفطية وتفشي البطالة .
واشارت المصادر الى ان ملايين الدولارات قد انفقت على الدعايات الانتخابية مؤكدة ان قسما كبيرا منها مصدره الدولة . وقالت ان الوزارات والمؤسسات الحكومية اصبحت بموظفيها التابعين لهذا الوزير او ذاك بحسب المحاصصة الطائفية مروجين لقوائم مسؤوليهم وبرامجهم الانتخابية .
وقد استحدثت معظم القوائم الانتخابية مواقع لها على شبكة الانترنيت حيث نشرت صور مرشحيها وبرامجها ووعودها الانتخابية . واظهرت استطلاعات للراي اجرتها مؤسسات رسمية واعلامية ومختصة تباينا في مواقف الناخبين من القوى الرئيسية في البلاد . فبينما اظهرت استطلاعات بان قائمة حزب الدعوة بقيادة المالكي ستحصد اكثر الاصوات تليها القائمة العراقية بزعامة علاوي فان اخرى اشارت الى ان المجلس الاعلى بقيادة الحكيم سيفوز باكثر الاصوات .
وقد اتاح التحسن الامني للمرشحين وضع أسمائهم ورفع صورهم في الاماكن العامة بشكل مباشر للمرة الاولى فضلا عن توسع قاعدة الترشيح بعد مقاطعة بعض الكتل للانتخابات السابقة وخاصة السنية منها . وقد تحولت الجدران الكونكريتية التي وضعت لصد التفجيرات في معظم مناطق العراق الى أمكنة مفضلة للصق صور ولافتات المرشحين فيما امتلأت شوارع المدن العراقية وساحاتها وازقتها بصور المرشحين وبشعارات الحملات الانتخابية الدعائية .
ومنذ الليلة الماضية فأن العراق بدأ عزلة عن العالم ستشتمر حتى صباح غد الاحد بعد ان تم غلق الحدود البرية والبحرية والجوية والمطارات الدولية والداخلية لكن حظر التجوال الذي كان مقررا حتى صباح غد رفع عضر اليوم . .
وقال مواطنون من بغداد ان العاصمة العراقية شهدت انتشارا واسعا لقوات الامن عبر تسيير دوريات واقامة نقاط تفتيش في معظم الشوارع حيث اتخذت قوات الامن اجراءات مشددة حول مراكز الانتخاب تمثلت باغلاق الطرق ونشر عناصر فوق اسطح المباني ومداخل الطرق المؤدية اليها.
وتم غلق الحدود البرية والبحرية والجوية العراقية والمطارات الدولية والداخلية من الساعة العاشرة من مساء امس بالتوقيت المحلي (السابعة مساء بتوقيت غرينتش) وحتى الساعة الخامسة من صباح غد الاحد. كما تم غلق نقاط الدخول والخروج بين المحافظات من الساعة الثامنة من مساء مس وحتى الساعة الخامسة من صباح الاحد مع منع حركة كل انواع المركبات داخل مراكز المناطق والمحافظات اليوم من الساعة 5 صباحا حتى الساعة 10 مساء لكن اوامر صدرت برفع الحظر فورا في العاصمة وعدد من المحافظات .
وجرت الانتخابات في ظل اجراءات امنية مشددة شارك فيها مئات الالاف من عناصر القوات العراقية بعد ان كان الدعم الاميركي ضروريا في الانتخابات السابقة . ونجاح القوات العراقية بهذه المهمة مؤشر مهم على قدرتها لان الجيش الاميركي سينسحب بنهاية العام 2011 بموجب اتفاقية امنية وقعتها بغداد وواشنطن في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
ولحد الان اغتيل ستة مرشحين في محافظات الموصل الشمالية وبغداد وديالى في الوسط والبصرة في الجنوب منذ منتصف الشهر الماضي بينهم ثلاثة خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية .
ويتنافس المرشحون البالغ عددهم 14431 مرشحا يمثلون 401 كيانا سياسيا و36 أئتلافا موزعين بواقع 3912 امرأة و10519 رجلا لشغل 440 مقعدا في مجالس المحافظات. ويحق لحوالي 15 مليون عراقي الادلاء بأصواتهم في 7 آلاف مركز انتخابي و42 ألف محطة انتخابية فيما تم اعتماد 78 ألف مراقب محلي وأكثر من 224 ألف وكيل من الكيانات السياسية. كما تم افتتاح مكتبين لتسجيل المراقبين الدوليين في الداخل والخارج والذي بلغ عددهم حتى الآن 80 ألفا ونشر أكثر من 270 ألف موظف في مراكز الاقتراع وتوفير 607 أطنان من المعدات والمستلزمات الخاصة بعمل المفوضية العليا للانتخابات.
وقام الفا أعلامي محلي و400 اعلامي دولي بتغطية الانتخابات وهؤلاء المراقبين والاعلاميين سيكونون قادرين على كتابة الملاحظات والتقارير وتدوين ذلك على شكل تحقيقات او تقارير رسمية توجه الى الجهات المعنية وكشفها للاعلام من اجل تعزيز مبدأ الشفافية والنزاهة كما اكدت مفوضية الانتخابات .
ويخصص قانون الانتخابات مقاعد للاقليات ثلاثة منها للمسيحيين في بغداد ونينوى الشمالية والبصرة الجنوبية اما الصابئة فلهم مقعد واحد في بغداد ومقعد واحد لكل من الايزيدين والشبك في نينوى .
وتتوزع المقاعد على المحفظات الابع عشرة كما يلي : الانبار وعاصمتها الرمادي 29 مقعدا .. و بابل وعاصمتها الحلة 30 مقعدا .. و بغداد 57 مقعدا .. و البصرة 35 مقعدا .. والقادسية وعاصمتها الديوانية 28 مقعدا .. و ذي قار وعاصمتها الناصرية 31 مقعدا .. و ديالى وعاصمتها بعقوبة 29 مقعدا و كربلاء 27 مقعدا .. و ميسان وعاصمتها العمارة 27 مقعدا .. ومحافظة المثنى وعاصمتها السماوة 26 مقعدا .. و النجف 28 مقعدا .. و نينوى وعاصمتها الموصل 37 مقعدا .. و صلاح الدين وعاصمتها تكريت 28 مقعدا .. و واسط وعاصمتها الكوت 28 مقعدا .
واعلنت مفوضية الانتخابات ان النتائج الاولية للانتخابات ستبدا بالظهور تباعا اعتبارا من الاربعاء المقبل اي بعد اربعة ايام من اجراء الانتخابات .
التعليقات