إتفاق وشيك التنفيذ لمبادلة السجناء بين إسرائيل وحماس

القاهرة: قضت يوم الثلاثاء محكمة القضاء الإداري بعدم اختصاصها quot;ولائياquot; بنظر دعوى للمطالبة بإلزام الحكومة بفتح معبر رفح أمنيا وإداريا وجمركيا وبصفة دائمة، وأسست المحكمة حكمها على أن quot;مسألة فتح المعبر أو إغلاقه تعد عملاً من أعمال السيادة التي تخرج عن ولاية القضاءquot;، كما ورد في أسباب الحكم.

من جهة أخرى غادر وفد من حركة quot;حماسquot; الفلسطينية برئاسة القيادي محمود الزهار القاهرة، على أن يعود إليها بعد يومين، لاستئناف المحادثات بشأن صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل، والتي اشتهرت بصفقة الجندي جلعاد شاليط الأسير في قطاع غزة.

وذكرت محكمة القضاء الإداري المصرية في أسباب حكمها، quot;أن فتح معبر رفح أو إغلاقه هي مسألة تتعلق بحدود مصر السياسية ، وعلاقتها مع الدول والاتفاقيات الموقعة بشأن المعابر، وكلها أمور تتصل بسياسة مصر الخارجية وسلطة الحكم التي لا تخضع لرقابة القضاء العادي أو قضاء مجلس الدولة.

وأوضحت المحكمة أن الأمور المتعلقة بالسيادة لها ضوابط ومعايير محددة للفصل في مشروعيتها لا تتهيأ للسلطة القضائية، فضلا عن عدم ملاءمة طرح مثل هذه المسائل على العامة في ساحة القضاء .. مؤكدة أن قرار فتح المعبر أو إغلاقه وغيرهما من القرارات السيادية التي تتصل بسياسة الدولة العليا وسيادتها على أراضيها، إنما تؤثر تأثيرا بالغا في كيان الدولة وعلاقاتها في الخارج والداخل، وهو الأمر الذي يخرج عن اختصاص القضاء برمته، كما أوضحت المحكمة في أسباب منطوق الحكم.

وكان عدد من المحامين المصريين ونواب البرلمان المعارضين، وخاصة من جماعة quot;الإخوان المسلمينquot; قد أقاموا دعواهم، وطالبوا فيها بإلزام الحكومة بسرعة فتح معبر رفح طوال العام حتى تتمكن الهيئات الإغاثية من إدخال المؤن والمواد الغذائية والدواء لسكان قطاع غزة الذي يخضع لحصار إسرائيلي.

تعثر صفقة شاليط

على صعيد متصل غادر وفد حركة حماس برئاسة محمود الزهار القاهرة، على أن يعود إليها بعد يومين، وإكتفى متحدث باسم الوفد بالإشارة إلى اجتماع الوفد بعمر سليمان مدير المخابرات المصرية، وأن صفقة تبادل الأسرى كانت محور مناقشات معمقة وأنها تمضي في طريقها قدما رغم بعض المعوقات.

وقبيل عودة الوفد للقطاع وتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي ذات الصة، تواترت في القاهرة مؤشرات على اقتراب حدوث انفراج وشيك في ملف تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة quot;حماسquot; وقالت مصادر مصرية إن الجانبين اقتربا من التوصل لاتفاق يقضي بمبادلة مئات السجناء الفلسطينيين في إسرائيل بالجندي جلعاد شاليط.

واجتمع عمر سليمان، رئيس جهاز المخابرات المصري، مع وفد من حركة quot;حماسquot;، الذي زار القاهرة، وقال مصدر فلسطيني في القاهرة إن الاجتماع ناقش اللمسات الأخيرة على الاتفاق الذي تتوسط فيه مصر وألمانيا، وقالت مصادر قريبة من هذه المحادثات إن إسرائيل وافقت على أن يشمل اتفاق مبادلة الجندي شاليط الإفراج عن نحو 160 سجينا سبقد رفضت اطلاق سراحهم من قبل.

وكانت مصادر صحافية إسرائيلية قالت إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يبحث خطة لتجميد البناء في المستوطنات بالضفة الغربية لمدة عشرة أشهر، ومن المقرر أن يعرضها قريبا على المجلس الوزاري المصغر (الكابنيت).

وفي هذا السياق نقلت صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية عن مصادر حكومية قولها إن خطة نتنياهو تشمل مستوطنات الضفة الغربية فقط حيث إن القدس غير مدرجة على اللائحة ، مشيرة إلى أن حكومة نتنياهو تسعى من خلال هذه الخطوات إلى استئناف مفاوضات التسوية السلمية مع السلطة الفلسطينية.

وقالت الصحيفة إن نتنياهو عرض خطته على الإدارة الأميركية التي طالبت منذ زمن بإيقاف أعمال البناء لمدة عام واحد على الأقل، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن واشنطن لم تبد موقفها من الخطة حتى الآن.

وحسب المصادر ذاتها فقد بدا في حكم المؤكد أن الخطوات الإسرائيلية لن تشمل القدس، استناداً إلى أن حكومة نتنياهو أبدت موقفها من القدس سابقا ، حيث أشارت إلى أن مستوطنات القدس قضية بحد ذاتها ولا يجب بحثها مع مسألة الضفة الغربية.