عامر الحنتولي من الكويت: من الجائز جدا أن تدخل التاريخ لتحفر اسمها فيه بعد أقل من أسبوع. فهي كانت قاب قوسين من دخوله قبل نحو عام حين رضيت بحكم الصناديق الذي أبعدها أمتار قليلة عن قاعة عبدالله السالم في مجلس الأمة الكويتي. اليوم حظوظها أكبر تريد تعويض انتصار لم تحصل عليه المرأة الكويتية بعد. حشدت كل الطاقات اللازمة. استخدمت كل الكلام المسكوت عنه من النقد لواقع الحال وللمشهد السياسي برمته. سألتها عما جال في خاطري بعجالة. توقعت انحرافها عن صراحتها مع بعض الأسئلة إلا أنها خيبت ظني وتمسكت بصراحتها، فكان الحوار التالي الذي منحته لـquot;إيلافquot; رغم انشغالها وضيق وقتها.
ما الفرق بين حملة أسيل 2008 وحملة أسيل 2009؟
هناك فرق كبير. فأولا: كنت قد خضت انتخابات 2008 مرشحة ضمن قائمة التحالف الوطني الديموقراطي. لكن الإخوة في التحالف قرروا، لأسباب تنظيمية بحتة، الاكتفاء بالمشاركة في الانتخابات الحالية من خلال تنظيم حملة وطنية شاملة تدعو المواطنين إلى المساهمة بفاعلية في الانتخابات، وبناء اختياراتهم على أسس سليمة، ومن خلال مساندة المرشحين الوطنين في كل الدوائر. لهذا السبب أخوض انتخابات 2009 بوصفي مرشحة مستقلة. وهذا يمثل فرقا كبيرا في كيفية تخطيط وتنظيم وإدارة الحملة الانتخابية.
ثانيا: تأتي هذه الانتخابات في ظل جو عام من التذمر والسلبية أشد وطأة من الانتخابات الماضية. وقد أثر هذا في سير الحملة الانتخابية للعام 2009. لذلك تجدنا اليوم لا نركز فقط على الترويج لي بصفتي مرشحة تحمل رؤية إصلاحية واضحة، بل نسعى أيضا إلى بث روح التفاؤل والثقة في نفوس المواطنين، وحثهم على المشاركة الإيجابية في الانتخابات لإيصال صوتهم عبر صناديق الاقتراع، وليتمكنوا بالتالي من تحقيق التغيير الذي ينشدون.
- هناك طغيان ذكوري في حضور ندواتك ومؤتمراتك، هل تخلت عنك المرأة؟
المرأة لم تتخل عني في السابق، كما لم تتخل عني اليوم. وأعتقد أن ثقتها بي ودعمها لي في هذه الانتخابات تجاوزا حدود تأييدها لي في الانتخابات السابقة. والمتابع لندواتي الانتخابية حتى اليوم سيجد الدليل على ذلك في كثافة الحضور النسائي لهذه الندوات، بل وتفوقه على الحضور الرجالي فيها. كما سيشهد قدرا فائقا من الدعم والجهد والوقت الذي تبذله المتطوعات في حملتي الانتخابية، اللواتي أقدمن بكل حب واقتناع على تعليق التزامات حياتهن اليومية مؤقتا، من أجل التركيز على عملهن في هذه الحملة، فضلا عما غمرتني به السيدات الفاضلات في الدائرة من دعم وثقة دفعاهن إلى المبادرة لتنظيم سيل من اللقاءات والتجمعات النسائية في بيوتهن، لكي ألتقي أكبر عدد ممكن من الناخبات، ولإيصال رسالتي لهن. وامتناني لهن جميعا أعمق من أن تحتويه الكلمات.
ألا تخافين رهبة أن تكوني أول امرأة عضو في مجلس الأمة المقبل... وكيف ترين الأوضاع في دائرتك؟
الدائرة الانتخابية الثالثة دائرة متميزة بكثافتها السكانية وتنوعها الشديد في الخلفيات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية لناخبيها، الأمر الذي يجعل من المنافسة فيها تحديا حقيقيا. ولأن ناخبي وناخبات هذه الدائرة على مستوى عال من الوعي، فإن مسؤولية تمثيلهم في البرلمان ستكون حتما مسؤولية يحيط بها قدر من الرهبة. وأسأل الله أن يعينني على حملها في أتم وجه، إذا وجد أبناء الدائرة في شخصي ورؤيتي ما يكفي من الكفاءة والقدرة على تمثيلهم.
- كيف ترين المشهد السياسي وهل بوسعك الإسهام في إنشاء وطن جديد؟
المشهد السياسي الحالي مؤسف جدا. فالكل يتحدثون عن تدني مستوى الحوار بين أضلاع مثلث السلطة (الحكومة، المجلس، المواطن)، بينما السؤال الذي يجب أن يطرح هو: هل هناك حوار أصلا؟ ما نشهده هو تدن، بل انحدار في مستوى الخطاب والتعامل، أما الحوار فلم يعد موجودا مع الأسف. وما لم نعمل نحن جميعا كمواطنين على خلق الأجواء الصحية والأرضية المشتركة لقيام حوار عقلاني وبناء، موضوعه الأول والأخير رفعة هذا الوطن ومصلحة أبنائه، فلن نتمكن من الخروج من هذا المأزق.
وأنا لا أسعى إلى إنشاء وطن جديد. بل أسعى إلى أن يعود وطني وطنا حيويا متجددا يسير بخطى حثيثة واثقة على درب التنمية الدائمة. وطن يحتضننا جميعا على الرغم من اختلاف مشاربنا ورؤانا وطموحاتنا، من دون إلغاء أو إقصاء أو تسفيه لشخص أو رأي أو جهد مادام يرمي إلى المصلحة العليا للبلد، وأن نحول اختلافاتنا عنصرا لثراء المجتمع وتقوية نسيجه الوطني. ولو لم أكن على ثقة تامة بقدرتي على المساهمة بتميز في تحقيق هذا الهدف لما ترشحت لانتخابات مجلس الأمة.
- هل لنا أن نمر سريعا على حكاية اليوتيوب؟
أنا أشبعت هذه القضية بالتوضيح والإيضاح أن مسلمة تربيت في بيت محافظ متدين له أصوله وعاداته وتقاليده، و كل ما جاء في الشريط المتداول هو مبتسر من سياقه الحقيقي وكل ما قيل أيضا جاء في اطار طرق تدريس مادة التفكير النقدي لطلبة قسم الفلسفة في جامعة الكويت... ويعني شعرنا من البداية أن التركيز على المسألة يمكن وراءه الإساءة لأسيل العوضي.
التعليقات