إيلاف خاص من بيت لحم : وجه قيادي كبير في حركة فتح فضل عدم الكشف عن اسمه، رسالة ساخنة عبر quot;إيلافquot; يجمل فيها مجموع الحراك التنظيمي في مؤتمرquot;فتحquot; المنعقد في مدينة بيت لحم، في الضفة الغربية ، لاسيما في ما يتعلق بوضعية قطاع غزة.
وتركز الرسالة على ـ كشف ما يدور في أروقة المؤتمر الداخلية، وكواليس التحالفات، وتعرية المناورات، التي يحاول البعض فيها استغلال نفوذه السياسي، لتمرير أجندات لم تكن بالحسبان، تتجه إليها حركة فتح بعد عشرين عاما من الجمود الديمقراطي، وأربعة أعوام من خسارة انتخابات المجلس التشريعي، وعامين من الانقلاب المر في غزة، وكأن البعض يسعى جاهدا لإبقاء حركة فتح ضعيفة أو مشتتة وغير ذات وزن في شيء.
ووصفت الرسالة، وضع غزة في المؤتمر السادس بـ quot;أم الأحجياتquot; التي ـ من شأنها العبور بالمؤتمر إلى بر الأمان أو تفجيره ككل، بإخراجه غير ذي صفة تمثيلية شمولية لكل الوطن، وغير أهلية في التعاطي مع القضايا الكبرى التي تنتظر الحركة.
وأضاف القيادي في رسالته: يبدو أن أحد جوانب المؤتمر قد تم عقده بتنسيق مع حماس، للتحكم بمخرجاته عبر فلترة أدواته البشرية المتمثلة في نوعية أعضاء المؤتمر، مرة بالمنع الحمساوي لكوادر وقيادات الحركة في قطاع غزة السليب من المشاركة، ومرة أخرى بزيادة أعضاء جدد، ضمت عائلات بأكملها لمرشحين وأقارب مرشحين. كأن تضم الزوج والزوجة والأبناء والبنات، وفي حالتين أبناء الخال وبنات العم، من غير شفاعة أي رصيد نضالي لهم، وإنما كانت عضويتهم من باب الجاهوية والمناطقية، التي تهدف إلى قلب موازين المؤتمر ككل، لصالح أشخاص يرددون ما يُتلى لهم، ولا يملكون من أمرهم شيئا، ولا يجيدون سوى ثقافة الاصطفاف والشللية، التي يذكيها أباطرة الأسمنت والحديد من المساهمين في بناء جدار الفصل العنصري، وفصل القدس عن محيطها العربي في الضفة المحتلة.
وحذرت الرسالة التي تعتبر علامة لها ما بعدها في المؤتمر، من تداعيات ما سمته ـ الاستمراء على غزة حقا بباطل، عبر التماهي مع مخطط حماس في تغييب الكادر الفتحاوي، وحرمانهم من المشاركة في تصويب بوصلة حركتهم بعد عشرين عاما من التيه والتراجع .
ويذهب القيادي الفتحاوي في رسالته إلى تأكيد ما تتناقله بعض وسائل الإعلام، عن خلافات حادة في المؤتمر قد تنتهي بنتائج مشوهة وغير معترفبها، لا سيما من قطاع غزة وبعض أقاليم الضفة الغربية والخارج أيضا، التي ترى في أن قيادة حركة فتح، قد عجزت تماما عن خلق حلول إبداعية، يتم بها تدارك سياسة الاستقواء الحمساوي على غزة وشعبها وكوادرها الحركية، ودون أن تقدم حركة فتح بديلا، سوى المزيد من تكريس نهج حماس في المؤتمر، ـ وكأن حماس قد فوضت من ينوب عنها في المؤتمر وينفذ أجندتها بحذافيرها في الجلسات لتوقيع شهادة بيع غزة إلى الأبد لصالح حركة حماس، ونواب حماس من فتح اليوم قياديون متنفذون بكل ألم وحسرة ـ كما جاء في الرسالة.
ويسترسل القيادي: يؤلمنا غياب قيادة فتح عن المؤتمر، فالقيادة تتنازع الحركة والحرمات من أجل مصالحها، وحركة حماس على خط ساخن مع أعضاء في اللجنة المركزية والمجلس الثوري، كما تشير طبيعة المواقف المتخذة للبعض، دون أن نشك في ذلك. بل إن لدينا شبه تأكيدات من توافق بعض القيادات الفتحاوية المتواطئة مع قيادة الانقلاب، لمنع أي تظاهرة حركية احتجاجية للكوادر هناك، عبر تهديد واعتقال المزيد منهم، وترك القليل المسخ أحرارا، الذين من شأنهم ولن يستطيعوا تزكية ما يجري من مؤامرة في بيت لحم على قطاع غزة، مقابل منحهم وعودات بدعم في الكوتات السرية الموجودة في المؤتمر، ليمثلوا غزة، على حساب القيادات الميدانية والجماهيرية للقطاع. إن المبتورين الممسوخين الضعفاء القلائل الذين ظنوا أنفسهم مقررين عن غزة في رحلة البيع الأخيرة لها، قد رهنوا أنفسهم بالولاء المطلق لأكثر المتهمين بالفساد الإداري والأمني والأخلاقي، والوطني عموما، ولكنهمما زالوا يقررون، كما يقررون اليوم في بيع غزة بعد قتلها .. وهيهات من هاماتنا الخنوع، أن نقبل بذلك، أو أن نمرره، أو أن يكون حدثا يرافقه ضجيج قليل ثم يهدأ، ولن يكون منا انشقاق كما لن يكون جفاء، ولكن سيكون التعامل مع قيادة مصطنعة مبتورة، لا تؤثر في جماهيرها في القطاع خصوصا، ولن يؤثروا في شبل فتحاوي صغير في غزة، كما نتعهد بذلك، في حال تم تجاهل الحق السياسي والأخلاقي والوطني لغزة في المؤتمر، مع فتح ملفات لم يسمع بها الرأي العام من قبل.
ويختتم القيادي رسالته بالقول: إن كل من يرشح نفسه لموقع في المركزية أو الثوري، دون أن يتم حل مشاركة قطاع غزة بضمان تمثيله وتصويته، تحطيم الحلم ومسعى الانقلابيين، فإنه سيصعد إلى موقعه من فوق جثة غزة، التي يتم الإجهاز عليها في المؤتمر، وبيعها بأرخص الأثمان، دون حياء أو رجولة ضيعت أهلها اليوم .. بيد أننا نعد بإفشال كل هذه المخططات، بالطرق والوسائل المتاحة، التي تقوم على الاستغراق في الصراحة مع شعبنا، لكشف المؤامرة، التي سنوضح فيها بشاعة السلوك الحالي، وسلوك أصحابه غير الوطني بأثر رجعي، مدعمين كل ما نقول بأدلة استمكنت فيها الحقيقة، ستخزي كل ـ هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ. مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ. عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ .
التعليقات